أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

إلى من يهمه الأمر: مخاطر ترهيب الأطفال في ملعب "كورونا"

الثلاثاء، 17 مارس 2020 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لا تجــبر الإنســان ولا تخــــيره.. يكفيه ما فيه من عقـل بيحــيره.. اللي النهاردة بيطلبه ويرتضيه.. هو اللي بكره ها يشتهي يغيره.. عجبى!!".. هكذا قال عمنا الراحل صلاح جاهين في رباعياته الشهيرة، فمن هنا يجب التأكيد على أن نظرية الإجبار والتخويف على الإنسان لن تأتي إلا بنتائج سلبية، فمثلاً ما يفعله حاليًا البعض ببث حالة من الرعب على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب فيروس كورونا المستجد، عبر سلسلة من الأكاذيب أو التحذيرات دون الرجوع إلى المصدر الرئيسي، وهو وزارة الصحة الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار البيانات الصحيحة أو التوعية اللازمة لمواجهة هذا الخطر.

 

كما يقال إن الرعب والخوف حالة انفعالية يحسها الإنسان، وغالبًا ما تكون نتيجة تراكم خبرات وجدانية مخيفة يصادفها في الشخص طفولته، فيستعيدها لا شعوريًا في كبره، فالطفل كائن رقيق حساس يتأثر بسهوله بما حوله، لذلك يجب تحذير الآباء والأمهات حاليًا بضرورة التركيز في تصرفاتهم بشكل عام أمام أبنائهم في كل ما يفعلونه، وتحديدًا في قضية الحديث أو تناول مخاطر فيروس كورونا، فيجب أن تصدر التوعية بالشكل الأمثل لحماية أنفسنا وأطفالنا.

 

أعتقد أنه حان وقت أن تسقط نظرية تَخويف الطفل لدفعه إلى عمل معيّن أو لثنيه عن تصرف ما أو لإلزامه بالسكوت أو إجباره على فعل آمر لا يرغبه، فما كان يفعله الآباء والأمهات في السابق من خلال فكرة اختلاق شخصيات وهمية كالغول أو الأشباح أو الحيوانات في قصص يروونها على مسامع الأطفال لخلق وعى ما داخله وعدم الاعتراض على قراراتهم، أو تخويفهم من أشياء وشخصيات إيجابية مثل الحقن والشرطي والطبيب، فهم هنا لا يعلمون أن هذا خطأ يقعون فيه حيث إن التخويف يكون له آثار نفسية سلبية على الطفل قد تستمر معه مدى حياته.

 

الطب النفسي يقول هنا: "تخويف الأم لطفلها من أشياء معينة مثل الأشباح والظلام والشرطي والطيب وغيرها يعد أسلوبا خاطئا في تربيته، فقد يكون الشيء الذي تخوف الأم طفلها به إيجابي مثل الدواء والطبيب والشرطي والمعلم وهذا قد يولد عند الطفل انطباعا سيئا ورهبة شديدة من هذه الأشياء تؤثر على نفسيته وتجعله يرفض التعامل معها ما قد يضر به وقد تستمر هذه الرهبة مدى حياته وتؤثر عليه وعلى عمله وعلاقاته الاجتماعية، وقد يكون التخويف بشيء سلبي مثل الغولة والعفاريت وهذا يجعل الطفل يفتقد للشعور بالأمان وتؤثر أيضًا على نفسيته وتجعله لا يستطيع التصرف بتلقائية فعند إقباله على أي عمل فيشعر أنه سيتعرض لعقاب شديد لا يعرفه فيشعر بالخوف من الٌبال على هذا الفعل".

 

بالفعل هذا الأمر قد يؤثر على مستقبل الطفل فحينما يكبر سيكون لديه شعور دائم بالخوف من مجهول ولديه شعور بالذنب لا يعرف سببه وعدم رضا عن نفسه وبالتالي سيفقد ثقته بنفسه، وهو ما نراه حالياً في ملعب "السوشيال ميديا" خلال تناول أزمة كورونا، فبدلاً من التركيز في كيفية التعامل الصحيح مع هذا المرض اللعين، نجد أن الرعب بات هو المسيطر على الكثير، مثل الذي نراه من البعض في الخوف المبالغ فيه، أو اتجاه البعض الآخر لنظرية الاستهتار أو التريقة.

 

المعروف أن الطفل لا يقبل على أي فعل إلا إذا كان هناك هدف من وراء ذلك، وهنا يجب على الأم أن تنتبه لطفلها وتلجأ إلى أسلوب الحوار والتفاهم معه بدلاً من أن تلجأ للتهديد والعنف وتتعرف على أسباب لجوء طفلها لمثل هذا الفعل فقد يكون طفلها في حاجه إلى الاهتمام والشعور بالحب فيلجأ لهذا لجذب اهتمام الأم نحوه، فلا يجب أن نهدد أبناءنا مثلاُ على طريقة أمنا الغولة بالقول: "لو مش غسلت إيديك كويس.. هيجيلك فيروس كورونا"، فالطريق الأمثل هنا، هو اتباع أساليب التربية السليمة عبر تعليم الطفل السلوكيات الإيجابية وتنبيهه إلى الأخطاء التي قد يقع فيها وتحذيره منها بشكل بسيط.

هنا يجب الإشادة بالفيديو الذي أنتجه موقع "اليوم السابع" لتوعية أطفالنا من مخاطر الفيروس، تحت اسم "بيبى كورونا"، الذى شرحت خلاله الزميلة العزيزة هدى زكريا بصوتها، جميع المفاهيم والمعلومات الخاصة بالفيروس بشكل مبسط يسهل على الأطفال فهم طبيعة وخطورة الفيروس وكيفية الوقاية منه فى جميع سلوكياتهم، فالحل في التوعية ثم التوعية ثم التوعية.

 

الخلاصة تقول: "إذا أردنا بناء أجيال جديدة قادرة على حماية بلادنا من أية أخطار، يجب على كل أب وأم تعلم كيفية الحفاظ على سلوك أبنائهم وتوعيتهم وعدم تخويفهم، وذلك لحمايتهم من التعرض لأية عوامل خارجية قد تغتصب عقولهم وتجعلهم صيدًا سهلاً للأفكار الخبيثة والأكاذيب عبر الوسائل التكنولوجيا الحديثة وغيرها من هذا القبيل".. اللهم احفظ بلادنا وأبناءنا من كل شر

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة