أكرم القصاص - علا الشافعي

مقالات صحف الخليج.. سمير عطا الله يكتب عن القاتل البشرى والقاتل الجرثومى.. عائشة سلطان تسلط الضوء على زيارة مجدى يعقوب للإمارات.. عبدالله الرشيد يتناول معركة طه حسين وموسى صبرى حول "الثقافة"

السبت، 22 فبراير 2020 11:00 ص
مقالات صحف الخليج.. سمير عطا الله يكتب عن القاتل البشرى والقاتل الجرثومى.. عائشة سلطان تسلط الضوء على زيارة مجدى يعقوب للإمارات.. عبدالله الرشيد يتناول معركة طه حسين وموسى صبرى حول "الثقافة" صحف الخليج
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا العربية والدولية، لعل أبرزها انتشار فيروس كورونا فى دول العالم، وقد أعلنت اللجنة الوطنية الصينية للصحة، اليوم السبت، أن العدد اليومى للمرضى الذين تعافوا حديثا من عدوى فيروس كورونا الجديد وغادروا المستشفيات فى الصين تجاوز نظيره للإصابات المؤكدة الجديدة لليوم الرابع على التوالى.

قاتلان... أحدهما عن عمد

سمير عطا الله
سمير عطا الله

 

فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط كتب سمير عطا الله عن الكوارث، قائلا :"هناك أنواع كثيرة من الكوارث التى تضرب هذا العالم دون توقّف. مرّة، أو غالباً، من صنع الإنسان وبمحض قراره، ومرّة من صنع خفّاش ملوّث فى بيئة ملوّثة. والقاسم المشترك والرهيب بين الاثنين هو الغموض. فما من أحد يعرف تماماً لماذا ظهر وباء كورونا فى مدينة قم، ولا أحد يعرف لماذا تتراجم تركيا وروسيا فى سوريا، والثابت الوحيد فى كلّ الحالات هو أنّ الضحية هو البريء الذى صدف أنّه كان مارّاً من هناك. مارّاً من ووهان فى الصين أو مارّاً دون سبب فى إيران أو مبحراً على باخرة سياحية فى اليابان.

كانت الناس بالزمان القديم تتحاشى ذكر اسم المرض أو الوباء؛ خوفاً من أن يصيبها. فالطاعون يُشار إليه بـ«ذلك المرض». والأوبئة، مثل الحروب البشرية تماماً، تفصل ما بين الناس وتزرع الخوف ما بين الأمّ وابنها ويصبح كلّ إنسان مشبوهاً، فيما يُصار إلى البحث عن علاج أو حلّ. وكلاهما لا يرحم، القاتل البشرى والقاتل الجرثومي. وإذ يضربان ويخيّم الهلع على كلّ شيء، يتحوّل الأمر إلى مجرّد أرقام تنقلها وكالات الأنباء، غالباً بغير دقّة؛ إذ لا يعود هناك فرق بين المئات والآلاف، وتضيع الأسماء ضمن مجموع الحاصل وتُرمى الهويّات تحت التراب مع ضحاياها.

عندما نعرف لماذا هناك مليون بشرى فى عراء إدلب وثلوجها، نقترب من معرفة المركز الذى انطلق منه «كورونا»، وتتساوى أهمّيات الأشياء على نحو عبثي، فماذا يكون من الأهمّ أن نعرف: نتائج الانتخابات فى إيران أم عدد ضحايا «كورونا» فى مدنها وقراها؟ وفى أى حال، الانتخابات الإيرانية مجرّد تقليد رتيب ويوم عطلة يفيد الناس فى التنزّه وتبادل الآراء. فالفائز فى الدول الشمولية، معيَّن سلفاً. وإذا ما حصل خطأ ما فى العَدّ، يُصار فوراً إلى تصحيحه دون أى حرج. ذلك هو مبدأ - ومبدأ هنا ليست بين مزدوجين - الأنظمة العربية التى قلبت الأرقام والنِّسب والإرادات والخيارات، رأساً على عقب.

ما من أحد يعرف نسبة المهتمّين بالبلاء الذى ضرب سوريا، وضرب ليبيا، وضرب العراق. وما من أحد قادر على متابعة هذه الأحداث بعدما تحوّلت من عناوين مرعبة للناس إلى عناوين روتينية، لا يقرأها إلّا المعنيون. والبذرة واحدة فى أى حال. بذرة التخلّف وتراكم الجهل الذى يولّد انعدام التراحم بين الناس ويحوّل الكوارث الكونية إلى إحصاءات وتواريخ. ولا يعود أحد يعرف كيف بدأت الأشياء وأين تنتهي، ولماذا بدأ إردوغان عدوّاً يسقط الطائرات الروسية ثم تحوّل إلى حليف يُعطى صواريخ «إس 400»، وعاد الآن يتقاتل مع ندّه الروسي، بحراً وبرّاً وجوّاً. ربما من المفيد للإنسانية أن يطلّ عليها، بين حين وآخر، عماء مرعب مثل «كورونا»؛ لأنّه الشيء الوحيد الذى يخيف الضعفاء والبطّاشين على السواء.

مجدى يعقوب فى دبي

عائشة سلطان
عائشة سلطان

 

وبصحيفة البيان الإماراتية، تناولت الكاتبة عائشة سلطان فى مقالها زيارة الدكتور المصرى مجدى يعقوب، قائلة :"بدا الرجل الطاعن فى السن نافد الصبر وهو يقف فى صف الانتظار، ضمن مجموعة من المسافرين المغادرين مطار (أسوان) الدولى إلى القاهرة فى رحلة داخلية لن تستغرق أكثر من ساعة وربع الساعة، لكن الرجل كان ينوء بحمل خمس وثمانين عاماً ومهمات طبية جسيمة يسافر للقيام بها إلى أقصى بلدان صعيد مصر التزاماً منه بواجبه الإنسانى تجاه فقراء وأطفال بلده، ومع ذلك فقد كان يقف فى طوابير الجموع ينتظر الطائرة التى تأخرت كثيراً عن موعد إقلاعها!

بعد ساعة وربع، حطت طائرة الخطوط المصرية فى مطار القاهرة، ووقف ركابها ينتظرون حقائبهم التى تأخر وصولها كثيراً، ووقف الرجل الثمانيني، متململاً ونافد الصبر مجدداً ينظر إلى ساعته، ويتأمل رجل الأمن طالباً مساعدته، ذهبت امرأة إلى الشاب طالبة منه مساعدة الرجل، فهو ليس أى رجل، قالت له هذا إنسان مهم، يقدم خدمات جليلة، وقته من ذهب، ولا بد من تسهيل سفره وحركته فهذا رجل يتمنى العالم خدمته ومع ذلك، قالت له، انظر إليه إنه يقف ببساطة كأى مسافر رغم انشغالاته والتزاماته!

انتظر الرجل مثلنا حتى جاءت الحقائب، تسلم حقيبته الزرقاء الصغيرة وخرج متثاقلاً من المطار، ربما ليسافر إلى دبي! لكننى حتماً لم أتوقع أننى سأراه قريباً!

حين فتحت التلفزيون مساء الخميس كان ذلك الرجل يتسلم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى وشاح العمل الإنساني، وتبرعاً بمبلغ 360 مليون جنيه، نعم لقد كان ذلك الرجل هو البروفيسور السير مجدى يعقوب، مؤسس سلسلة «الأمل» فى المملكة المتحدة عام 1995، التى هى مؤسسةٌ طبيةٌ خيرية ‏تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراضٍ قلبيةٍ خطيرة تهدد حياتهم.

عبدالله الرشيد: طه حسين.. ودعاة السخف والجهل

عبد الله الرشيد
عبد الله الرشيد

 

بينما سلط الكاتب عبد الله الرشيد الضوء فى صحيفة عكاظ عن دعاة السخف والجهل، قائلا: "انتفض طه حسين غاضباً ذات مرة حين تبرم بعض الصحفيين من المواد الثقافية الجادة، وتندروا من «تقعر الأدباء والنقاد»، وحاولوا التهوين من شأن الثقافة والأدب، فوجه رسالة غاضبة لرؤساء التحرير وأصحاب الصحف، قائلا: «الصحف اليومية لا ينبغى أن تهبط إلى القراء، بل ينبغى أن ترتفع بهم من الجهل إلى المعرفة، ومن السخف إلى الجد، فهى أدوات رقى فى البيئة الاجتماعية، وليست أدوات انحطاط!».

جاء ذلك ضمن مقال كتبه طه حسين أواخر الخمسينات الميلادية، بعنوان «بين السخف والجد» رد فيه على إبراهيم الوردانى الذى نشر مقالاً فى صحيفة الجمهورية، وصف فيه الأدب اليونانى بأنه أدب عفاريت، والأدب العربى بأنه أدب تقعر، والأدب الغربى بأنه أدب استعمار، فثار طه حسين، وانقض عليه بقلمه موبخاً: «رضى عن جهله، ورضى عنه جهله، ولكنه لم يكتف بهذا وإنما أراد أن يذهب الناس مذهبه فى إيثار الجهل على المعرفة، وفى الحكم على الأشياء، دون أن يكون له بها علم، ولم يكتف بهذا أيضاً وإنما أراد أن يلقى فى روع الناس أننا لا نحتاج إلى أدب أو ثقافة لننشئ ما نحاول إنشاءه من الأدب".

ثم حول طه حسين سهام قلمه نحو موسى صبرى -رئيس تحرير الجمهورية- الذى نشر تعليقاً تحدث فيه عن نقاشات المثقفين، وأنها ثقيلة، وأكبر من أن تطيق الصحيفة نشرها، يقول طه حسين: «وأخرى ضقت بها أشد الضيق، وأسفت لها أشد الأسف، وهى تلك المقالة التى نشرها الأستاذ موسى صبرى مستكثراً على قراء الجمهورية ما نشره صديقنا الدكتور محمد مندور من أحاديث فى النقد دارت بينه وبين فريق من الأدباء، وقد ذكر فى هذه الأحاديث اسم الشاعر العظيم إليوت، ومذهبه فى النقد، وقد نشرت الجمهورية هذه الأحاديث، ثم اعترض عليها موسى صبرى لأنه رآها أعلى وأعمق مما يطيق قراء الصحف اليومية، ومعنى ذلك أنه ألغى من حسابه طائفة المثقفين من قراء الجمهورية، سواء منهم من عظم حظه من الثقافة، أو كان حظه منها قليلاً، أو دون القليل»، يكمل طه حسين واصفاً هذه الفئة من الإعلاميين: «يبحثون عن كلام يملأ الصحف، ويريح المحررين من الجهد والعناء ليملأوا صفحاتهم.. يحببون إلى القراء راحة الجهل، ويشفقون عليهم من مشقة المعرفة.

يضيف طه حسين موضحاً دور الصحافة ورسالتها الثقافية: ‏«إن الصحف اليومية ليست وسائل إلى إقرار ما هو كائن، وإنما هى قبل كل شيء، وبعد كل شيء وسائل إلى التثقيف والتهذيب، وإذكاء الطموح فى نفوس القراء إلى أعظم حظ ممكن من الرقي، ورحم الله زماناً كان أصحاب الصحف يرون أنهم معلمون للناس، لا مجهلون لهم ولا مقررون لما هم عليه من جهل.

غضبة طه حسين، وانتفاضته هى غيرة وحمية على الصحافة ودورها الثقافي، وأثرها العميق فى حياة الثقافة والمثقفين وعموم المجتمع، ولن يكون من قبيل المبالغة إذا قلنا إن الصحافة الثقافية فى العالم العربى كانت مؤسسة عريقة، لها طقوسها، وتقاليدها، وأعرافها، هى بمثابة الشريان الذى يغذى الحركة الثقافية بالروح والتجديد، والمرآة التى تعكس نبض المجتمع.. روحه وهمومه وأسئلته وشكوكه وأفكاره وتياراته وسجالات مثقفيه، والمنصة التى تعلن عن ولادة شاعر، أو انطلاقة أديب، أو بزوغ مثقف جديد.

ساهمت الصحافة الثقافية فى رفع مستوى معايير النشر، وفرضت قيودا وشروطا، يجب على الكاتب المبتدئ أن يتجاوزها، حتى يقدم نصاً يشفع له أن ينشر فى جنباتها، ويستحق بذلك أن يجاور كبار المثقفين العرب.. هذه التقاليد ساهمت فى تطور الحركة الثقافية، وخلقت منافسة شرسة محمودة بين المثقفين.
 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة