أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى يكتب: رجال حسن البنا باعوا فلسطين.. خطاب الإخوان والسلفيين دمر الوعى العربى وساهم فى تشويه القضية بعقول الأجيال الجديدة ومنح إسرائيل تفوقا على المفاوض الفلسطينى

الإثنين، 03 فبراير 2020 10:30 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: رجال حسن البنا باعوا فلسطين.. خطاب الإخوان والسلفيين دمر الوعى العربى وساهم فى تشويه القضية بعقول الأجيال الجديدة ومنح إسرائيل تفوقا على المفاوض الفلسطينى السراج وميليشيات ليبيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محمد-الدسوقى-رشدى

- أموال تركيا وقطر ذهبت لتمويل ميليشيات إرهابية بدعم الجماعة ولم يوجه مليم واحد لشراء رصاصة أو مقاومة إسرائيل
- لماذا لا يطلب الإخوان من أردوغان توقيع اتفاق مع «هنية» للتدخل عسكريا وحماية فلسطين مثلما فعل مع «السراج» فى ليبيا؟
- جماعة حسن البنا أهدرت أموال المسلمين على معارك النقاب وصوت المرأة بينما كانت إسرائيل تتقدم علميا وتبتلع الأرض

لم يرفع أحد صوته بالمزايدة على مصر ومواقفها الثابتة، إلا وارتبكت أحبالها الصوتية بسبب الكذب، هو يعرف أنه يكذب ونحن نعلم أنه يكذب، وكتب التاريخ وأفعال الواقع تعرف أنه يكذب، لذا تذهب مزايدات خصوم مصر مع الرياح، وتبقى مصر قوية فى وجه كل ريح خبيثة سواء كان مصدرها الإخوان، أو ذباب الفيس بوك، أو بعض من المتنطعين فى الساحات العربية والتركية.
 
مصر أكبر من أن يزايد عليها أحد، تلك حقيقة لا تغيب حتى وإن غابت الشمس ذاتها، وإن مرت الألسنة على ذكر القضية الفلسطينية وجب على كل الألسنة أن تخضع وتلين وتذكر وتعدد ما قدمته مصر لخدمة فلسطين وأهلها وقضيتها، ومن قبل ذلك وجب على العقول الاعتراف بأن القاهرة وحدها صاحبة الموقف الثابت الذى لم يتغير من قضية تلاعب وتاجر بها الجميع إلا مصر بكلمة واحدة لا تتغير مهما تغير الزمن أو أنظمة الحكم، وهى الحقيقة التى أوضحها وزير الخارجية سامح شكرى فى الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب قائلا: «دعم مصر ثابت وكامل للقضية الفلسطينية العادلة وللقيادة الفلسطينية الشرعية، وإصرارنا على إحلال السلام والتوصل لتسوية تعيد للشعب الفلسطينى، كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها وعلى نحو يدعم الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط».
 
لم يتغير ما قاله الوزير سامح شكرى، تلك كلمات القاهرة منذ زمن، وتترجمها الأحداث المتواترة إلى أفعال قدمت من خلالها مصر دماء أولادها، وجهود دبلوماسياتها، وأموال خزائنها لدعم فلسطين وأهلها، لذا يبدو الأمر مضحكا حينما يطل علينا أراجوزات الإخوان من حين إلى آخر مهاجمين القاهرة ومتهمين سلطتها بالتفريط فى القضية الفلسطينية وعدم الدفاع عن الفلسطينيين. 
 
يبدو مضحكا لأن ألسنة الجماعة الكاذبة، تفعل ذلك منذ عشرات السنين دون أن يصدقها أحد، كلما دخلت فى خصومة مع السلطة المصرية تبدأ حملة اتجار بالقضية الفلسطينية لجذب التعاطف والتلاعب على الوتر الشعبى متهمة السلطة بأنها تقف حائلا بينها وبين حلم تحرير فلسطين، بينما كل حوادث الزمن ووقائعه تمنحنا دليلا قاطعا بأن أحدا لم يربح من خلف الاتجار بالقضية الفلسطينية قدر الإخوان وجماعات الإسلام السياسى عموما، سواء كان ربحا شعبويا أو ماديا.
 
8094920241_7c79ac5f44_o
 
فجأة وكأن الأمر لا يخص القدس وفلسطين، وكأن مقترح خطة السلام لا يمثل لدى البعض سوى فرصة للنيل من مصر التى كانت ومازالت صاحبة التأثير الأكبر والموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطينى، لسنا فى حاجة إلى درس تاريخى لإثبات عظمة دور القاهرة وثباته فى القضية الفلسطينية، فأهل النطاعة من جماعات الإسلام السياسى وخصوم السلطة الحالية ليسوا فى حاجة لمعرفة ذلك هم يعرفون ذلك بظهر قلب، ونحن أيضا لسنا فى حاجة إلى معرفة أنهم يعرفون، ولكنهم سينكرون كيدا وعندا فى السلطة الحالية، وفجرا فى خصومتهم التى هى آية نفاقهم البارزة واستغلالا للقضية الفلسطينية التى طالما أنهكوها بسوء استخدامها والمتاجرة بها لحساب مصالحهم الشخصية أو مصالح من يدفعون لهم أكثر.
 
يتغافل قطعان جماعات الإسلام السياسى والأبواق الصادحة بالكذب من قطر وتركيا وعبر مواقع التواصل الاجتماعى عن موقف مصر الواضح من القضية الفلسطينية، يبذلون الجهد للتشويش على المواقف المصرية الرسمية والشعبية، فى مقابل اجتهاد مسموم لإظهار الأدوار العنترية والمزيفة لدول أخرى مثل تركيا، التى يعلم الإخوان قبل غيرهم أن أردوغان الذين يهللون لكلماته الكاذبة هو أكبر متعاون وداعم للكيان الصهيونى سواء تجاريا أو عسكريا، تقول الأرقام ذلك، ولكن الإخوان لا يحبون الأرقام التى تفضحهم وتكشف أكاذيبهم.
 
 الإخوان لا يخجلون، ترامب فضحهم ليلة إعلان تفاصيل خطة السلام وقضى على أكاذيبهم التى نشروها عن بيع أراضى سيناء، بأن أنهى شرح الخطة وتفاصيلها دون ذكر لمصر أو لسيناء أصلا، ويحصل الإخوان على «صفعة» لابد أن يصل صداها إلى عقلك ويخبره بأن لسان الجماعة لا ينطق سوى الكذب.
 
حتى التهليل الإخوانى لأردوغان يبدو مشوشا وخجولا، فلم يسأل أحد من أراجوزات الإخوان الذين تحتضنهم تركيا وهلل لتدخلها فى الشأن الليبى وبرر تدخلها العسكرى بأن أنقرة تحمى أرض ليبيا من الطامعين، لماذا لا يقوم الرئيس التركى بعقد اتفاق مع إسماعيل هنية وحماس مثل اتفاقه مع السراج بحيث يضمن له التدخل العسكرى فى غزة وفلسطين لحمايتها من إسرائيل وأطماعها؟ 
 
416698-01-02
 
لن يفعل الإخوان ذلك، لن يسأل أحدهم أردوغان لماذا لا يتدخل فى فلسطين عسكريا مثلما فعل فى سوريا ويريد أن يفعل فى ليبيا، لأنهم لم يسألوا قطر من قبل لماذا تدعم إسرائيل وتسمح لرموز جيش دفاعها بالظهور على شاشة الجزيرة وتبرير المذابح فى حق أهل فلسطين؟ الإخوان لا ينتقدون أسيادهم.
 
الكارثة الأكبر أن الإخوان وجماعات الإسلام السياسى الذين أضاعوا فلسطين ودمروا وعى الشعب العربى بالقضية، عادوا مجددا لركوب القضية الفلسطينة والاتجار بها بهدفين واضحين، الأول البحث عن بعض من التعاطف الشعبى يسمح لهم بالعودة إلى المشهد السياسى بعد كل هذه الفضائح وكل هذا الفشل، والهدف الثانى استغلال القضية الفلسطينية لتصفية حساباتهم السياسية مع خصومهم فى مختلف الدول العربية، وتحديدا مصر.
 
اللعبة الآن هى معايرة الشعب المصرى خاصة والعربى عموما بالدور التركى المكذوب والمؤلف بأيدٍ إخوانية فى مسألة القضية الفلسطينية، والهدف من المعايرة هو استكمال المخطط الإخوانى لتشكيك المصريين على وجه الخصوص فى مؤسسات دولتهم.
 
وربما حان الوقت لكثير من الصراحة فى ذلك الملف، والاعتراف الواضح بأن جماعة الإخوان المسلمين ومعها تيار الإسلام السياسى عموما هم أول من أضاعوا حق الفلسطينيين وأول من ساعدوا الكيان الصهيونى على النهوض والسيطرة.
 
لن أخبرك بأن الفتن التى زرعتها جماعات الإرهاب وعلى رأسها الإخوان فى الوطن العربى، هى التى سمحت لإسرائيل أن تخطط وتدبر وتسيطر، أنت تعلم يقينا وشاهدت بعينك على مدار السنوات الماضية بأن هذه الجيوش العربية المفككة والمنهكة والعواصم المدمرة فى سوريا وليبيا والعراق واليمن كان الإخوان هم أداة نشر الفوضى فيها بدعم وتمويل قطرى تركى، ألم يؤد كل ذلك إلى حالة هوان عربى أضعفت الموقف الفلسطينى؟!، حاول أن تبحث عن الإجابة بهدوء، ولكن أولا تعيد تجميع قطع الصورة المتناثرة فى النقاط التالية:
 
2020-02-02T141523Z_1858702847_RC2ESE9B8LL4_RTRMADP_3_ISRAEL-PALESTINIANS-PLAN-LEBANON
 
• كلما ظهرت أزمة فلسطينية يسأل الإخوان عن الجيش المصرى «فين»؟ ويطرحون السؤال بصيغ مختلفة هدفها هز ثقة المصريين فى مؤسستهم العسكرية والتشكيك فى عقيدتها وموقفها من القضية الفلسطينية التى قدمت فى سبيلها الدم والعرق على مدى سنوات طويلة مضت، ولكن أليس غريبا أن يتكلم الإعلام الإخوانى الآن عن الجيش المصرى بصفته المنقذ للمنطقة، بعد سنوات من محاولاتهم تشويه صورته وفبركة أفلام ضده، والسخرية منه بالكلام عن الكعك والمكرونة.
 
• الإخوان وجماعات الإسلام السياسى يعايرون الشعوب العربية بهتاف «الجيوش العربية فين!»، ولم نسمع أحدهم يهتف فى شوارع تركيا أو قنواتهم التى تبث من إسنطبول أين الجيش التركى؟ رغم أنه يقتل الأكراد ويسعى فسادا فى الأراضى السورية، ولم نسمعهم يصرخون أين صواريخ حزب الله؟ رغم أنها تهدد بيروت الآن وتقاتل فى سوريا، ولم نسمعهم يسألون عن الحرس الثورى الإيرانى الذى يضرب فى اليمن وسوريا، ولكنه لا يحارب أبدا من أجل القدس؟ ثم لماذا يسأل الإخوان والتكفيرون عن الجيوش العربية، ألم يخططوا ويحرضوا وينفقوا هم بأنفسهم لتفتيت هذه الجيوش ومحاربتها كما حدث فى سوريا والعراق وليبيا؟
 
• الهاربون فى قطر وتركيا ولندن من أصحاب الهوى الإخوانى والمتنطعين من قطعانهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، يتكلمون عن الجهاد من أجل فلسطين، ولم يخبرنا أحدهم لماذا لا تجاهد ميليشياتهم المسلحة أو خلايا الإخوان النوعية كحسم وغيرها ضد إسرائيل ومن أجل القدس، لماذا يتكلمون عن أموال قطر المنفقة لدعم إرهابيين يقاتلون فى سوريا والعراق وليبيا ولم يسألوا قطر عما تقدمه لإنقاذ فلسطين أو دعم من يجاهد ضد الكيان الصهيونى؟ 
 
• يروج الإخوان تحديدا أن وعى الشعوب العربية تم التلاعب به وتزييف وجدانه فيها يخص القضية الفلسطينية، بينما الحقيقة الواضحة على أرض الواقع طوال السنوات الماضية أن الإخوان والتيارات السلفية هم أكثر من زيفوا الوعى العربى ودمروا القضية الفلسطينية فى وجدانه، سواء بالمزايدة أو المتاجرة بالدم الفلسطينى أو بالشعارات الحنجورية والخطابات التواكلية التى جعلت من الشعوب العربية مجموعة من الكسالى جالسين فى انتظار الشجرة التى ستنادى عليهم بأن خلفها يهودى ليقتلوه، كان الإخوان والسلفيون يزرعون ذلك الخطاب فى وجدان العرب، بينما إسرائيل تتقدم على الأرض بالعلم الذى يحرمه الخطاب السلفى والإخوانى ويجعلون منه درجة أدنى.
 
• الإخوان والتيارات السلفية جعلوا الشعوب العربية والإسلامية خلال أكثر من نصف قرن مضى تعتاد الدعاء على الصهاينة فى المساجد والهتاف باسم الأقصى لا القدس فى الشوارع، بظن أن هذا دورهم وجهادهم، وبينما هم يسجنون العقل العربى فى ساحات الدعاء على الصهاينة داخل المساجد كانت إسرائيل تتقدم فى بحثها العلمى وتكسب أرضا جديدة وتتفوق على شعوب أثقلها التطرف الدينى وخطاب التواكل وانتظار ما تجود به السماء عليهم. 
 
• شغلنا الإخوان وأبناء التيارات السلفية بمعارك السواك واللحية والملابس القصيرة والحجاب والحجامة وعورة صوت المرأة، بينما كانت إسرائيل تمضى قدما فى تطوير نفسها، كان الكيان الصهيونى ينفق الملايين على البحث العلمى ويدعو أبناءه إلى المدارس والمعامل، بينما الإخوان والسلفيون ينفقون مئات الملايين على خطاب دينى يزرع فى عقول أبناء الشعوب العربية والإسلامية بأنهم لن ينتصروا على الصهاينة إلا حينما تمتلئ المساجد فى صلاة الفجر لا حينما تمتلئ قاعات الدرس والعلم والمصانع بأفراد قادرين على الإنتاج.
 
 
7
 

 
 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة