وسيدة القطار تعيده لجدته مره أخرى..

صور.. محمد طفل هرب من زوجة والده منذ 5 أشهر بكفر الشيخ لتحتضنه نبيلة حلوان

الجمعة، 14 فبراير 2020 04:00 ص
صور.. محمد طفل هرب من زوجة والده منذ 5 أشهر بكفر الشيخ لتحتضنه نبيلة حلوان
كفر الشيخ – محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتعدد الأحداث الواقعية التى يمر بها المواطن المصري، وتتجلى فيها الحب، وبطلة هذه القصة سيدة تقيم بحدائق حلوان، وبطلها طفل صغير يدعى محمد مجدى هانى، 11 سنة من قرية أم سن، التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، ساقتهما الأقدار أن تقابله صدفة فى محطة مصر، ليجد محمد بعدد من الأيام فى كنف أسرتها، وأسرة سيدة أخرى، الرعاية حتى عاد لأسرته، ولكنه فى طيات نفسه يرغب فى العودة للحضن الدافئ .

85106040_845622179194547_4697521201830952960_n (1)

5 أشهر عاشها الطفل محمد مجدى هانى، يتنقل بين شوارع الأسكندرية ومحطة سيدى جابر ومحطة مصر، يتخذ القطار مأوى له، يعيش على مساعدة الآخرين، هرباً من تعذيب زوجة الأب، فالشارع أرحم من حياة التعذيب والجحيم، لعله يجد من يعطف عليه.

 

تعود القصة عندما كانت نبيلة اسكندر عبدالله، تقيم حدائق حلوان، وكانت متجهه للإسكندرية، فانتقلت من الحدائق عبر المترو لمحطة مصر، لتستقل قطار الأسكندرية، لرؤية شقة لتشتريها وكانت الساعة الثامنة صباحاً، ونظراً للزحام وكأن القدر يؤخرها ففضلت استقلال أحد القطارات، ووجدت بجوارها طفل عمره 11 سنة، فسألته عن اسمه فقال لها "محمد" فقالت له " أنت هتقطع تذاكر لحد، فقال لها أيوه ياطنط، وبالفعل قطع لها تذكرة، واستقل القطار معها على أنه متجه للإسكندرية وكان يجلس بجواره شخص، فسألته محمد ابنك ؟ فأجاب الرجل لا، وبعدها طلب محمد من نبيلة أن يجلس على الرفوف بجوار الحقائب، فاستفسرت عن السبب فعرفت أنه لم يقطع تذكرة، فأرادت أن تقطع له فرفض وقال أن الكمسرية يعرفونه، فتبين لها أن الطفل له 5 أشهر كاملة يستقل القطار من الاسكندرية للقاهرة يتخذه ملجأ ومأوى لنومه، وكانت ملابسه باليه، فطلبت منه أن يقول لها حكايته فعرفت أن والده متوفى وزوجة والده تعاملة معاملة سيئة وتعذبه، وتركها وانتقل ليعيش مع جدته لوالده، ولكنه هرب منها منذ 5 أشهر .

وأكدت نبيلة اسكندر عبدالله، بالفعل وصنا للإسكندرية يرافقها محمد، وتوجها للوحدة السكنية التى ستشتريها ووجدتها ليست على مستوى، فأشار عليها محمد ألا تشتريها لسوء حالة العمارة، وبعدها أشارت على محمد أن يختار نوع الأكل الذى سيناولاه معاً، وبعده تناولهما الغذاء فى أحد المطاعم للمشويات، أرادت أن تتجه للبحر للجلوس لبعض الوقت، فعرفت منه أن يعرف اتجاه البحر لأنه طيلة الـ5 أشهر طاف عدد من أحياء الأسكندرية .

نبيلة التي أنقذت محمد من التشرد

وأضافت نبيلة اسكندر، لـ"اليوم السابع"، أرادت أن تتوجه لعمها بالإسكندرية للمبيت عنده، ورفضت ترك محمد على شاطئ البحر كما طلب منها المبيت على الشاطئ على أن يقابلها فى صباح الغد، فاتصلت بعمها وقالت له أن معها ضيف، وفضلت أن تقول له أنه ابن جارتها وصديقتها أم أحمد التى تقيم بالحدائق، فرحب به، ونظراً لسوء ملابسه اشترت له جاكتين، وبعد ارتداء الملبس الجديد وغسل وجه، أظهر جمال محمد وحسن منظره، وبالفعل توجها لعمها .

 

وقالت نبيلة، حاولت أن تعرف حكاية محمد بعيداً عن مسامع عمها، فقال لها، أنه محمد مجدى هانى، فأبدت اندهاشها أن يكون اسم جده هانى، فلم تثقل عليه فى الاسئلة، وظلا معاً فى الأسكندرية لمدة 3 أيام، فأرادت العودة للقاهرة، ففضلت أن يرافقها لمنزلها لأنه تعلق بها لحسن معاملتها، ولم تتركه حتى لا يتعرض لما تعرض له خلال 5 أشهر .

 

وأضافت نبيلة، أنها فضلت اصطحابه معها، فاتصلت بزوجها زكريا لتخبره بأن ضيف سيجلس معهم بالمنزل عدة أيام، وأنه نجل صديقتها آيات بالإسكندرية، فرحب به، وبالفعل وصلا معها لمنزلهم بحدائق حلوان، وجلس مع زوجها وابنتيها ونجلها، وقصرت له ملابس كانت لنجلها، وعندما أرادت أن تزور صديقتها أم أحمد رافقها وعندما رأى أبناء أم أحمد "أحمد واسراء وفارس" ولأنهم فى نفس عمره، طلب منها أن يظل معهم فجلس 4 أيام وظل معها فى بيتها 15 يوماً.

pp

وقالت نبيلة، قررت أن تصارح أم أحمد بحقيقة الطفل، فشعرت بالمسئولية من تصرفها وطلبت منها ألا تقول لزوجها، لحين التعرف على أسرة الطفل، مؤكدة أنها طلبات من اسراء نجلة أم أحمد تصوير محمد لتحتفظ بالصورة، وساعتها قررت نشر صورة محمد وحكايته وأنه من سيدى سالم، وكتبت رقم محمولها، ونشرت صورته فى عدد من الجروبات، ففوجئت بشخص يتصل بها يسمى صالح، مؤكداً  أنه يعرف الطفل فقد كان يعمل عنده فى ورشته بأم سن التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، وأنه سيجعل جدته لوالده تتواصل معها.

 

وأضافت نبيلة، وفى اليوم التالى تلقت اتصال من جدة محمد، وفرحت بالعثور عليه، وعرفت منها أن جدته علمت بوجوده بالإسكندرية فظلت طيلة إسبوع بالقرب من مسجد سيدى جابر تحاول العثور عليه فلم تجده، وظلت تبكى، فطلبت منها أن تستضيفها لتستلم حفيدها، فاشترطت أن تكون معها صورة شهادة ميلاد الطفل وصورته الشخصية للتأكد من أنها جدته، وبالفعل حضرت وعندما رآها محمد بكى بكاء شديداً حتى لا يعود لما كان عليه من تعذيب .

 

وقالت نبيلة اسكندر،عاد محمد مع جدته، وطلبت منها فى حالة ابداء محمد رغبته أن يعود لها، فهى ترحب به، ليكون بين أسرتها وأسرة صديقتها أم أحمد، لحين بلوغه، ليتحمل بعدها مسئولية نفسه .

 

وأكد صبرى عبدالمنعم، منسق لجنة الطفولة والأمومة بمحافظة كفر الشيخ، أنه تم التواصل مع نبيلة اسكندر عبدالله التى استضافت الطفل، وعاد الطفل لجدته، مشيراً إلى أن الطفل كان يعيش مع زوجه والده، وكانت تعذبه، وانتقل للمعيشة مع جدته لوالده، وبعدها هرب، فعثرت عليه نبيلة اسكندر عبدالله، فى محطة مصر،عاش معها، ونشرت صورته على صفحة الفيس، وتم التواصل معها، مشيراً إلى أن الطفل لم يلتحق بمدرسة وكان يعمل فى ورشة .

محمد عندما كان في محل زوج أم أحمد

وقال عبدالمنعم، عقب عودة الطفل، وجه وفاء سلامه، مدير حماية الطفل بالرياض لعمل بحث حالة، كما تواصل مع المهندس أحمد الشناوي، رئيس مركز ومدينة الرياض، لمتابعة حالة الطفل، وتبرعت جمعية أهلية بتوفير نفقات الطفل، لعدم قدرة جدته لوالده من الانفاق عليه، وجارى عمل تعديل سلوك للطفل بواسطة الاخصائى النفسي، الدكتورة أنوار زكي، بلجنة الرياض، مؤكداً أن لجنة حماية الطفل حاولت نقل الطفل لدار رعاية ولكن جدته رفضت .

 

وأضاف عبدالمنعم، ومن خلال بحث حالة الطفل، عرفنا أن ابنة عمه 15 سنة، تزوجت منذ أيام زواج مبكر فى احدى قرى سيدى سالم، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية تجاه هذه الزيجة، وفى انتظار قرار النيابة فى هذا الشأن .

 

وأكدت أم السيد، جدة الطفل، أنها سعيدة بعودته، وأنها توجه الشكر لنبيلة اسكندر التى استضافته وانقذته من التشرد، مشيرة إلى أنها عاشت أسوأ 5 أشهر عندما هرب، ولم تعرف طعماً للنوم، وعندما علمت بتواجده بالإسكندرية سافرت لعلها تجده ولم تعثر عليها، وأن نجلة عمه تزوجت ولم يكن للعرس معنى، مشيرة إلى أنها توجهت لله بالنداء والدعاء، أن يرحمها ويخفف عنها بالعثور عليه، فقد أجهدها البكاء والتفكير، وفجأة وبدون أن تتوقع سرعة استجابة الله لها، عقب دعائها فجراً، وما هى إلا ساعات قليلة وجدت صالح، صاحب الورشة التى كان يعمل بها محمد، يخبرها أنه تم العثور على محمد، ففرحت وسجدت لله شكراً، وتواصلت مع نبيلة اسكندر، لحين رأته بعينيها، فاحتضتنه وكأنها ملكت الدنيا وعادت لها روحها.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة