فيس بوك وتضليل الرأي العام.. أسئلة شائكة على هامش "بريكست".. كاتبة بريطانية تفضح دور السوشيال ميديا.. وتؤكد: تعرضنا لأكبر عملية احتيال في التاريخ بسبب إعلانات مضللة.. وحملات الدعاية مجهولة المصدر وبلا رقيب

الخميس، 06 فبراير 2020 09:28 م
فيس بوك وتضليل الرأي العام.. أسئلة شائكة على هامش "بريكست".. كاتبة بريطانية تفضح دور السوشيال ميديا.. وتؤكد: تعرضنا لأكبر عملية احتيال في التاريخ بسبب إعلانات مضللة.. وحملات الدعاية مجهولة المصدر وبلا رقيب فيس بوك وتضليل الرأي العام
كتبت : ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت الكاتبة البريطانية كارول كادوالادر ، أسرار جديدة عن دور فيس بوك وحملات الدعاية التي قادها موقع التواصل الاجتماعى للتأثير على الرأي العام البريطاني لتمرير سيناريو الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي المعروف باسم "بريكست"، مشيرة في حلقة نقاشية إلى أن الدعاية السياسية التي قدمها فيس بوك كان لها عظيم الأثر في إقناع البريطانيين بأن الخروج يحقق مصالحهم الشخصية بخلاف الواقع.

وبعد أسبوع من خروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي، بحلول 31 يناير الماضي، أعاد عدد من البريطانيين نشر حلقة نقاشية سابقة شاركت بها كادوالادر التي عملت في عدد من الصحف البريطانية بينها "الأوبزرفر" و"ديلى تليجراف"، تحدثت خلالها عن حملات "فيس بوك" في هذا الشأن، متسائلة عن الجهة التي وقفت وراء موقع التواصل الاجتماعى للقيام بذلك.

الكاتبة البريطانية خلال الحلقة النقاشية عن دور فيس بوك
الكاتبة البريطانية خلال الحلقة النقاشية عن دور فيس بوك

 

وفى الحلقة النقاشية التي استضافها مركز "تيد توك" التابع لمؤسسة سابلنج الأمريكية غير الربحية، والتي عقدت إبريل الماضي، قالت الكاتبة البريطانية إنه منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، أجرت زيارة إلى مدينة "إيبوفيل" في جنوب ويلز، وهى المدينة التي كانت الأعلى تصويتاً لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في محاولة للفهم عن أسباب هذا الموقف، مشيرة إلى أن المدينة الرافضة للاتحاد الأوروبي بواقع 62% من أصوات سكانها كانت تضم مفارقات غريبة، حيث تضم  كلية لمواصلة التعليم بتكلفة 33 مليون جنية إسترليني ممولة غالبيتها من قبل الاتحاد الأوربي، بجانب مركز رياضي جديد بلغت تكلفة تجديده حوالي 350 مليون جنيه ويجرى تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، بجانب مشروع تطوير للطرق الجديدة بتكلفة 77 مليون جنيه أيضاً ممول من الاتحاد الأوروبي، فلماذا إذن كان هذا الموقف المعادى للبقاء في الاتحاد.

 

وتابعت الكاتبة البريطانية ، في كلمتها أنها التقت عدد من الشباب من أبناء المدينة، وأخبرها أحدهم أنه قد صوت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "لأن الاتحاد الأوروبي لم يقدم له أي شيء، وإنه قد سأم من ذلك"، مشيرة إلى أن جميع من التقتهم في المدينة أخبروها بالشئ نفسه، بجانب معارضتهم لظاهرة استقدام اللاجئين والمهاجرين بسبب قوانين الاتحاد الأوروبي.

ورغم موقف سكان المدينة من المهاجرين، إلا أن الكاتبة البريطانية قالت إن "إيبوفيل" تضم فقط سيدة بولندية، لتسجل تلك المدينة أدني نسبة مهاجرين في البلاد، إلا أن الأزمة الكبرى أن أهالى المدينة يستقون معلوماتهم من فيس بوك، ومن الصحف التابعة لأحزاب اليمين التي بالغت كثيراً في رواياتها عن الهجرة والمهاجرين.

 

وتطرقت الكاتبة إلى أن الفيس بوك بحسب ما استمعت للسيدة البولندية وآخرين ، كان يضم أخبار وقصص مروعة عن الهجرة وتهديدها للبريطانيين ، حيث تحدثت بعض الروايات عن تركيا وانضمامها للاتحاد الأوروبي بخلاف الواقع.

 

وأضافت كادوالادر: الاستفتاء الذى كان له عميق الأثر على بريطانيا وتسبب في خروجها من الاتحاد الأوروبي، كله كان قائم على قصص مصدرها فيس بوك، وليس من بينها أخبار حقيقية، كما أن ما ينشر على فيس بوك من دعاية وإعلانات في هذا الشأن بلا أرشيف.

 

وتابعت : "لا يوجد أرشيف للإعلانات التي يتم مشاهدتها أو ما يتم دفعه للنشر على صفحات المستخدمين الرئيسية. لم أجد أثر لأي شيء، لا يوجد أخبار نهائيًا.. هذا الاستفتاء الذي كان له عميق الأثر علي بريطانيا للأبد، فهذا الاستفتاء كان في الظلام لأنه اتخذ لنفسه مكانًا على الفيس بوك. وما يحدث على الفيس بوك يظل على الفيس بوك، لأنه وحدك أنت ترى أخبار صفحتك الرئيسية، ومن ثم تختفي، لذلك من المستحيل إعادة البحث عن أي شيء. فلا يوجد لدينا أي فكرة من قد يكون رأي وأي إعلان أو ما تأثيرهم، أو أي معلومات استخدموها لكي يصلو لهؤلاء الناس. أو حتى من وضع تلك الإعلانات، أو كم أنفق من المال، أو حتى ما هي جنسياتهم".

وتابعت كادوالادر خلال كلمتها : "فيس بوك وحده من يمتلك الإجابات، إلا أنه يرفض أن يمنحنا إياها،  وبرلماننا طلب من مارك زوكربرج العديد من المرات الحضور لبريطانيا وأن يعطينا تلك الإجابات، وفي كل مرة كان يرفض. ويجب أن تتساءلوا لماذا! لأن ما اكتشفناه أنا وصحفيين اَخرين أن العديد من الجرائم قد حدثت خلال الاستفتاء. وقد حدثت من خلال فيس بوك".

 

 وأضافت الكاتبة البريطانية : "في بريطانيا، نحن نحدد مبلغ المال الممكن لك إنفاقه في الانتخابات، ذلك لأنه في القرن التاسع عشر، كان من الممكن أن يسير الناس بعربات محملة بالمال ويشتروا الناخبين، لذلك أصدرنا تلك القوانين الصارمة لنمنع ذلك من الحدوث.. لكن تلك القوانين لم تعد فعالة. فهذا الاستفتاء تم بالكامل على الإنترنت. ويمكنك إنفاق أي مبلغ من المال على إعلانات فيس بوك أو جوجل أو اليوتيوب. ولا أحد سيعرف، لأنها صناديق سوداء. وهذا ما حدث".

 

واستطردت الكاتبة : "ليس لدينا أي علم عن من وراء ذلك. ولكننا نعرف أن في الأيام القليلة السابقة للتصويت على الخروج، الحملة الرسمية لـ "التصويت على الخروج" قامت بعملية غسيل أموال لما يقارب ثلاثة أرباع مليون جنيه من أجل كيان حملة مروجة أخرى والذي قد نصت لجنتنا الإنتخابية أنه عمل غير قانوني، وأحالته إلى الشرطة".

 

واستعرضت الكاتبة في جلسة مقطع فيديو زائف يروج لانضمام تركيا ذات الـ76 مليون نسمة للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هناك أموال غير شرعية تم انفاقها لترويج وابلاً من المعلومات المضللة للتأثير على الناخبين، ودفعهم للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتابعت في تعقيبها على الإعلان الخاص بتركيا : "هذة كذبة، إنها كذبة تمامًا.. تركيا غير منضمه للاتحاد الأوروبي، ولا يوجد حتى أي مناقشات حول الانضمام للاتحاد الأوروبي. ومعظمنا لم يرى تلك الإعلانات، لأننا غير مستهدفين بها. حملة "التصويت على الخروج" استهدفت القليل من الناس والمعروفين بالـ"قابلين للإقناع"، شاهدوا تلك الإعلانات. والسبب الوحيد في رؤيتنا لهم الآن هو أن البرلمان أجبر الفيسبوك على تسليمهم.

 

وأضافت : ما تم أكبر عملية احتيال إنتخابي في بريطانيا منذ 100 عام. في تصويت يتم مرة واحدة في الجيل توقف ذلك على واحد بالمئة فقط من الناخبين. وكانت مجرد واحدة فقط من الجرائم التي حدثت خلال الاستفتاء".

 

وتحدثت الكاتبة البريطانية عن نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال الموالى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد أبزر دعاة الانفصال عن أوروبا، مشيرة إلى أنه أيضاً ممن اخترقوا قوانين الانتخابات البريطانية بجانب شخص يدعى أرون بانكس وهؤلاء استغلوا فيس بوك لإدارة حملة تضليل منظمة.

 

وقالت : "لست في حاجة لأن أخبركم أن الكراهية والخوف قد تم نشرهم عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم. ليس فقط في بريطانيا وأمريكا، بل في فرنسا وهنغاريا والبرازيل ومينمار ونيوزلندا، ونحن نعلم أن هناك تيار متخفي والذي يربطنا جميعاً حول العالم. ويتدفق عبر المنصات التكنولوجية. ولكننا نرى جزء صغير جدًا من الذي يحدث على السطح".

 

وواصلت الكاتبة البريطانية فضح الدور المشبوه الذي يقوم به فيس بوك للتأثير على الرأي العام، وغير ذلك من الجرائم، وتطرقت إلى فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" المعروفة، والتى قام خلالها فيس بوك بتسريب بيانات 87 مليون مستخدم بهدف استخدامها لأغراض سياسية.

 

وتابعت : فيس بوك كان في الجانب الخاطيء من التاريخ  والآن هو مستمر في الجانب الخاطيء من التاريخ في ذلك... ومع رفض مارك زوكربرج إعطائنا الإجابات التي نحتاجها فإنه لا يزال يرتكب الخطأ نفسه، لذا أنا هنا وأناشدكم مباشرة يا آلهة وادى السيليكون".

وقالت الكاتبة البريطانية أن شركات التكنولوجيا ومنها فيس بوك تسببوا في تعطيل الديمقراطية والقوانين، وتابعت : "لست أنا من يقول ذلك، أنه البرلمان الذي أصدر تقريرًا يقول ذلك. تلك التكنولوجيا التي قمت باختراعها مدهشة. أما الاَن، إنها مسرح جريمة. وأنت لديك الدليل. وهذا القول ليس كافياً إنك ستفعل الأفضل في المستقبل لأنه ولكي تحصل على أي أمل في منع ذلك من الحدوث مرة أخرى، يجب أن نعلم الحقيقة.

 

وأضافت: ما أثبته تصويت خروج بريطانيا أن الديمقراطية الحرة معطلة وأنت "فيس بوك" من عطلتها. تلك ليست الديمقراطية.. نشر الأكاذيب في الخفاء، الممولة بأموال غير شرعية، يعلم الله وحده مصدرها. هذا تخريب، وأنت متواطئ في هذا".

 

وتابعت موجهة حديثها لإدارة فيس بوك : "برلماننا هو الأول في العالم الذي حاول محاسبتك، وقد فشل. أنت بعيد عن متناول القانون البريطاني ليس فقط القانون البريطاني، هناك تسعة برلمانات، تسعة دول متمثلة هنا، والذي رفض مارك زوكربرج الحضور وإعطاء الأدله لها والذي لا تدركه أن ذلك أكبر منك. وأكبر منا جميعاً. ليس لذلك علاقة بيسار أو يمين أو "خروج" أو "بقاء" أو"ترامب" أو غيره.. هذا حول ما إذا كان هناك إمكانية في امتلاك أي انتخابات حرة وعادلة بعد الآن لأنه ووفقاً لما هو قائم، لا أعتقد في إمكانية حدوث ذلك.

 

واستطردت :  "سؤالي لك هو، هل هذا ما تريده؟ هل هذا ما تريد أن يذكرك التاريخ به: كخادم للاستبداد والذي بدأ في الظهور في كل أنحاء العالم؟ لأنك صممته لكي يصل الناس ببعضهم. وأنت ترفض الاعتراف إنها نفس التكنولوجيا التي تقوم بتفرقتنا الآن، وسؤالي لكل شخص آخر الآن، هل هذا ما نريده: أن ندعهم يفلتون بفعلتهم، ثم نجلس ونلعب بهواتفنا، بينما يخيم هذا الظلام علينا؟

 

تاريخ وديان "ساوث ويلز" هو المحاربة من أجل الحقوق. وهذا ليس بالشيء الهين، إنها نقطة تحول. الديمقراطية ليست مضمونة، وليست بالأمر الحتمي، علينا أن نحارب، وعلينا أن نفوز ولا يجب أن ندع مثل تلك الشركات التكنولوجية أن تحصل على تلك السلطة المطلقة الأمرعائد إلينا، أنت، أنا، جميعنا. نحن من يجب أن نسيطر مرة أخرى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة