سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 3 فبراير 1974.. «هيكل» يودع العاملين بالأهرام بعد قرار إقالته.. وأحمد بهاء الدين يشعر من كلام على أمين ببداية حملة ضده

الإثنين، 03 فبراير 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 3 فبراير 1974.. «هيكل» يودع العاملين بالأهرام بعد قرار إقالته.. وأحمد بهاء الدين يشعر من كلام على أمين ببداية حملة ضده الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان خبر إقالة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل من رئاسة الأهرام «حديث مصر والعالم العربى بصورة عامة وبعض العواصم العالمية»، وبدأت الدوائر السياسية والإعلامية عالميا فى قراءة هذا الحدث منذ يوم 3 فبراير، مثل هذا اليوم، 1974، ودلالاته حسبما يذكر الكاتب الصحفى صلاح منتصر الصحفى بالأهرام وقتئذ، والذى يسجل شهادته على هذا الحدث فى ثلاثة مقالات نشرتها جريدة «المصرى اليوم» بدءا من 9 فبراير 2015.
 
يروى «منتصر» شهادته على ردود الفعل بين العاملين فى الأهرام على قرار إقالة الرجل الذى تولى رئاستها منذ يوم 31 يوليو 1957 وكان عمره 34 عاما، وجعلها واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية عالميا، فى حين يكشف الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين فى كتابه «محاوراتى مع السادات» بعض الأسرار التى أحاطت بقرار الإقالة وتعيين الدكتور عبدالقادر حاتم رئيسا لمجلس الإدارة وعلى أمين مديرا للتحرير.. راجع ذات يوم 2 فبراير 2020»
 
يذكر «منتصر»، أن «فرنسوا ميتران المرشح لرئاسة فرنسا والرئيس من عام 1981 إلى 1995»، كان ضيفا على الأهرام بدعوة من هيكل فى نفس الليلة التى أذاع الراديو فيها خبر الإعفاء».. يكشف أنه كان مقدرا أن يتم إذاعته فى نشرة الساعة الثامنة والنصف مساء طبقا لأوامر السادات، لكن عبدالقادر حاتم كوزير للإعلام أذاعه الساعة الحادية عشرة، وبرر حاتم للسادات هذا التأخير، بأنه سيكون من عدم اللياقة إعلاميا إذاعة الخبر، ثم إذاعة خبر سفر ميتران عائدا لبلاده، مما قد يجعل المستمع يربط بين الاثنين،لكن «حاتم» وطبقا لراويته لمنتصر أقدم على هذا التصرف ليكون فى وقت متأخر، ومع برد الشتاء ستفوت فرصة أى تصرف غاضب قد يحدث ممن عاشوا مع هيكل 17 عاما فى المؤسسة.
 
يذكر «منتصر» أن هيكل ذهب إلى الأهرام ليحمل كتبه وأوراقه من مكتبه بعد استئذان حاتم.. يضيف: «خرج فى الساعة الثانية بعد الظهر إلى مائدة الديسك المركزى التى يعقد فيها اجتماعه اليومى لمناقشة اختيارات الصفحة الأولى، وفى هذه المرة تحولت إلى ما يشبه مدرج الاستاد لكثرة المتوافدين من أقسام الصحيفة، وما إن جلس وقبل أن يفتح فمه سبق الأستاذ ممدوح طه رئيس قسم الأخبار وهو يحاول التغلب على مشاعره:  «يا استاذ هيكل يعز علينا»، وقبل أن يكمل ممدوح جملته قاطعه هيكل بحدة قائلا: «لا، لا، لا، بلاش كلام فارغ، أنت حتقول خطبة عصماء، بلاش الكلام الفارغ ده، المهم أن تكملوا فهذه مؤسستكم وداركم، وأنا لى 16 سنة ونصفا رئيس تحرير الأهرام، وأريدكم أن تحافظوا على وحدتكم، لأنى بصراحة خايف عليكم من داخل الأهرام وليس من خارج الأهرام، وإذا تصور أحد أنه يستطيع أنه يضرب ده بده، فأنتم جميعا ستخسرون».
 
يتذكر منتصر أنه قال لهيكل أثناء الاجتماع وهو يحاول السيطرة على مشاعره: «أستاذ هيكل، احنا بنتكلم وكأننا بنطوى صفحة وانتهت فى حياة الأهرام، ألا يمكن أن تكون أجازة قصيرة تعود بعدها إلينا إن شاء الله، فقال بنصف ابتسامة: «بالنسبة لى صفحة وانتهت، ولا يمكن أن أرجع».
 
انصرف هيكل ودخل عبدالقادر حاتم ومعه على أمين، وفى اليوم السابق ووفقا لبهاء الدين: «ذهبت إلى مكتبى فى جريدة الأهرام الساعة السادسة بالضبط، وبدلا من أجد تليفونا واحدا يستدعينى، وجدت لدهشتى تليفونين، الأول من الدكتور عبدالقادر حاتم الذى قال إنه ينتظرنى فى غرفة رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير«أى الغرفة التى كان يجلس فيها محمد حسنين هيكل».. والثانى من الأستاذ على أمين الذى قال لى إنه ينتظرنى فى الغرفة المقابلة للغرفة الأولى، أى الغرفة التى كانت تجلس فيها مديرة مكتب محمد حسنين هيكل»..يضيف بهاء: «قمت بزيارة لكل منهما وفهمت أن القرار الصادر من الرئيس السادات هو أن يكون عبدالقادر حاتم رئيسا لمجلس الإدارة، وأن يكون على أمين مديرا للتحرير، ودهشت لهذا القرار الذى لم أفهمه عندما همس على أمين فى أذنى بالخبر فى قاعة الطعام فى فندق شيراتون».
 
يؤكد بهاء: «استنتجت أن السادات لا يريد أن يسلم الأهرام كاملا إلى على أمين بعد هيكل، لكننى شعرت أن على أمين ليس مستاء من هذا الوضع، فقد كان فى قمة الجذل والنشوة، وكيف لا وهو يجلس على قمة الهرم بعد أيام قليلة من انتهاء منفى دام تسع سنوات، وأدهشنى أيضا أننى لمحت فى ذلك اليوم فى حديث على أمين بداية حملة فاجأتنى ضد هيكل، ولكننى لم أرحب بالحديث، ولم أحاول أن أسأل أو أن أعرف، وكنت أتصور أن علاقة الاثنين من أوثق وأقدم العلاقات حتى لحظة دخولهما معا إلى مكتبى قبل أيام».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة