سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 مارس 1949.. إسرائيل تحتل أم الرشراش بتواطؤ بريطانى أمريكى.. ومحمود رياض: «قرية فلسطينية واحتلالها لفصل مصر عن المشرق العربى»

الثلاثاء، 10 مارس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 مارس 1949.. إسرائيل تحتل أم الرشراش بتواطؤ بريطانى أمريكى.. ومحمود رياض: «قرية فلسطينية واحتلالها لفصل مصر عن المشرق العربى» أم الرشراش
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«بدا الحدث فى حينه للكثيرين مجرد اعتداء إسرائيلى على قرية فلسطينية للصيادين، فالكثير من الأحداث الكبرى التى شهدتها المنطقة ترتبت على احتلال إسرائيل لهذه القرية التى تقع على خليج العقبة»..هكذا يذكر «محمود رياض» فى الجزء الثانى من مذكراته «الأمن القومى العربى – بين الإنجاز والفشل» مدى الأضرار التى ترتبت على احتلال إسرائيل لقرية «أم الرشراش» يوم 10 مارس، مثل هذا اليوم، عام 1949. 
كان «رياض» وزيرا لخارجية مصر من 1964 إلى 1972، ثم أمين عام الجامعة العربية من 1972 حتى استقالته فى مارس 1979 بسبب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكان أثناء احتلال «أم الرشراش» رئيسا لوفد مصر فى لجنة الهدنة المشتركة التى أسفرت عن اتفاق يوم 24 فبراير 1949 بإقرار هدنة دائمة بين مصر واليهود، ويقول فى الجزء الأول من مذكراته «البحث عن السلام.. والصراع فى الشرق الأوسط»، إنه بتوقيع اتفاق الهدنة، خرجت أنا شخصيا بانطباع قوى أن النزاع المسلح بين إسرائيل والدول العربية انتهى تماما، وزاد يقينى عندما وقعت الأردن ولبنان وسوريا على اتفاقات مماثلة»، غير أن سرعان ما تبدد هذا الانطباع حين أقدمت إسرائيل على احتلال «أم الرشراش».
اللافت فى سرد رياض لقصة احتلال «أم الرشراش» قوله نصا: «قرية فلسطينية للصيادين تقع على خليج العقبة»، وهذا عكس الشائع لدى قطاعات فى مصر بأنها «مصرية»، وينقل رياض رواية رئيس وزراء الأردن توفيق باشا أبوالهدى لقصة احتلالها أمام مؤتمر رؤساء الحكومات العربية المنعقد فى يناير 1955 ليؤكد أن أحد أهداف قيام إسرائيل هو فصل مصر عن المشرق العربى.
يقول رياض: «قال توفيق الباشا، إنه عندما بدأت القوات اليهودية فى تقدمها جنوبا فى اتجاه خليج العقبة فى مارس 1949 لاحتلال أم رشراش جاءه الوزير المفوض البريطانى فى عمان ليقول له، بأن حكومته ترى بضرورة استمرار المواصلات البرية بين مصر والدول العربية، وتقترح إرسال كتيبة بريطانية إلى مدينة العقبة لتمنع اليهود من الوصول إلى خليج العقبة»، وأوضح توفيق الباشا أن وجود كتيبة بريطانية فى ميناء العقبة كان يتطلب موافقة الحكومة الأردنية حسب الاتفاقية العسكرية بين البلدين، وأضاف أنه وافق فورا على الاقتراح، وكانت الحكومة البريطانية ترغب فى الاحتفاظ بخطوط مواصلاتها بين قواتها فى قناة السويس وقواعدها فى الأردن والعراق والخليج، ووصلت الكتيبة فعلا إلى ميناء العقبة الأردنى على أن تتحرك فى الوقت المناسب لوقف التقدم اليهودى، إلا أنها ظلت فى ميناء العقبة دون أن تتحرك لتنفيذ المهمة المكلفة بها، بينما استمرت القوات اليهودية فى تقدمها إلى أن احتلت أم رشراش، وكشف «أبو الهدى» أنه استدعى القائد الإنجليزى واستفسر منه عن سبب عدم التعرض للقوات اليهودية، فأجاب بأن التعليمات لديه هى عدم التعرض للقوات اليهودية إلا إذا اعتدت على الحدود الأردنية».
يواصل رياض: «استدعى توفيق أبوالهدى الوزير المفوض البريطانى مستنكرا الموقف البريطانى، وطلب منه تفسيرا، وفى اليوم التالى وصلته رسالة من مستر بيفين وزير خارجية بريطانيا، يبلغه فيها أن الحكومة الأمريكية ضغطت عليه لتغيير سياسته والسماح لإسرائيل باحتلال أم رشراش».. يؤكد رياض أن رواية أبوالهدى كشفت التواطؤ الأمريكى اليهودى لقيام إسرائيل وتحقيق أهدافها للوصول إلى خليج العقبة، ويقول: «كل ماسمعته من رئيس وزراء الأردن فى ذلك اليوم كان جديدا تماما علىّ، وفسر لى الأحداث التى عاصرتها عند احتلال أم رشراش، فعندما وقعت مصر اتفاقية الهدنة فى 24 فبراير 1949 سارعت أمريكا بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن فى 4 مارس بقبول عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة باعتبارها دولة محبة للسلام رغبة فى تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة، وفى اليوم التالى مباشرة بدأت إسرائيل فى تحريك قواتها جنوبا لاحتلال مناطق حيوية فى النقب ضاربة عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن التى تحول دون تحرك عسكرى للحصول على مكاسب إقليمية».
ويؤكد رياض أنه فى 7 مارس تحركت القوات الإسرائيلية جنوبا لاحتلال العقبة ثم اندفعت لاحتلال أم الرشراش، بعد أن تأكدت أن القوات البريطانية لن تعترضها بناء على التدخل الأمريكى، وأن مجلس الأمن الدولى لن يتحرك.. يعلق رياض: «كان احتلال إسرائيل أم رشراش ذو دلالة بالغة فى وقت مبكر، فالوصول إلى خليج العقبة كان الهدف منه قطع أى اتصال برى بين مصر والمشرق العربى والحصول على منفذ على البحر الأحمر لتيسير اتصالها بالقارة الأفريقية والشرق الأقصى».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة