تسببت الأمطار الأخيرة، فى تساقط بعض أجزاء من سقف المبنى الأثرى للجمعية الجغرافية المصرية، الكائن مقرها داخل حيذ مجلس الشورى بشارع قصر العينى من مدخل ميدان التحرير بوسط القاهرة.
وقام رئيس الجمعية، الدكتور سيد الحسينى، عميد آداب القاهرة السابق، بالاتصال بوزارة الآثار لاسعاف ومعاينة المبنى الأثرى الذى يرجع تأسيسه لعام 1875، ويعد كأثر يحتوى على قاعة الندوات والذى يشبه القور الخديوية، والمكتبة التي تسمى بعقل مصر العلمى، ومستودع خرائط مصر وافريقيا ومنابع النيل والعلم، ويحوى كثير من الوثائق والخرائط الكثيرة، والمتحف الاثنوغرافى.
وقام المجلس الأعلى للآثار بتشكيل لجنة عاجلة، لفحص المبنى وتقديم تقرير عن حالته وتوصيات للحفاظ على الأثر وتقييم الوضع خاصة بعد تناثر قطع من السقف على أرض الجمعية والمكتبة.
وأوصت اللجنة حسب التقرير الذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، بوقف نشاط الجمعية والمحاضرات، ومخاطبة جهة هندسية لبحث حالة المبنى وترميمه، ومراجعة وصلات الكهرباء بعد تشبع المبنى بالمياه والأمطار.
كما أوصت اللجنة، بعدم استقبال أعداد في المبنى لما يعانيه من حالة خطرة تهدد بقاءه، مطالبة بسرعة التحرك تلافيا لأى أضرار، وفحص مخرات المياه في السقف تلافيا لعدم تراكم المياه.
من جانبه أكد الدكتور السيد الحسينى رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، أن الجمعية بحاجة إلى مبلغ 2 مليون جنيه لترميم السقف وحمايته من الأمطار التي تهدد بقاء المبنى الأثرى ومحتوياته وقاعاته التي تعد أثر قيم.
وأضاف رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، لـ"اليوم السابع"، أن لها متأخرات تتخطى 26 مليون جنيه لدى وزارة الأوقاف كمتحصلات لوقف الجمعية المسمى وقف راتب باشا بمحافظتى البحيرة والغربية ومساحته 650 فدان.
وقال رئيس الجمعية الجغرافية المصرية: نطالب بعائدات الوقف منذ سنوات ولم نحصل إلا على 300 ألف جنيه، والآن نحن في أزمة، مطالبا وزير الأوقاف بمنح الجمعية جزء من حقها سريعا تحت أي مسمى لإنقاذ الأثر من السقوط، لافتا إلى مخاطبته مجلس الوزارة ووكيل مجلس النواب السيد محمود الشريف لحل أزمة الجمعية سريعا.
والجمعية الجغرافية هى عقل مصر العلمى وهى نواة الجمعيات الجغرافية فى الوطن العربى والشرق الأوسط، ومقرها هو نفسه مقر الجمعية الجغرافية العربية، وتحوى أخر وثائق مصر كعقل ومخطط تاريخى للإدارة والاستكشاف والتنمية، تعيش حالة رثة بعد توقف موردها المالى الوحيد بعد استيلاء المستأجرين على وقف الجمعية بمحافظتى راتب باشا بالمنوفية والغربية، وبيع بعضها من الباطن فى ظروف سابقة لدى غياب الأمن.
والجمعية شهدت انتفاضة من قبل مجلس الإدارة الحالى، وذلك لدى توقف واردات وقفها منذ 2004 وحتى الآن وتعرض مبنى الجمعية لمخاطر وبروز بعض الشروخ، وهو المبنى الذى يضم المكتبة التاريخية وقاعة المناقشات الخديوية و المتحف الإثنوغرافى ومكتبة المخطوطات والخرائط والكتب، ما دفع القيادات الثلاثة إلى تحريك دعاوى قضائية لحفظ حق الجمعية ومخاطبة الأوقاف بصفتها ناظر الوقف للتحرك وإنقاذ الجمعية.
والجمعية الجغرافية المصرية، هى من أهم إنجازات الخديوى إسماعيل مهتمًا بالبحوث الجغرافية التى كانت تجرى فى إفريقيا، ولا سيما فى الجهات التى كُشفت من منطقة منابع النيل، فأنشأ الجمعية الجغرافية الخديوية (بالفرنسية: La Société Khedivial de Géographie) فى 19 مايو 1875، لتكون دار محفوظات لما يُجمع هناك من الآثار والتحف، وليرجع إليها من يريد البحث والاستقصاء وأسند رئاستها إلى عالم النبات والمستكشف الألمانى غورغ أوغست شفاينفورت..
وتلقت الجمعية فى أول عهدها بحوثًا من المستكشفين الذين جالوا مجاهل إفريقيا، أمثال ستانلى وبرتون وبيكر وجسى وماسون وبياجا ورولفس وبوردى، ونُشرت هذه الأبحاث فى مجلة كانت تصدرها الجمعية سنويًا. كما اشتركت هيئة أركان حرب الجيش المصرى والقائم مقام محمد مختار بك والأميرالاى محمد صديق بك ومحمود الفلكى باشا فى الاستكشافات الجغرافية، وأرسلوا نتائجها إلى الجمعية.
كان الخديوى إسماعيل مهتمًا بالبحوث الجغرافية التى كانت تجرى فى إفريقيا، ولا سيما فى الجهات التى كُشفت من منطقة منابع النيل، فأنشأ الجمعية الجغرافية الخديوية (بالفرنسية: La Société Khedivial de Géographie) فى 19 مايو 1875، لتكون دار محفوظات لما يُجمع هناك من الآثار والتحف، وليرجع إليها من يريد البحث والاستقصاء وأسند رئاستها إلى عالم النبات والمستكشف الألمانى غورغ أوغست شفاينفورت.
وجرى إنشاء متحف "الجمعية الجغرافية المصرية" على يد الخديوى إسماعيل سنة 1875، بهدف زيادة الاهتمام بالمجال الجغرافى والتشجيع على استكشاف الاقاليم المختلفة فى مصر إفريقيا بشكل عام وقتها، ويضم المتحف عددًا متنوعًا من الخرائط والمنشورات وقطعًا أثرية معظمها يرجع للعصر الـ 18 وحتى أوائل القرن الـ 20 ومن النادر تواجدها فى أى مكان بالعالم.
ويتكون المتحف من عدة قاعات تبدأ بقاعة الهوايات والتقاليد المصرية، وتشمل كل ما له علاقة بالعادات المصرية من أدوات التدخين والألعاب والملابس، مجوهرات، والتمائم، أما القاعة الثانية وهى ممر يعرض فيه مجموعة من المنشورات الحديثة، تماثيل بأزياء فخمة تقليدية من أقاليم مختلفة فى مصر. فيما تعتبر القاعة الثالثة من أكثر الأماكن الساحرة فى المتحف، بها قطع ترجع لبعثات الجمعية وباب القاعة مزين بعاج الفيل، وتشمل حيوانات محنطة أدوات الصيد من دروع ورماح من قبائل فى كل أنحاء إفريقيا، ويضم أيضًا قاعة قناة السويس، وكانت مهداة للجمعية من شركة قناة السويس، وبها خرائط وماكيتات لنقاط العمل فى القناة. ويشتمل الدور العلوى على المكتبة ويشمل أيضًا مجموعات متنوعة من الموسوعات، إحصائيات، وتعدادات للسكان من القرن الـ 20 فى مصر ودول أخرى، كما يوجد خرائط فوتوغرافية الطبيعة لصحارى مصر معلقة، وعدد من الخرائط القديمة.







































