"أردوغان" يفرض الأذان الموحد بصوته فى مساجد تركيا.. وعالم أزهرى: "جنون"

الجمعة، 21 فبراير 2020 08:53 م
"أردوغان" يفرض الأذان الموحد بصوته فى مساجد تركيا.. وعالم أزهرى: "جنون" اردوغان
كتب - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازال الأغا المنفلت العقل يتلاعب باسم وتاريخ تركيا، على قدر تلاعبه وتجارته بالإسلام الذى يعد أغلى عند الناس من أنفسهم، ويواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ممارسة هفواته وسقطاته بناء على استراتيجية أحلام اليقظة الطفولية، ليقوم مؤخرا بفرض الأذان الموحد بمساجد دولة تركيا وقنواتها بصوته.

 

نرجسية أردوغان وهفواته باتت فرض عين على شعب يقف متأرجحا بين تاريخه الحافل وحاضره الذى يواجه عملية تشويه وتلويث واختطاف من قبل الأغا وجماعته.

 

وتتبنى القنوات التركية بث الأذان الموحد بإخراج تلفزيونى عالى التقنيات، لتصوير الرئيس الذى ينتهز موقعه على رأس الدولة لإظهار السطوة والتمدد فى كافة القطاعات على أنه الرئيس المؤمن والخليفة المؤمن.

 

ولم تأت واقعة الخليفة المؤذن كواقعة أولى يروج فيها أردوغان لنفسه كخليفة مسلم للتغلب على شعب سحب من حزبه الثقة مؤخرا فى انتخابات العاصمة التركية اسطنبول، بل له وقائع مماثلة ببث تلاوات بصوت أردوغان والتى ظهر فيها على أنه الرئيس القارئ، والرئيس المؤمن، فى مزيد من وقائع الجنون يتمسح فيها بالإسلام ويستخدم شعائره للترويج لنفسه، حيث لا يستطيع أحد أن يصور رئيس الجمهورية فى جلسة خاصة ويبثها على رؤس الأشهاد عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا دون موافقته.

 

وتتوجت نرجسية "الرئيس الممثل" بواقعة الأذان الموحد المفروض على تركيا التى تعيش حالة "رئيس وله دولة" وليست "دولة لها رئيس" حيث يبتلع أردوغان الحاضر التركى، ويتاجر بماضيه فى فترة الخلافة للملمة شتات جماعات مأزومة نفسيا كارهة لأوطانها وترغب فى التغلب على مجتمعاتها حتى ولو كان بتفتيتها على مبدأ وقاعدتهم الأصولية "الوطن حفنة من تراب"، وتوافق خدع الرئيس المتقلب أهواء بعد المشحونين ذهنيا بالتراث الأتاتوركى قديما وحديثا ويتزامن ذلك مع دراما تسويق تركيا على كل لون وشكل مع الإسلاميين والأصوليين والليبراليين وحتى العلمانيين، على مبدأ اللامبدأ.. ليس المهم الشكل ولا المضمون المهم الهيمنة الثقافية وتجنيد أتباع منهزمين ثقافيا.

 

الرئيس التاجر، أردوغان الذى يلعب أدوار مزدوجة ومتناقضة، والذى صعد إلى السلطة من باب الاقتصاد كتاجر ناجح فى مجتمع مأزوم ماليا، شهد إنفراجة بسبب سياساته المالية المشبوهة وقتيا تتعرض للتراجع حاليا، هو نفسه المتاجر بالإسلام يؤذن ويقرأ القرآن ويخطب ويهتف لفلسطين ثم يمدد للعاهرات التراخيص حتى يتمددن فى ماخورات تركيا وبيوت الدعارة المرخصة للبغاء، وهو نفسه الرئيس المطبع مع اسرائيل والذى زار النصب التذكارى لمحاربى العرب والمسلمين، ليواصل الرئيس البهلوان دور الأغا الراقص اللعب على وتر الدين وتوصيف نفسه بخليفة المسلمين من خلال رفع شعيرة الأذان الموحد المعروض بتقنيات تضخيم حالة التجارة باسم الدين.

 

الأغا متعدد الأدوار بدا غير مقتنع ليس فقط بغيره من حكام العالم، بل لم يعد مقتنع بشعبه، أو بدين الإتراك، ولم يعد يأتمنهم على رفع شعيرة الأذان، وكأنهم يطعن فى دين شعبه، ولا يحترم مؤسساته الدينية التى باتت صدى صوت له، ومفسرة لأحلامه حسب هواه، وعرابه لمشروعه المزعوم للخلافة على دول وشعوب لا صلة له بها ويدعم جنود جندت بهدف غزو بلادها حسب زيارته للنصب التذكارى للجنود الإسرائيليين الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة إلا على هذه الشعوب.

إردوغان الرئيس المتلاعب بشعبه وأتباعه من المتغيبين قابل شارون وزار رفات جنوده المعتدين على كل من جاورهم، ولم يطيب خاطر الأرمن وهم شعب تعرض للإبادة من قبل سابقيه، وهم الأولى بتطييب الخاطر والمصافحة، بدلا من المتناقضات يزور القدس ويهتف لها ويزور محتليها ويطبع مع إسرائيل.

الرئيس المتناقض والذى وصل إلى حالة التعرى الكامل أمام شعبه يواصل استخدام المبادئ والدين كورقة سياسية لحصد الأصوات ومواصلة تغلبه على السلطة، ومن ذلك استضافة تركيا للاجئين السوريين ثم طردهم بالقوة، يتحدث عن الديموقراطية ثم يعيد الانتخابات عدة مرات لفرض حزبه على الشارع فيفشل ويخسر مرارا وتكرارا، ويتحدث عن تداول السلطة، ليتداول مناصبها وحده متنقلا ما بين رئيس وزراء بصلاحيات برلمانية كاملة مدعوما بدستوره وحزبه فى البرلمان، ثم يغير الصلاحيات ويرفع مستوى سلطة رئيس الجمهورية بدستور مفصل على حالته لدى انتقاله إلى السلطة الأعلى بعد نفاذ حقه فى الاستمرار فى موقع رئيس وزراء.

الخليفة المتباهى بميراث سرق صناعه قسراً، بعد ترحيل تركيا الصناع المهرة من مصر أثناء حكمها لمصر أيام الدولة العثمانية وتجريفها الساحة الفنية والمهن فى مصر لترفع بهم أقبيتها وقصورها ومآذنها التى يمد عبرها "الأغا التركى" عنقه لرفع الأذان الموحد فى محاولات تمديد ورسامة الطاغية المتلاعب بالدستور مرارا وتكرارا.

ووسط حالة يصفها علماء الدين بالـ"تنطع" فى الدين أى المبالغة وإقحام الذات قسرا، وفى غير تخصص، وبنرجسية وتضخم ذاتى، يفرض الرئيس "المرجع" الذى يرى نفسه صاحب مذهب دينى، ومرجعية دينية تفعل فى السياسة والدين والناس والسلطة والاقتصاد ما يشاء ويفعل بكل ذلك ما يشاء أعلن فى تركيا عن عملية إعادة تأهيل للمؤذنين، وهم متمرسون وأصحاب مهنة وموهبة وخبرة بينما "الأغا التركى" لم يتدرب على شيئ، وقد ذكرت وكالة "جيهان" التركية أن مندوبية الشؤون الدينية بمدينة ماردين جنوب شرق تركيا، قدمت تدريبا للمؤذنين الأتراك على رفع الأذان بصحبة ألحان موسيقية.

وأضافت الوكالة أن المتدربين يتعلمون قراءة الأذان بمقامات "الصبا والعشاق والراست والسيكا والحجاز" وتصحيح الأخطاء الشائعة فى رفع الأذان وإقامة الصلاة ويتلقون تدريبا صوتيا، ويتعلمون مقامات القراءة فى الصلاة والأذان وبعض المقامات المستخدمة فى الموسيقى الشرقية فى الإنشاد الدينى.

"اليوم السابع" سأل عالم أزهرى عن وجود سوابق تاريخية من قبل خلفاء المسلمين وزعمائهم بالإصرار والمداومة على رفع شعيرة الأذان؟ وعن حكم بث الأذان بصوت مسجل وإقامة الصلاة بعده؟.

الدكتور عصام الروبى، العالم الأزهرى، والمتخصص فى الدراسات القرآنية وعلوم التفسير، أصيب بصدمة عند علمه بقيام رئيس تركيا بفرض الأذان الموحد على شعبه ومساجده وقنواته، وقال هل ما تقوله حقيقى! وكررها عدة مرات وسط حالة من الذهول.

"الروبى" لم يصدق إلا بعد مشاهدة بث القنوات التركية للأذان الموحد والمفروض عليها، قائلا: "هذا جنون"، هل يعقل هذا، مؤكدا أن خلفاء المسلمين وحكامهم لم يفرضوا أنفسهم أو يكرروا رفع الأذان، ولم يرفعوا الأذان إلا بمحض الصدفة أنه أنه الذى حضر إلى المسجد أولا وقت الأذان.

وشدد الروبى، على أن أبو بكر الصديق رفع الأذان عدة مرات لتصادف وجوده قبل مؤذن رسول الله بلال بن رباح وقام الحضور بتقديمه للأذان والصلاة كونه أفضل الناس بعد رسول الله ومع فضليته لم يوافق يوما على أن يقوم بدور الخليفة المؤذن، أو أن يتقدم بلال بن رباح مؤذن الرسول.

وقال "الروبى" رأي فقهى يرفض أن يبث الأذان المسجل ويشدد على ضرورة أن يصدر من قبل صوت مباشر وليس مسجلا، وعلى هذا كانت الدول العربية ومنها مصر التى تبث الإذان مباشر وليس مسجلا من إذاعة الشريفين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة