يضم مخيم الهول في شمال شرقي سوريا أكثر من 68 ألف شخص أكثرهم من المحتجزين الذين هم على صلة بتنظيم داعش.
و قد قامت صحيفة "ذا انفستيجتيف جورنال - تي آي چيه" البريطانية بثلاث رحلات لهذا المعسكر على مدار الأشهر القليلة الماضية، وفي كل رحلة كان الوضع الامني يزداد سوءا.
الضباط المسئولون بالمخيم قالوا أنه بعد أن شنت تركيا هجماتها على شمال شرقي سوريا في أكتوبر الماضي، كثير من كوادر ال"أسايش - المخابرات الكردية" الأمنية هناك اضطروا لترك أماكنهم لدرء الهجمات التركية في مناطق أخرى.
الجرائم و غيرها من كافة أشكال العنف في المخيم هي أمور شائعة جداً، و التي عادة ما ترتكب بواسطة أعضاء في مخيم الخليفة- كما يطلق عليه- كما أن المحتجزين في مخيم الهول الذي ما يزالون على علاقة فكرية بتنظيم داعش و يردون بالعنف على المخالفين لهم في الفكر.
بالاضافة الى تفشي العنف في المخيم ، فإن حجم المعسكر المترامي الأطراف وافتقاده للأوضاع الأمنية يجعل من الهروب أمرا حتميا.
"الناس تحاول الهرب يوميا، و هناك من يهرب بالفعل كل أسبوع"، هكذا قالت المسئولة عن إدارة المخيم ل"انفسيتيجتيف جورنال" مضيفة أنه في حين الهاربين من داعش أرادو الاستقرار في إدلب أو دير الزور، التي تعاني من عدم الاستقرار الأمني المتفاقم والهجمات المستمرة التي تشن بواسطة خلايا داعش النائمة ، فإن الأغلبية منهم أرادت العبور خارج سوريا في الاتجاه إلى تركيا.
إحدى الصحفيات المقيمات في تركيا تواصلت مع "ذي انفيستيجاتيف جورنال" و أفادت بمعلومات تفصيلية عن إحدى محاولات الهروب هذه لكن دون الكشف عن هويتها نتيجة لتعرضها لتهديدات بالقتل. وطبقاً لروايتها فإنه في ديسمبر ٢٠١٩ قامت أربع نساء من الحاملين للجنسية التركية هن "هاتيس جيونس"، "حفصة جونيس"، "بيزا جونيس" و "بيرير جونيس" بالهروب من معسكر الهول و "ذا انفستيجتيف جورنال" قد تأكدت من هذه الرواية من مصادرها الخاصة.
ووفقا لرواية الصحفية، فهؤلاء التركيات تسللن من المعسكر بمساعدة مهرب و توجهن إلى "مانبيج" و"جارابولوس" المحتلة من قبل القوات التركية، وهؤلاء النساء ذهبن الى الشرطة التركية هناك والتي ساعدتهم للعبور الى داخل تركيا وهن الآن احرار في تركيا" وفقا لرواية الصحفية.
و طبقا للصحفية" أعضاء في تنظيم داعش من حاملي الجنسية التركية يتم مساعدتهم دائما من قبل الشرطة و الجيش التركي في عفرين المحتلة وجارابوبوس في هروبهم إلى تركيا."
واختتم تقرير تي آي چيه بشهادة للصحفية المقيمة في تركيا قائلة أنها بدأت في التركيز على كيف أن تركيا تتعامل مع أعضاء تنظيم داعش بعد أن لاحظت أن أعضاء تنظيم داعش وخاصة القيادات منهم يتم القبض عليهم صورياً في تركيا وبعدها يتم فوراً اطلاق سراحهم؛ مضيفة أن لديها العديد من المعلومات، و لكن كونها تعيش في تركيا فإنه من الخطر عليها أن تفصح عن هذه المعلومات.. حيث أنهم وقتها لن يقبضوا عليها فحسب ولكن قد يصل الأمر للقتل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة