أظهرت دراسة جديدة أن الأراضي الزراعية المهجورة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تعويض ارتفاع درجات الحرارة جزئياً في جميع أنحاء أوروبا، حيث وجد فريق من العلماء، بقيادة فرانشيسكو تشيروبيني من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أن درجة حرارة الأرض في الأراضي الزراعية المهجورة في أوروبا الغربية قد تصل إلى 1.8 درجة فارنهايت أكثر برودة مما كانت عليه في المزارع النشطة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يعزى التبريد إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نمو الأشجار الجديدة، مما ساعد على امتصاص غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون وساعد في تشتيت ضوء الشمس.
وكان هناك أيضًا تبخر أكبر، وهي العملية التي يتبخر من خلالها المياه من الأراضي الرطبة وأوراق الأشجار وغيرها من مصادر الرطوبة، مما يقلل من كمية الطاقة الشمسية التي تمتصها الأرض.
وقال شيروبيني: "أرض المحاصيل المهجورة، أو تغير الغطاء الأرضي بشكل أعم، ودوره في المناخ الإقليمي يمكن أن يساعدنا على التكيف وتخفيف آثار تغير المناخ"، مضيفا: "ومن خلال تحسين النظم الزراعية، يمكننا تحرير الأراضي لاستخدامات متعددة".
وجمع الفريق بيانات الأقمار الصناعية من وكالة الفضاء الأوروبية التي تم جمعها بين عامي 1992 و2015، وحدد ثماني فئات عامة لاستخدام الأراضي.
كما أنشأوا برنامج كمبيوتر قام بنمذجة التغيرات في المناخ خلال نفس الوقت، استنادًا إلى ملاحظات حقيقية في الغلاف الجوى، ثم قارن الفريق نتائج النموذج بمجموعة من الدراسات المناخية الإقليمية المختلفة للتأكد من دقة أرقامها.
ووجدوا أن أكثر من 25 مليون هكتار من الأراضي الزراعية قد تم التخلي عنها في جميع أنحاء أوروبا خلال الـ 24 عامًا التي كانت لديهم بيانات عنها، وهو نفس حجم مساحة سويسرا تقريبًا، والأسباب الرئيسية للتخلي عن الأراضي كانت اجتماعية واقتصادية.
وقال الفريق البحثى: "ربما سئم الناس من العيش في الريف، أو أنهم لا يريدون العمل في مزارعهم بعد الآن".
وركزت دراسات أخرى على نمو الأشجار، مما يساعد على إخراج ثاني أكسيد الكربون من الهواء، لكن تشيروبيني وفريقه أرادوا التركيز على مجموعة أكثر شمولية من المقاييس، بما في ذلك معدلات تبخر المياه، ومستويات الرطوبة بما فيها رطوبة التربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة