بزنس الطب والدين عند السلفيين.. من العلاج بالجن إلى استخدام النقاب لمواجهة فيروس كورونا.. القنوات السلفية روجت لأفكار خرافية حول طريقة علاج الأمراض.. وخبراء: خطابهم ساذج ويتلاعبون بالمشاعر الدينية

الأحد، 09 فبراير 2020 02:00 ص
بزنس الطب والدين عند السلفيين.. من العلاج بالجن إلى استخدام النقاب لمواجهة فيروس كورونا.. القنوات السلفية روجت لأفكار خرافية حول طريقة علاج الأمراض.. وخبراء: خطابهم ساذج ويتلاعبون بالمشاعر الدينية النقاب فى الجامعات
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد الدين أحد أبرز الوسائل التى يسعى التيار السلفى لاستغلالها لتحقيق مصالحهم الشخصية، بعد أن انكشف خطابهم للشعب المصرى، بدأ هذا التيار يلجأ إلى وسيلة أخرى للوصول إلى المواطنين، هذه الطريقة تمثلت فى بزنس الطب من خلال الدين، فمنذ فترة خرج عليها شيخ سلفى يدعى أحمد الفولى، زعم أنه يعالج المواطنين من خلال الجن، وزعم أنه على علاقة بالجن يمكنه أن يعالج كل شخص يعانى من مشكلة أو مرض، ليخرج بعدها أسامة حجازى، شقيق صفوت حجازى ليزعم أن كورونا يتم معالجته من خلالا لنقاب.

 

وفى الوقت الذى يسعى فيه العالم لإيجاد علاج لفيروس كورونا الذى اجتاح العديد من الدول، وأصاب آلاف الأشخاص، خرج مذيع قناة الرحمة، أسامة حجازى، ليخلط الدين بالطب، ليزعم أن النقاب والوضوء، علاج فعال لفيروس كورونا.

 

مذيع قناة الرحمة الفضائية، أسامة حجازى، شقيق الإرهابى صفوت حجازى، التابعة للتيار السلفى، حاول الاعتماد على نصائح الصين ومنظمة الصحة العالمية، بشأن النظاف الشخصية وارتداء الكمامات، بالإضافة إلى جعل الحلق والأنف رطبين، وغسل اليدين جيدا، قائلا أن الوضوء يعد علاجا فعالا لهذا المرض المميت، باعتبار أن الوضوء 5 مرات يضمن نظافة الأيدى بشكل كامل.

 

وقال مذيع قناة الرحمة خلال الفيديو، إن الوضوء يقضى على فيروس كورونا، زاعما أيضا أن النقاب يعد علاجا فعالا لمرض كورونا، وأنه لولا الحرج لأمرت منظمة الصحة العالمية دول العالم بأن تجبر مواطنيها على ارتداء النقاب لمواجهة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك حربا تشن ضد النقاب ورغم ذلك ولولا الإحراج لأوصت به منظمة الصحة العالمية للرجال والنساء لأن الماسك هو يعتبر نقابا وهو علاج فعال لهذا الفيروس تستخدمه دول العالم لمواجهة هذا المرض المميت، بل أن الصين كلهم الآن يرتدون ماسك، والأمريكيون 80% منهم يرتدون ماسك، وبالتالى فإن النقاب يعد وسيلة مهمة لمواجهة هذا المرض اللعين.

 

من جانبها أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن تصريحات مذيع قناة الرحمة، أسامة حجازى، الحديث حول أن النقاب يعد علاج فعال لمواجهة مرض كورونا، هو كلام ساذج القصد منه التلاعب بالمشاعر الدينية، خصوصاً لدى البسطاء الذين يصدقون كلام هؤلاء الادعياء دون مراجعة أو تدقيق، موضحة أن هذه عادة الحركة السلفية المعاصرة منذ أن وجدت، ورصيدهم كله فى الشارع ناتج عن ترديد مثل هذه الخرافات ومحاولة تبرير كل شيء عبر إلصاقه بتفسيراتهم الشاذة للدين.

وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"اليوم السابع"، أن مثل تلك التصريحات التى تطلقها تلك القنوات السلفية لا تضلل الناس وحسب، وهذا ذنب عظيم، بل أيضاً يفترون على دين الإسلام ويدعون عنه ما ليس فيه، ويفتحون الباب على مصراعيه لمن يهاجمون الإسلام بأنه دين خرافات ليقولوا ما يحلو لهم اعتماداً على كلامهم المغلوط، وهذا ذنب أعظم.

 

 وتابعت داليا زيادة: ليس من عاقل إلا وسيرد على هذا المدعى بأنه لو أن النقاب منجى من المهالك والأمراض كما يقول، لماذا لا يرتديه هو وشيوخه قبل أن يفرضونه على النساء، من الأولى أن ينعم هو بالفائدة الصحية العظيمة والثواب الكبير الذى يزعم أنه مرتبط بالنقاب!

 

بدوره أكد عمرو فاروق، الباحث فى شؤون الجماعات الإرهابية، أن الخطاب السلفى يستند فى التأثير على الرأى العام والقواعد السلفية على مجموعة من المفردات والأدبيات التى يتم توظيفها من حين لآخر، بهدف السيطرة على الوجدان والعقل اللاواعى لدى الجماهير العريضة والسير بهم فى اتجاه الغيبيات، موضحا أن الخطاب السلفى يحاول توظيف الأحداث والظروف واستغلال حالات الضعف النفسى التى تمر بها المجتمعات لتكريس حالة الهيمنة الفكرية والسلوكية عليهم .

وأوضح الباحث فى شؤون الجماعات الإرهابية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الخطاب الدين والسلفى دائماً ما يكرس لفكرة العقاب الإلهى، وان التراجع الدنياوى يعود للتراجع الدينى لدى المسلمين، متابعا: فى النهاية خطاب توظيفى يتم الترويج لمفرداته بهدف إخضاع المجتمعات للمشروع السلفى أو المشروع الدينى المتطرف الذى ينحرف عن الوسطية بشكل عام .

 

ولفت عمرو فاروق أن الفتاوى التى يسعى التيار السلفى وقنواتهم أن يروجوها حول العلاج بالدين وأن النقاب هو علاج لمرض كورونا ومحتواها ليس بجديد على المجتمع المصرى، حيث انتشرت هذه الأفكار بقوة منذ ثمانينات القرن الماضى وإنتاج ما يسمى بتيار الصحوة الاسلامية والذى كان سببًا واضحًا فى تشكيل التيارات السلفية السائلة المنتشرة بقوة حاليا وترغب فى أن تكون بديلا عن جماعات الإخوان والتيارات الجهادية المتطرفة، لكنها فى النهاية تيارات تميل لمشروع السلفية الجهادية المتأثرة بمفردات سيد قطب و ابو الأعلى المودودي.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة