"ذهب مع الريح".. قصة ضياع أطنان من الذهب بسبب إعصار فى أمريكا.. "حمى الذهب" قادت المئات إلى فقدان حياتهم خلال القرن التاسع عشر .. والآلاف من المواطنين سحبوا أموالهم من البنوك للاستثمار فى المعدن النفيس

الإثنين، 03 فبراير 2020 06:30 م
"ذهب مع الريح".. قصة ضياع أطنان من الذهب بسبب إعصار فى أمريكا.. "حمى الذهب" قادت المئات إلى فقدان حياتهم خلال القرن التاسع عشر .. والآلاف من المواطنين سحبوا أموالهم من البنوك للاستثمار فى المعدن النفيس صورة للباحثين عن الذهب فى كالفورينا
هند المغربي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاشت أمريكا في الفترة ما بين عامي 1848 و1855، في فترة أطلق عليها  "حمى الذهب"، هذه الفتره عاش ما يزيد عن 300 ألف شخص يعيشون على أمل  تحقيق " حلم الثراء السريع"  وذلك على خلفيه ما تم تداوله عن عثور النجّار جيمس ولسن على كميات من الذهب بعدد من مجاري الوديان بكاليفورنيا.

ولمدة 8 سنوات تزايدت أعداد المهاجرين للإقامة فى هذه المنطقة ففي سنه 1846، كانت سان فرانسيسكو قرية صغيرة لم يتجاوز عدد سكانها 350 ساكنا، لكن بعد 7 سنوات فقط ارتفع عدد القاطنين بها ليتجاوز 35 ألف نسمة.

استخرج الباحثون عن الثروة ما يعادل قيمته ملياري دولار من المعادن النفيسة، طيلة الفتره والتي أطلق عليها "حمى الذهب"،وتم نقل كميات هائلة من هذا الذهب المستخرج من كاليفورنيا نحو بنما عن طريق السفن قبل أن تتكفل لاحقا العربات وخطوط السكك الحديدية بنقلها عبر البرزخ نحو الضفة المقابلة المطلة على المحيط الأطلسي، وهنالك تستلم سفن أمريكية أخرى هذا الذهب لتعبر به نحو نيويورك، ومع نهاية فترة حمى الذهب، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع وضع اقتصادي أنذر بقرب وقوع الكارثة.

ووفقا لـ"العربية نت" طيلة السنوات السابقة، استثمر العديد من البنوك والأثرياء أموالا طائلة لفتح طريق نحو شرق البلاد، فأنشأوا خطوط السكك الحديدية، وهيأوا الطرقات، كما أنفقوا أموالا طائلة لإصلاح البنية التحتية بكاليفورنيا وما جاورها، واتجه كثير منهم للاقتراض بهدف إنشاء مشاريع بالمنطقة، لكن مع نهاية حمى الذهب، شهدت كاليفورنيا تراجعاً دراماتيكياً في عدد المهاجرين قلت معه نسبة الأرباح والاستثمارات.

خط سكك الحديد لنقل الذهب
خط سكك الحديد لنقل الذهب

 

وفى سبتمبر 1857، انهارت مؤسسة أوهايو للتأمين، المصنفة كإحدى أهم المؤسسات البنكية بنيويورك، متسببة في أزمة ثقة وحالة هلع أقبل على إثرها عدد كبير من الزبائن على سحب أموالهم من البنوك لتتجه الولايات المتحدة الأميركية لإرسال نحو 10 أطنان من الذهب من سان فرانسيسكو نحو نيويورك عبر بنما.

 

وغادرت السفينة أس أس سنترال أميركا (SS Central America) ميناء كولون ببنما وعلى متنها 578 راكباً كان من ضمنهم 101 بحار من طاقمها، إضافة لما يقدر بعشرة أطنان من الذهب قدّرت قيمتها حينها بما يعادل 8 ملايين دولار أي نحو 550 مليون دولار بوقتنا الحاضر.

.قائد سفية الذهب

قائد سفية الذهب

 

عقب توقفها لوهلة بهافانا، انطلقت أس أس سنترال أميركا مجددا لتفاجأ في 9 سبتمبر من نفس السنة بهبوب رياح قوية هددت توازنها.

وبعد يومين بلغت شدّة الرياح قرب سواحل كارولينا 170 كلم بالساعة متسببة في ظهور أمواج عالية قذفت بسفينة أس أس سنترال أميركا بكل الاتجاهات، بعد محاولات يائسة لاستعادة السيطرة عليها، غرقت السفينة المحملة بالذهب لتغوص نحو الأعماق رفقة المئات من ركابها، حيث تسببت هذه الكارثة في وفاة 425 راكباً ونجاة 153 آخرين كان جلهم من الأطفال والنساء الذين سارعوا نحو قوارب النجاة.

 

صورة الباحثين عن الذهب فى كالفورينا
صورة الباحثين عن الذهب فى كالفورنيا

 

إلى ذلك ومع تناقل أخبار غرق أس أس سنترال أميركا، عرفت الولايات المتحدة أزمة اقتصادية لقّبت بحالة الذعر لعام 1857 حيث فقدت مصارف وبنوك نيويورك كميات الذهب التي انتظرتها على أحر من الجمر لأسابيع.

 

وعلى خلفيه هذه الواقعة إنتظرت أمريكا سنوات طويلة لستينيات القرن التاسع عشر ليتمكن الأقتصد الأمريكي من التعافى بعد أن ضاعت عشرات الأطنان من الذهب في الفترة التي عرفت "بحمى الذهب" بسبب إعصار قوى أضاع كل شيء.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة