صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، كتاب بعنوان النزيلة" للكاتب الأردني محمود اليوسف، التي تدور حول فكرة النهايات والانتظار، وتطرح أسئلة من نوع: هل نوفى الانتظار حقه إذا ما وصفناه بأنه مرض عضال يصيب أولئك الذين يتوقون للنهايات؟ أم هو علاج مؤقت لقدر ينظر إلينا من خلف النوافذ والأبواب شبه الموصدة؟ أم هو قدر يعلم وقته لكننا نجهله؟
غلاف النزيلة
في هذه الرواية تأخذنا البطلة نورسين فى رحلة طويلة من تجليات الانتظار: انتظار الخيال ليصبح حقيقة، وانتظار أن يعكس هذا الخيال طريقه ليظل خيالاً ولا يتلوث بالواقع، وانتظار الخلاص الذى لا يبلغه أكثر الناس مهما بذلوا من مجهود فى سبيله، في تلك المدينة البسيطة المسماة "زيزن" تكبر البطلة التى تظل طفلة، ولا تستثنيها السماء من الملائكة الذين فقدوا أجنحتهم، تترعرع فى مدينة الأحلام، وترى فيها وجهى الحياة: السيء والجميل، فتمر بتجارب كثيرة، وتُبتلى بالوجع مرتين، ولعلها هى التى اختارت هذا العذاب بيدها، وسعت إلى لعنتها بملء إرادتها.
وفى مقدمة الكتاب : تبدأ رحلتها البسيطة فى هذه الرواية بخيال بسيط على نافذتها، وتكبر مغامرتها فتمر بمدن قاحلة السكان وزاخرة بالذكريات، حيث السلام الزائف والحرب الحقيقية، تلك الحقيقة تتمثل بالأموات لا بالناجين.. ويلقي القدر بين يديها رسائل المساكين الأربعة "تمائم الجنود"، التي تركوها لها لتُكمل طريقها عبر ألمهم؛ لعلها تصل إلى مقصدها.
ونخوض مع نورسين هذه الرحلة على أمل نستعيد جزءاً من الحياة التى فقدناها بين أنقاض الحرب، وربما تهدينا خلاصنا الذى نرجوه، ولنعلم أن الموت ليس نهاية القصة حقاً، تتبع نورسين فتات الخبز خلف الغريب، فيسوقها الطريق لتلتقى بقدر ليس لها، تكاد رحلتها تكون هرباً من الوجع القابع فى صندوقها الصغير، تختار مجزرة جديدة، تعيش بين ذكريات الرحال محاولة أن تنفض عن قلبها غبار الغريب وانكسارها له، تحاول أن تذوق طعم العذاب اللذيذ الذي عاشه الرحال مع فانيسا، ذلك الحب الحقيقى الذى لم يتجسد في خيال نافذتها، ترتشف ذكريات ألكسندر لعلها تنسى طعم عذابها الشخصى، لكن أى مصيبة تنتظرها بين طيات الرسائل والقدر لتجعلها تعيش وجعها ووجع غيرها مرتين؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة