ماذا طلب أنسى الحاج من غادة السمان في رسالته الأولى منذ 57 عاما؟

الثلاثاء، 18 فبراير 2020 02:17 م
ماذا طلب أنسى الحاج من غادة السمان في رسالته الأولى منذ 57 عاما؟ أنسى الحاج وغادة السمان
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمراليوم ذكرى رحيل الشاعر اللبناني أنسى الحاج، والذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2014 عن عمر يناهز الـ 74 عاما، وعقب رحيله كشفت الروائية السورية غادة السمان عن رسائل حب كان قد كتبها لها أنسى الحاج خلال عام 1963، وقامت بجمعها في كتاب تحت عنوان "رسائل أنسى الحاج إلى غادة السمان"، وهو الأمر الذى أثار الكثير من الجدل في الوسط الثقافي بين مؤيد ومعارض للفكرة وخلال السطور المقبلة نستعرض أول رسالة في هذا الكتاب سالف الذكر.
 
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان (1)
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان
قال الشاعر أنسى الحاج في رسالته الأولى التي كتبها في الساعة الرابعة والربع صباحًا في 2 ديسمبر 1963 : المسألة بحاجة إلى وضوح، كثير من الوضوح. إنها أشبه بالطعم الذى تتركه في حلقى، بالجريمة. وأنا ممزق بين أن أكون فريسة الشعور بالذنب، وبين أن أعلن في صراخ متواصل لا مسؤوليتى، واتشبث كالطفل الوحيد بفكرة اللاذنب المطلق.
 
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان (2)
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان 
المسألة بحاجة إلى وضوح وأنا إلى فهم : أن يفهمنى أحد وأن أفهم نفسى، لم أشعر كهذه المرة بالرعب امام حالى. إنها المرة الأولى التي يجرفنى فيها الشعور، إلى هذا الحد الرهيب، بأننى على وشط الجنون. فلقد كنت دائما مع نفسى حتى في احلك طلماتها. كنت دائمًا وحيدًا ومع هذا كنت حاضرًا بوضوح بل وبلذة في هذه الوحدة. كنت أحيطها وتحيطنى وأعلم أن في شيئا جيدًا هو حصانتى وهو قيمتى وهو خلاصى في النهاية. والآن، يبدو لى أننى أضعت كل شيء. أضعت حتى أسرارى. وانا أيضا ضعت في نفسى. هل تدركين معنى هذا؟ لقد تمرد في، على، تمردى القديم على العالم، التمرد الذى كنت بواسطته أرد الفعل وأندلع من قلب وحدتى كالنار. صرت موضوعًا لتمرد الآخرين دون أن أقوى على الدفاع، على استرادا حقوقى، كنت أعرف أن أكذب أو أن أخلص بحرارة. كنت أعرف أن أكون. كنت أعرف أن أكون لا مع الآخرين فحسب بل مع نفسى فيهم ومعهم. كنت حليفًا لنفسى. كنت شريكًا لها. لم تكن مجرد مرآة تعكس لى هيأتى بصمت وحياد وبرود، بل كانت تنتظرنى لتهنئتى أو تعلمنى أو تمدنى بالعزاء والموارد. هل استنفدتها؟ ماذا انتهى في؟ لماذا صرت خاليا؟ ما الذى مات هنا، في هذا الثقل؟ لم أعد اعرف. للمرة الأولى افكر واعلن وأقول : لم اعد أعرف. كنت دائما أعرف. ماذا حدث؟ هل خرجت من شرنقة مقدسة إلى الواقع؟ هل هذه هي الوحدة الحقيقية وكل ما عرفته قبلا لم يكن وحدة حقيقية؟ أهذه هي الغربة؟ أكل هذا الوقت لم اكن غريبًا؟ لا. مستحيل.
هناك شيء آخر. لابد، لابد أن يكون شيء آخر. إن الأمر أشبة بالجريمة. إننى اعرف الآن ما هو افظع من الوحدة واشنع من الغربة. هذه هي علامة المجهول. لقد دخلت في دور العجز عن المعرفة، دور العجز عن التعبير. العجز الكامل. الأصيل. الحقيقى. العجز الذى أعلنت عنه قبل ثلاث سنوات ها هو يتم. لم أعد اقوى حتى على الدفاع عن نفسى.
 
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان (3)
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان 
وفى ختام رسالة قال أنسى الحاج: الوضوح الذى أنا بحاجة إليه لم أقدمه. كنت اعرف أننى سأفشل في تقديمه. لكننى اردت أن أجرب. اردت، لأننى اطمع بمشاركتك. أطمع بها إلى حد بعيد جدًا. لكن رغم هذا أعتقد أننى سأقول لك شيئا واضحًا. وقبل كل شيء، هذا: إننى بحاجة إليك.
 
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان (4)
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان

رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان (5)
رسالة أنسى الحاج الأولى لغادة السمان
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة