أكرم القصاص - علا الشافعي

إيكونوميست البريطانية تفتح النار على قطر وحاكمها.. الدوحة تقمع المعارضة بالداخل رغم تظاهرها بالانفتاح أمام العالم وتميم يهدد من يفكرون بانتقاده.. وزير عدل قطر الأسبق: من ينتقد في قطر يصبح بلا جنسية ونعيش في خوف

الجمعة، 14 فبراير 2020 05:12 م
إيكونوميست البريطانية تفتح النار على قطر وحاكمها.. الدوحة تقمع المعارضة بالداخل رغم تظاهرها بالانفتاح أمام العالم وتميم يهدد من يفكرون بانتقاده.. وزير عدل قطر الأسبق: من ينتقد في قطر يصبح بلا جنسية ونعيش في خوف أمير قطر تميم بن حمد
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شنت مجلة "إيكونوميست" البريطانية هجوما شديدا على قطر، وفضحت الصورة الزائفة التى تحاول الغمارة تصديرها للعالم بالانفتاح فى الوقت الذى تقوم فيه بقمع المعارضة فى الداخل.

 

وقالت المجلة فى تقرير بعددها الأخير إن الإمارة الخليجية الصغيرة التى اكتسبت شهرة بالانفتاح، تقوم بإسكات المنتقدين والمعارضين، مشيرة إلى أن حاكمها يقوم بتهديد هؤلاء الذين يجرأون على معارضته فى الداخل.

 

 وأوضحت الصحيفة أنه برغم محاولات قطر رسم صورة لنفسها بأنها منارة انفتاح فى منطقة قمعية، إلا أن أميرها تميم بن حمد آل ثان أقل تسامحا إزاء النقد الموجه إليه. وفى الشهر الماضى، أصدر مرسوما يهدد بالسجن لمدة خمس سنوات أو غرامة قدرها 27 ألف دولار على أى شخص يبث أو ينشر أو يعيد نشر إشاعات أو بيانات أو أخبار كاذبة أو متحيزة بهدف الإضرار بالمصالح الوطنية أو إثارة الرأى العام أو التعدى على النظام الاجتماعى. ونشرت الصحيفة اليومية الرئيسية الخاضعة لسيطرة الدولة تقريرا عن المرسوم ثم تراجعت عما ذكرته.

 

ونقلت المجلة عن نجيب النعيمي، وزير العدل القطري السابق، الذي يخضع لحظر السفر، قوله: "نحن خائفون. سوف يأخذون جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك عديم الجنسية إذا تحدثت".

 

وفى الدوحة، تنتشر صورة تميم فى كل مكان مثلما كان الحال بالنسبة لصور صدام حسين فى بغداد. وغالبا ما تحتوى الصفحات الأولى للصحف القطرية نفس القصص بعناوين شبه متطابقة. ففى القصة الرئيسية عن حفل تخرج الشرطة بتاريخ 23 يناير، ورد ذكر الأمير تسع مرات. أما الأكاديميون الذين يخرجون على الخط فيخاطرون بأن يتم رفضهم. فيقول كاتب عائد من ندوة حول الحقوق المدنية فى الكويت: "لا يمكننى حتى تنظيم ورشة عمل".

 

ويقول المنتقدون إن المؤسسات المكلفة بمحاسبة الحكومة مجرد ديكور. فالمجلس الاستشارى، وهو البرلمان القطرى، يقع فى مبنى  أبيض مزين بالأرابيسك، لكن أعضائه المعينين الـ 45 لا يتمتعون إلى بسلطات قليلة. كما أن الانتخابات التى وعدت بها فى عام 2003 لم تحدث.  ويقول أحد المراقبين الإعلاميين فى الإمارة إن قناة "الجزيرة" حرة فى انتقاد الدول الأخرى لكنها لا تنتقد قطر على الإطلاق.

 

فالقناة الممولة من الحكومة تنشر قصص عن السعوديات اللاتى يسعين للجوء إلى الغرب، لكنها تصمت عن نساء قطر اللاتى تسعين إلى اللجوء فى بريطانيا. وعند سؤاله لتفسير غياب المعارضة القطرية فى برامجه، رد مصطفى سواج، القائم بأعمال مدير القناة، إنه ليس هناك معارضة فى قطر!

 

وتتابع المجلة البريطانية قائلة إن القطريين لديهم شكوكهم فى قرارات الأمير ويتساءلون لماذا ينفق المليارات على مشاربع خارجية وصفقات أسلحة ويصارع للتصالح مع السعودية. وتشير إيكونوميست إلى أن أغلب القطريين يلتومون الصمت. فيقول نجيب النعيمى، وزير العدل القطرى السابق الذى يخضع لحظر سفر "نحن خائفون.. سيأخذون جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك بلا جنسية لو تحدثت".

 

وترجح الصحيفة أن تزداد تلك "التمتمة" فى قطر. فمع اقتراب استضافة الإمارة لكأس العالم لكرة القدم فى عام 2022، يشعر السكان بالقلق من وجود المشجعين السكارى والأعلام الإسرائيلية وتبادل المشاعر العامة، وأشياء أخرى. ويقول عبد الحميد الأنصارى، العميد السابق لجامعة قطر : مع كل يوم نقترب فيه من الافتتاح يجلب مزيد من السخط.

 

 وذهبت المجلة إلى القول بأنه على الرغم من التحول الذى شهدته قطر من حيث وجود ناطحات السحاب البراقة والمتاحف وتخفيف القيود نسبيا عن النساء، فمع ذلك، لا يمكن لقطر أن تدعى أنها منارة الانفتاح حتى تتوقف عن محاولة إسكات المنتقدين، لأن التنوير يبدأ من الداخل.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة