وتم تصميم قصر السلام وبناؤه في خمسينيات القرن الماضي، ليكون قصرًا سكنيًا لأمير الكويت الراحل الشيخ سعد العبدالله، وبعد استقلال الكويت عن بريطانيا عام 1961، ظهرت الحاجة لوجود قصر للضيافة لاستقبال الوفود الدولية التي بدأت تتوافد على الكويت بعد الاستقلال، وبعد انضمامها لهيئة الأمم المتحدة، ليتحول اسم القصر إلى (قصر الضيافة).


وبدأ قصر السلام أو الضيافة فى استقبال أول زواره عام 1964، ليحتضن على مدى 26 عامًا أكثر من 166 زائرًا من ملوك وأمراء ورؤساء دول العالم، بالإضافة إلى مئات الشخصيات السياسية والدبلوماسية المهمة، قبل ان يتعرض لأضرار بالغة خلال الغزو العراقي للكويت، ليتم إغلاقه قبل أن يدخل في مرحلة من الإهمال والنسيان قاربت على الـ23 عاما، وتحديدا حتى عام 2013؛ حيث تم تكليف الديوان الأميري الكويتي بإعادة ترميم القصر، وتحويله إلى متحف يجمع تاريخ الكويت الذي يمتد إلى أكثر من 300 عام، تحت سقف واحد، واعتباره متحفا رسميا ومعتمدا للدولة.


ويمتد قصر السلام المطل على الخليج العربي، على مساحة 32 ألف متر مربع، ويتكون من بدروم، وطابق أرضى، وطابقين؛ حيث يضم الطابق الأرضي معرض تاريخ القصر، بعد أن تم إعادة بعض القاعات به إلى ما كانت عليه عند إنشاء القصر، مع إضافة أدوات العرض التاريخي لكبار الشخصيات التي زارته، وقاعة تمثل الدمار الذي لحق به جراء الغزو العراقي، وقاعة لعرض بعض التحف الثمينة التي يحتويها القصر.


ويضم الطابق الأول متحف تاريخ الكويت، الذي يحتوي على تسع قاعات متحفية تسرد تاريخ الكويت عبر حكامها الـ 15، ومراحل تطور الحياة في عهد كل حاكم؛ وذلك باستخدام أحدث أساليب العرض التكنولوجية، في مشهد بديع يجمع بين عراقة الماضي، وتطور الحاضر والمستقبل، لتقديم صورة متكاملة عن تاريخ الكويت ومراحل تطورها.


أما الطابق الثاني، فيضم متحف الحضارات التي سكنت أرض الكويت، بالإضافة إلى احتوائه على قاعات استقبال الضيوف، وقاعة احتفالات، ومطبخ مركزي، بينما يحتوي البدروم على متاجر لبيع الهدايا التذكارية للزوار، ومبنى مواقف سيارات مستحدث مكون من 3 أدوار تحت الأرض، حتى لا يحجب رؤية المارة للقصر.


وقد تم ترميم القصر وإعادة التشطيبات المعمارية وضمان سلامته الإنشائية، كما كانت وبنفس المواد والأشكال والأبعاد الأصلية، ليعيد إلى الواجهة أحد المعالم التاريخية في الكويت، والتي شهدت مرحلة مهمة في تاريخها السياسي، ليصبح أيقونة وعلامة بارزة تمثل الدولة على مدى العصور، وشاهدا على أهمية هذا الصرح المعماري ذي الطابع الهندسي الفريد من نوعه.