صور.. أكبر طالب إعدادية بالقليوبية 77 عاما نجح بـ101.5 درجة: "هشد شوية فى الترم الثانى ومجموعى هيبهركم".. الحاج منصور: أحفادى ساعدونى فى المذاكرة.. وأسهل مواد كانت التاريخ والعربى.. ويؤكد: حلمى عضوية البرلمان

"التعليم فى الكبر كالنقش على الحجر".. و"بعد ما شاب ودوه الكتاب".. جمل لا محل لها من الإعراب هدفها إحباط العزيمة بل وتدميرها، إلا أن هناك نماذج استطاعت محو وتكسير كل هذا الجمود وحولته إلى دعم معنوى كبير من المجتمع ونموذج يقتدى به، لكل من لم تتحطم لديه الهمة والعزيمة ومصباح ينير الأمل فى الأخرين، أنه لا سن للتعليم وأن الباب مفتوح للجميع لإثبات ذاته.

وهذا تحديد ما فعله الحاج منصور محمد على قدح، صاحب الـ77 عاما، متحديا الجميع ويستكمل دراسته بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية، فقد ولد بقرية الدير التابعة لمركز ومدينة طوخ بالقليوبية فى 28 من يناير عام 1942، ليفضل بعد ذلك العمل الحر على استكمال تعليمه، خاصة وأنه الأوسط بين أشقائه فهم 5 رجال و3 سيدات، وأخواه الكبيران فضلا العيش فى القاهرة وتركا له زمام الأمور بالقرية ليكون قائد للدفة ويصل ببقية أخوته إلى بر الأمان وهذا ما فعله بالضبط.

عمل الحاج منصور قدح منذ صغره كمزارع ثم تاجر، إلى أن أصبح يمتلك شركة مقاولات، وبنى نفسه، إلى أن حصد نتائج كل هذا المجهود، فنجله الأكبر هو السفير محمد قدح سفير مصر بجنوب السودان والأوسط ياسر يدير شركات المقاولات والاستيراد والتصدير التى يمتلكها والده، وأخيرا ابنته عزة ربة منزل، كما يمتلك من الأحفاد ما يصل إلى 35 حفيدا وحفيدة.

وكان لـ "اليوم السابع" هذا اللقاء الذى أكد خلاله أنه كان عاشقا للتعليم، إلا أن ظروفه الأسرية جعلته يفضل العمل عن التعليم لإدارة أمور أسرته وأخوته فى هذا التوقيت بعد وفاة والده وتفضيل أخواه الكبيران العيش بالقاهرة على البقاء بالقرية، موضحا أن خطوته للاتجاه للتعليم جاءت بعد تقدمه بأوراق الترشح للبرلمان الحالى، إلا أن أوراقه رفضت فى اللحظات الأخيرة وذلك لأنه كان حاصلا على الشهادة الابتدائية والتى كانت قديم تعد شهادة التعليم الأساسى، إلا أن الرئيس الأسبق مبارك كان قد أصدر قرار يوضح أن الشهادة الإعدادية هى شهادة التعليم الأساسي.

وتابع "قدح" لـ"اليوم السابع"، أنه تقدم بقضية للقضاء الإدارى إلا أنها قضت ببطلان قبول الأوراق تطبيقا للقرار السابق، وهذا ما دفعه إلى اللجوء للتعليم للحصول على الشهادة الإعدادية، موضحا أن أحفاده وأبناءه هم من ساعدوه فى المذاكرة، إلى جانب المعلمين الذين تضمهم العائلة، موضحا "أنا بعرف أقرأ وأكتب كويس جدا وخطى أتحدى بيه أى حد، وعندى قابلية كبيرة للتعلم، وأسهل مواد بالإعدادية التاريخ والإنجليزى واللغة العربية، ومفيش ولا مادة وقفت قدامى لأنى حابب التعليم".

وأضاف، أنه لابد من القضاء على الدروس الخصوصية، فهى أساس تدمير التعليم، ومفضلتش أروح أية دروس خصوصية، موضحا "هشد شوية فى التيرم الثانى بالشهادة الإعدادية، وهجيب مجموع أكبر من دا هبهركم كلكم، لكن أنا هكتفى بالإعدادية، وأواصل العمل العام، وأنا مقيد بمدرسة الدير الإعدادية، وتم امتحانى بمدرسة السد العالى الابتدائية، لأنى أؤى الامتحانات منازل".

وأشار، إلى أنه يشجع أبناءه وأحفاده على مواصلة العمل العام، موضحا "إن شاء الله هترشح للبرلمان الدورة المقبلة، وهدفى كله العمل العام وخدمة المظومين من ابناء الوطن، لأن الواحد مش عايش علشان يصرف بس لازم يشارك فى العمل العام وبناء بلده ووطنه، والرئيس السيسى قائد السفينة فى وقت صعب جدا، ولازم نكون سند وعون له للوصول لبر الأمان، وطلبى الوحيد من الرئيس النظر للفلاح أكثر لأنه عماد اقتصاد الدولة وعمودها الفقري".

واستطرد، أنه ترشح للبرلمان دورات متتالية، إلا أنه لم يحالفه الحظ إلا فى برلمان 2010، موضحا "فى مجلس النواب 2010 قدمت بمشاركة 37 نائب طلبات إحاطة لإلغاء قرار إلغاء الترخيص لمقطورات النقل، وتم مناقشته فى حضور 4 وزراء هم "المالية، الداخلية، النقل، الصناعة"، وبعد هذه الجلسة أصدر قرار بإلغاء القرار وتم السماح بالتراخيص، لأن هذا القرار كان هيدمر الكثير من البيوت لمصلحة شخص واحد".

وألمح إلى أنه ترشح فى برلمان 2012، إلا أن جماعة الإخوان تحدوه وأكدوا على أنه لن ينجح، مشيرا إلى أنه بالفعل تقدم وحصل على رمز الشمسية، إلا أنهم رفضوا الأوراق دون إبداء أى أسباب فى آخر يوم، ولم يقبلوا الطعن، موضحا "إن شاء الله هتقدم بأوراق ترشحى الدورة المقبلة للبرلمان مستقلا، وفيه أحزاب كتير عرضت عليا الإنضمام لخوض المنافسة تحت مظلتهم إلا أننى رفضت ذلك".

وأكد، أنه لا يعرف لليأس بابا، قائلا: "معرفش باب اليأس فين، والحمد لله خطوتى للتعليم أولادى وبيتى وأحفادى كلهم كانوا داعمين لى بقوة وأيضا ومسمعتش ولا جملة واحدة تثبط عزيمتى، وإن شاء الله فيه خطوات جيدة سأقوم بها خلال الفترة المقبلة.