عادة ما تتعاقد قاعات الأفراح بالعديد من المناطق مع الفرق الشعبية التى تستقبل العروسين بالمزمار والطبل البلدى قبل دخولهم إلى تلك القاعات، لإحياء ليالى العمر للعروسين، فتنتشر البهجة والسعادة بين المشاركين والمدعوين من أسرة وأصدقاء العروسين، إلى أن أصبحت الفرق الشعبية أحد أسس استقبال العرائس بتلك القاعات، وفى أحد القاعات تجد فرقة أشعلت الجو بهجة وسرورا، وعدد أعضائها بسيط جدا، لكن حين تبحث عمن يدق الطبل البلدى لا تجده وسط هذا الضجيج لصغر حجمه.
الطفل يوسف السيد الشربيني، ابن قرية الزمرونية التابعة لمركز ومدينة كفر شكر، وصاحب الـ 14 عاما، أحد أفراد فرقة أفراح شعبية تشارك فى استقبال العروسين وأسرهم للاحتفال بليالى العمر، حيث تتعاقد هذه الفرقة مع قاعات الأفراح بالمدينة لاستقبال العروسين، وإضفاء حالة من البهجة والفرحة قبل الدخول إلى القاعة، وهو ما يتم بالفعل، ولاحظناه خلال لقائهم وأعضاء الفرقة.
فى البداية أكد الطفل يوسف السيد الشربيني، ابن قرية الزمرونية التابعة لمركز ومدينة كفر شكر، وصاحب الـ 14 عاما، أنه ورث هذه المهنة عن والده وجده، فهما كانا من أوائل الناس عملا بهذه المهنة في المحافظة، وعشق الطبلة منذ أن كان صغيرا، موضحا أنه كان ينتظر العودة من المدرسة للإمساك بالطبلة ويبدأ الدق عليها مثلما كان يتابع والده من بعيد، ويعزف عليها لساعات متواصلة.
وأضاف "يوسف" لـ "اليوم السابع"، أنه بدأ يشارك مع الفرقة منذ عام ونصف من الآن، والتى تضم شقيقه الأكبر رامى، الذى يعمل بالفرقة منذ ما يزيد عن 17 عاما، ويشارك معهم فى إحياء الأفراح والليالى حسب ما يطلبه كل زبون لهم، مشيرا إلى أنه بوجود أخيه الأكبر معه وجد التوجيه والقضاء على الرهبة للمشاركة فى الأفراح، بل والعمل على نشر السعادة بين أصدقاء وعائلات العروسين.
وتابع، أن الطبلة هى أهم شيء بالفرقة، وعلى أساسها تبدأ باقى آلات الفرقة فى العمل بناء على توجيه الطبلة، موضحا أن عشقه للطبلة يزيد يوما عن يوم، كما أنه يسعى لأنه يصبح أفضل عازف على الطبلة، وذلك بعد توجيهات والده وشقيقه الأكبر رامى له على الدوام، موضحا أن الطبلة لم تؤثر على دراسته بالمدرسة وانه مواظب عليها دائما حيث إنهم لا يظلون يعملون لأوقات متأخرة كثيرا.
ومن ناحيته قال رامى السيد الشربيني، شقيق يوسف الأكبر، إنه يعمل بهذه المهنة منذ ما يزيد عن 17 عاما هو الآخر، فقد ورثها عن أبيه الذى ورثها عن جده من قبله، موضحا أن والده وجده يعملون بها منذ ما يزيد عن 50 عاما حتى الآن، حيث أنهم يشاركون فى الأفراح والحفلات وحفلات الخيل وغيرها من الحفلات.
وأضاف "رامي" لـ "اليوم السابع"، أنه على الرغم من أن المهنة حاليا تواجه الاندثار، فإنها ما زالت تحتفظ برونقها وبهائها بين باقى الفنون، ولازال جمهورها موجود وبقوة، إلا أن العاملين بها يكادون أن يندثروا، نظرا لقلة العائد والدخل من هذه المهنة، مشيرا إلى أن أعضاء الفرقة كلهم من أبناء قرية الزمرونية التى تشتهر منذ فترة طويلة بأنها قرية المزمار والطبل البلدي، وهو فعلا ما نشأنا عليه منذ الصغر، لكن اتجه الشباب الجديد بالقرية إلى العمل بمهن أخرى، ولا تزال تحتفظ بها مجموعة بسيطة بالقرية.
ومن ناحيته قال حمادة شطا، مدير الفرقة، إن الفرقة تعمل على إحياء والمشاركة بجميع الحفلات والأفراح وحفلات الخيل، وتقدم العديد من الفنون منها موسيقى الصعيد الأصيلة التى تعتمد فى المقام الأول على المزمار والطبل البلدي، إلى جانب حفلات رقص الخيل على هذا الطبل، متمنيا أن تعود هذه المهنة لسابق عهدها ومشاركتها فى المسابقات الدولية.
.jpg)
.jpg)