مقالات صحف الخليج.. عبد الرحمن شلقم يكتب عن عولمة فيروس كورونا.. عائشة سلطان تسلط الضوء على تصاعد الشائعات والقصص المفبركة على السوشيال ميديا.. مشارى النعيم يكتب فى الرياض السعودية: العمارة فى زمن كورونا

السبت، 14 مارس 2020 11:54 ص
مقالات صحف الخليج.. عبد الرحمن شلقم يكتب عن عولمة فيروس كورونا.. عائشة سلطان تسلط الضوء على تصاعد الشائعات والقصص المفبركة على السوشيال ميديا.. مشارى النعيم يكتب فى الرياض السعودية: العمارة فى زمن كورونا مقالات صحف الخليج
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت العديد من القضايا الهامة، وطغى فيروس كورونا على أقلام الكتاب، مشيرين إلى الشائعات التي انتشرت حول فيروس كورونا سواء في مواقع السوشيال ميديا أو في محتوى القصص الخبرية المفبركة أخطر من الفيروس القاتل.

كورونا... وباء العولمة
 

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

 

وبصحفية الشرق الأوسط السعودية، كتب عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة عن "كورونا" قائلا :"قال الأولون: الخير يعمُّ والشر يعمُّ. الأوبئة وصنَّاعُها من الفيروسات رفيقة الوجود الإنساني، وهناك من العلماء من يقول إنها سابقة على وجود الإنسان ذاته على سطح الكرة الأرضية.

عانت البشرية على مدى العصور من أوبئة رهيبة، حصدت آلاف البشر في كل بقاع المعمورة. من الطاعون إلى الجدري والإنفلونزا وغيرها. في العصور الغابرة كان سكان كوكب الأرض قلة، يسكنون تجمعات صغيرة متباعدة. يقضي أغلبهم حياته في عمل مرهق كي يؤمِّن قوت يومه. الحركة من مكان إلى آخر محدودة جداً، وفي كثير من الأحيان منعدمة. فإذا حطَّ وباءٌ على قرية أو بلدة صغيرة أو نجع، فقلَّما ينتقل بسرعة إلى غيرها؛ بل إنَّ بعض القرى المتقاربة لا تسمع بما حلَّ بجارتها من وباء قاتل. لا وجود لمرافق يستعملها العامة من وسائل للمواصلات أو الخدمات. الأغذية بسيطة ومحدودة، والحياة رحلة عناء يكابدها الإنسان، ويعيش بما ينتجه جهده المحدود بمساعدة الدواب الهزيلة.

دخل الجنس البشري إلى دنيا جديدة بعد اختراع الآلة، وتغير وسائل الإنتاج، واتساع حركة الناس، وتبادل المنتوجات بينهم. بلدان كانت مغلقة، التنقل حتى في داخلها مقيد؛ خصوصاً الدول الشيوعية.

في بدايات القرن الماضي، كانت الطائرات التي تعبر أجواء العالم محدودة. لم تكن السياحة في برامج حياة الناس، لضعف ملأتهم المالية والقيود الحكومية على الانتقال من دولة إلى أخرى. المواطنون السوفيات والصينيون لم تكن لهم معرفة ببلدان أخرى غير مسقط رأسهم، وقلما يرون غريباً داخل أوطانهم؛ بل يمنع عليهم الاتصال أو الحديث مع أي غريب، مثل رجال البعثات الدبلوماسية الأجنبية. في العقود الأخيرة تحول العالم إلى دنيا جديدة عنوانها العولمة التي خلقت مجالاً جديداً للعلاقات الإنسانية، بمفاهيم وحركة مفتوحة بين قارات العالم غيرت كل شيء. وسائل الإعلام لم تبقِ شيئاً مستوراً بخيره وشره.

العولمة لم تكن لتتجسد عملياً في العالم لولا التطورات التي صنعها دنغ هسياو بنغ في الصين الجديدة. فتح أبوابها لكل الجنسيات، صارت أرض السور العظيم بلاد كل البشر. سنة 2020 كانت سنة للصين الجديدة بلا جدال. استيقظ العالم على كائن غامض يسمى فيروس «كورونا»، انطلق منها إلى فجاج الدنيا التي دخلت حالة رعب لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية. في أسابيع قليلة ارتجت الملايين في كل القارات رعباً من قاتل غامض طار من مقاطعة ووهان الصينية، وحطَّ في كل العالم، وتسابقت وسائل الإعلام تعلن حجم الإصابات، وتتحدث عن الأعراض والاحترازات المطلوبة. إنه داء العولمة الرهيب.

في السنوات الماضية، تحدث العالم عن فيروس ضرب بلدانا في وسط أفريقيا، اسمه «إيبولا»؛ لكنه لم يرعب العالم؛ بل إن هناك من لم يسمع به؛ لأن البلدان التي تفشى فيها لا علاقة لها بأغلب الدول؛ بلدان فقيرة ومعزولة. فيروس الإنفلونزا الذي يُعدُّ ضحاياه بعشرات الآلاف، لم يهزُّ الدنيا، وحتى فيروس «سارس» الذي نشر الحذر لم يكن له رهاب «كورونا» نفسه.

العولمة غيرت كل شيء في العالم بما لها وعليها. الإصابات تجاوزت المائة ألف، والقتلى آلاف في كل أنحاء العالم. لأول مرة في التاريخ الإنساني يشترك العالم، البلدان المتقدمة والنامية، في حالة طوارئ واستنفار وتحالف، من أجل عدو واحد، هو وباء مرعب اسمه «كورونا». تقيد حركة النقل، وتقفل المدارس، وتلغى الأنشطة الرياضية والفنية، ويرتبك الاقتصاد العالمي.

ماذا لو وُلِد هذا الفيروس في صين ماو تسي تونغ المغلقة، التي يقدمها للعالم على أنها الفردوس الموجود الذي لا يمرض الإنسان فيه ولا يشقى؟

بعيداً عن الإشاعات

عائشه سلطان
عائشه سلطان

 

وفى صحيفة البيان الإماراتية سلطت الكاتبة عائشة سلطان الضوء على تصاعد الشائعات والقصص المفبركة على السوشيال ميديا حول فيروس كورونا، قائلة :"كما في كل حالات انتشار الفوضى، وحين اختلاط الحابل بالنابل، وعندما يزداد الغموض، ويكثر تداول الأخبار، وتصبح وسائل الإعلام بيد الجميع، في مثل هذه الأوضاع فإن أكثر ما ينتشر ويروج هي الإشاعات، صناعتها وتناقلها دون تفكير وتثبت، وبالتالي شيوع حالة من الخوف والقلق جراء محتوى هذه الإشاعات التي في غالبيتها مبالغ فيها أو كاذبة!

إن كمية الأخبار غير الدقيقة والإحصاءات والقصص الخبرية الملفقة والمقالات والصور والنكات التي تضخها وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن المواقع الإخبارية والصحف والقنوات الإخبارية حول انتشار فيروس كورونا أكثر بكثير من تلك الأخبار الدقيقة والصحيحة والواردة من جهات ومنظمات صحية أو طبية رسمية أو معتمدة!

 

هناك جهات مستفيدة من الإشاعات بلا شك طالما أن ازدهار الإشاعات سيقود إلى ترويج سلع أو بضائع أو أية خدمات أخرى، فتحت وطأة القلق والذعر يندفع الناس للشراء دون تفكير، كما حصل مع الإقبال على شراء الكمامات مثلاً التي اتضح لاحقاً أن كورونا لا ينتقل بالهواء بقدر انتشاره بلمس الأسطح التي يقع عليها الفيروس، وكما حصل مع ارتفاع أسعار المعقمات ونفادها، الذي اتضح لاحقاً أيضاً أن غسل الأيدي بالماء والصابون لمدة أربعين ثانية كفيل بالقضاء على أي فيروس!

 

إن التعقيم والنظافة والإجراءات الوقائية أمر في غاية الأهمية، وهو ما تصدر الجهات الصحية الرسمية في الإمارات بيانات فاعلة وواضحة بشأنه وباستمرار، فذلك كفيل بالحد من هذا الانتشار الأفقي الخطير للفيروس الذي وصلت نسبة تفشيه إلى 15- 20% وبشكل يومي! ما جعل منظمة الصحة العالمية تنقل الأمر من وصف الوباء للجائحة العالمية!

 

الأمر خطير لكنه يحتاج لكثير من الوعي والفطنة والجدية بعيداً عن الشائعات، لأن الأمر سيتعدى إلى مخاوف أكبر من ذلك وسيلعب السوق دوره في ترويج شائعات اختفاء السلع والبضائع وعلينا أن نكون أكثر حذراً!

 

العمارة في زمن كورونا

مشارى النعيم
مشارى النعيم

 

أما الدكتور  مشاري النعيم تناول فيروس كورونا من زوية آخرى تماما قائلا :"التحدي الذي يوجهه "كورونا" للحضارة الإنسانية جدير بأن لا يمر من دون أن نتعلم منه. كل هذه الاحتياطات التي تتخذها البشرية اليوم لأنه حدث خلل طفيف في ميزان التوازن بين مسببات الحياة ومسببات الفناء فارتبكت الحضارة الإنسانية برمتها فما بالكم لو استمر هذا الخلل وطال جوانب أخرى؟

لفتت انتباهي رواية "جبريال جارسيا ماركيز" الحب في زمن الكوليرا، التي تتحدث عن حكاية وجدانية في زمن تفشى فيه مرض الكوليرا. هذه الرواية تقول: إن الحب والحياة أقوى من المرض فالإنسان يسعى لأسباب وجوده أكثر من أي شيء آخر. ربما نحن، في لحظات تفاقم وباء "الكورونا" الجديد وإعلان منظمة الصحة العالمية أنه "جائحة" والهلع غير مسبوق الذي يعيشه العالم، فهناك دول بأكملها أصيبت بالشلل التام، توقفت فيها سبل الحياة. المدن الكبرى تقف عاجزة أمام هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة. التكبر والغرور العمراني لم يعد يرى أمام كائن يتحدى الوجود الإنساني ويقول للبشر جميعاً حتى تلك الدول التي تسمى نفسي بالعظمى، يقول لهم "أتحداكم". تأملت هذا الشلل الحضاري الغريب الذي يعيشه الإنسان وكأنه توقف عن عمارة الأرض فجأة رغم إرادته. لم يعد يفكر في البناء ولا في الفن ولا الصناعة، نسي السياحة والترفيه والسفر وتذكر فقط أنه يجب أن يكون "موجوداً" وأن هناك كائناً غريباً يهدد هذا الوجود.

يوم الأحد الفائت وهو اليوم الأخير قبل تعليق حضور الطلاب للجامعات كنت أتحدث مع طلاب الدكتوراه عن مفهوم "الإحياء" في القرآن وكيف أن هناك تراتبية في طرح هذا المفهوم تركز على الوجود الإنساني أولاً ثم بعد ذلك العمارة والعمران وبناء الحضارات. يقول الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (المائدة: 32). الأصل في عمارة الأرض هو إحياء النفس البشرية وحفظها، لذلك عندما يتحدث القرآن عن الإحياء من الناحية العمرانية يبدأ بمسألة توفير الماء والغذاء الذي يمثل الحاجة الأساسية التي لا يمكن أن يعيش الإنسان دونها. يقول الله تعالى: "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين" (الحجر: 22) ويقول الله تعالى "هو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء" (الأنعام: 99). إذا مسببات الوجود الإنساني هي سنة من سنن الله في الكون وأن هذه الأسباب تشكل منهج متوازن يجب أن لا يخل أحد به.

ما خطر ببالي هو أن "العمارة في زمن كورونا" هي فرصة لاختبار ذكاء الإنسان وإعادته إلى سلم الأولويات القرآنية التي تكشف عن هشاشة الوجود الإنساني، وأن لكل شيء سبباً وأن الماء على بساطته، كونه حولنا وبين أيدينا هو "سبب الوجود" "وجعلنا من الماء كل شيء حي" وأنه لو زال فقد الإنسان سبب وجوده. التحدي الذي يوجهه "كورونا" للحضارة الإنسانية جدير بأن لا يمر من دون أن نتعلم منه. كل هذه الاحتياطات التي تتخذها البشرية اليوم لأنه حدث خلل طفيف في ميزان التوازن بين مسببات الحياة ومسببات الفناء فارتبكت الحضارة الإنسانية برمتها فما بالكم لو استمر هذا الخلل وطال جوانب أخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة