بعنوان يبدو مخادعا أصدر الكاتب الصحفى بمؤسسة أخبار اليوم، الزميل محمد زيان، كتابه الجديد تحت عنوان "يهود مصر من الأهرامات إلى برج إيفل" وهو مما يعطى ايحاء منذ الوهلة الأولى إلى تطرق الكتاب إلى مسألة الادعاءات العبرية بأن اليهود هم بناء الأهرامات الأصليين أو أنهم شاركوا فى بناءها.
إلا أن "يهود مصر من الأهرامات إلى برج إيڤل"، يرصد رحلة الخروج والذكريات التى عاشها اليهود منذ وجودهم فى مصر فى أعقاب عام 1920، ويبرز تدفق الهجرات اليهودية إلى مصر منذ بداية حفر قناة السويس فى عهد محمد على، وذكرياتهم بالمحافظات التى عاشوا بها، وجيرانهم ومدارسهم وعاداتهم فى مصر إلى أن خرجوا من مصر ورحلتهم على المركب حتى وصلوا إلى فرنسا، وذكرياتهم المريرة حين تركوا مصر إلى المجهول، ووصولهم إلى فرنسا، ولماذا اختاروا التراب الفرنسى ليستقروا عليه ولم يذهبوا إلى إسرائيل؟ ومن هرج منهم بعيداً عن السياسة الناصرية - باختياره - و رحلتهم فى البلد الجديد ومعاناتهم فى البداية حتى وصلوا لمراكز وأعمال.
يحتوى الكتاب فى الجزء الأول على سلسلة من السير الذاتية للشخصيات التى أجرى معها الحوارات فى باريس، للتعرف على حياتهم ومشوارهم المهنى وما وصلوا إليه.
يأتى الكتاب مدعوماً بملف من الصور والمستندات التى خصل عليها خلال قترة وجوده فى فرنسا وإجراء التحقيق الصحفى معهم الذى خرج فى صورة كتاب، ترصد مواقفهم وجزء من حياتهم وشهادات ميلادهم وجوازات سفرهم المصرية وشهادات الثانوية والمؤهلات الجامعية التى حصلوا عليه من مصر، فضلاً عن ألبوم صور لرحلاتهم للأسكندرية ورأس البر ومناطق الفسحة فى مصر.
يرصد المؤلف كيف يتجمعون تحت اسم مصر حتى الآن فى فرنسا فى ظل جمعية الحفاظ على التراث ليهود مصر، وتعدادهم فى فرنسا الذى يقدر بعشرة ألاف يهودى مصرى، والمجلة التى تصدر عن الجمعية والكتب، وهى مجلة "نهار مصرايم" Nahar Masraïem، وعاداتهم المصرية التى لاتزال معهم حتى الآن ومنها المطبخ المصرى والموسيقى والأغانى للمطربين المصريين، ويتناول الكتاب موقفهم من سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وموقفهم من حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة الدولة الفلسطينية والعودة لحدود 1967.
يكشف الكتاب زياراتهم لمصر بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وموقفهم من العدوان الثلاثى على مصر والحروب التى خاضتها مع إسرائيل، وانتصار 1973 وتحرير الأراضى التى احتلتها إسرائيل.
ويكشف الكاتب ولأول مرة عن الدكتورة "جويس بلو" الشيوعية المصرية التى اعتقلت فى عهد الرئيس "عبد الناصر "، وطردت من مصر، ووصلت لخطة العدوان الثلاثى على مصر من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، واتصالها بالدكتور ثروت عكاشة - وقتذاك - لتوصيل الخطة للرئيس "عبد الناصر" وقتها، وماجرى من أحداث.
يلقى الكتاب الضوء على رؤيتهم لمصر بعد إندلاع أحداث يناير 2011 وحكم الإخوان ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكم ونظرتهم لمصر الان فى عهده ورؤيتهم لمصر فى عهده، وكيف ينظرون للسلام الآن بين مصر وإسرائيل.
قال محمد زيان مؤلف الكتاب، إن فكرة الكتاب جاءت لعمل تحقيق صحفى مع يهود مصر الذين يعيشون فى فرنسا لمعرفة ذكرياتهم ومدارسهم وما إذا كانوا مرتبطين بمصر حتى الآن ويزورنها، فضلاً عن اصطحابهم لأسرهم وأحفادهم ليزوروا المعالم السياحية، وهو ما يعزز أن مصر بلد السلام والتعايش ونبذ الكراهية فى ظل الخطوات التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى للانفتاح على العالم، وإقدام الدولة على ترميم معابد اليهود بمصر لتأصيل أن مصر هى بلد التسامح والتعايش واحترام الأديان، فيها الدين لله والوطن للجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة