"ملامح وجهها توحي بأنها تعيش حياة سعيدة، لكنها تخفي وراء لمعة عيناها دموع غزيزة تنفجر في وجه من يسألها عن حالها؟ لتجيب نفسي أعيش مثل أخواتي البنات" السطور التالية تروي قصة سيدة تستغيث من أجل العيش في حياة هادئة،لم تخجل "شيماء محمد مصطفي" إبنة الرابعة والثلاثين من العمر، من الظهور في الإعلام لنشر قصتها أملا في مساعدتها، مناشدة رجال الدين بالتدخل بينها وبين أبيها.
سردت إبنة قرية الحلوات مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، قصتها قائلة: تزوجت في عمر صغير من إبن خالتي ورزقني الله بطفلين منه، وبعدها إنفصلت عنه رسميا، وأصبحت مطلقة لعدة سنوات، أخدم أسرتي وأشقائي، وتحملت معاناة كبيرة لا يعلمها إلا الله، عندما يذهب أطفالي في الشارع للعب ويرفض الأهالي وجودهم للعب مع أطفالهم قائلين لأولادهم "ما تلعبوش مع عيال المطلقة" وأصبح لقب مطلقة كأنه وصمة عار تلاحقني.
وتابعت: تقدم شخص بالقرية لطلب الزواج رسميا مني فوافقت عليه، وكانت ظروفه مشابهة لحالتي فهو أيضا مطلق ولديه طفلة، ويعيش بمفرده، ولكي أهرب من النظرات القاتلة التي تلاحق السيدة المطلقة، وأشتريت عفش الزوجية من مالي الخاص قيمة منقولتي في الزواج الأول، وزوجي تكفل بالمسكن والعفش الذي يقدر عليه، وبعد ثلاثة أشهر حدثت خلافات زوجية بيني وبين زوجي مثل أي رجل وإمراة متزوجين، لكن أسرتي تدخلت وأجبرت زوجي علي طلاقي منه، وفي ذات اليوم، توجه والدي وخالي إلي المسكن وجمعوا كل عفش الزوجية ونقلوه إلي مسكن أسرتي.
وبدموع تنهمر من عيناها دون التحكم في إيقافها، قالت : فوجئت بإتصال من زوجي" سيد" أخبرني فيه أنه مازال يرغب في العيش معي، وخاصة أنه ذهب إلي دار الإفتاء بالقاهرة، وتم إخباره من قبل أحد المشايخ أن الطلاق الإجباري لا يجوز وإني مازالت زوجته أمام الله، وهنا توجهت من منزل أسرتي للعيش معه، لرغبتي في الستر والمعيشة وخاصة إنها المرة الثانية لي في الزواج، ومجتمعنا لن يرحم المرأة المطلقة ودايما يحملها وحدها سبب الطلاق وإنها الخطأ من عندها، توجهت إلي منزل الزوجية وخاصة أن زوجي طيب ومقابل إثبات حسن نواياه لوالدي قام بالتوقيع علي ثلاثة إيصالات أمانة وعلي ورقة بيضاء فلوسكاب بديل عن منقولات الزوجية، وبعد كل ذلك رفض والدي إعادة العفش لنا، بحجة إن زوجي سوف يطلقني قريبا مثلما فعل مع زوجته الأولي، ودائم يعايرنا بتجربتنا الأولي في الزواج والفشل فيها، ولم يعلم أن الزواج قدر وقسمة نصيب، ووصل به الأمر إلي تهديد زوجي بإيصالات الأمانة، مما دفعني إلي التوجه إلي مركز الشرطة لتحرير محضر ضده، وخاصة بعد ان فوضت عمدة القرية وعدد من العقلاء والكبار لكنه رفض، وبعد تحرير المحضر، جاءت التحريات في صالحي بصحة الواقعة، وقيام أبي بالإستيلاء علي عفش الزوجية، لم يكتفي بذلك بل قام بمساعدة أمي بتحريض نجلي من زوجي الأول علي إهانتي هاتفيا بحجة أني تركتهم وتزوجت، مع العلم أن طليقي الأول تزوج ويعيش حياته، ولكن عندما تتزوج المطلقة كأنها إرتكبت خطأ كبير، وأسرتي كانت رافضة الزواج لبقاء بجوارهم من أجل القيام بأعمال المنزل وخدمة أشقائي، وكفاية مرة جربت حظي.
وفي ختام حديثها وجهت رسالة إلي والدها قائلة" عايزة عفشي ومش عايزة منهم حاجة يسبوني أعيش زي أخواتي ، بنام علي البلاط في الشتاء القارص، حسبي الله ونعمة الوكيل عايزة أقول لوالدي عاجبك ال أنا فيه دلوقتي يوم القيامة هتقف أمام الله هتتحط في شبر لا إيصالات ولا فرش ينفعك"
ومن جانبه قامنا بالتواصل مع والد "شيماء" هاتفيا، والذي أكد أنه لم ياخذ منها شيئ وأن عفشها في منزلها، وأنها تركت المنزل دون علمه وتزوجت، وأنها ماتت بالنسبة له ، وفي نظر والدتها أيضا.
وكان اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، قد تلقي إخطارا من العميد مجدي سلامة، مأمور مركز شرطة الإبراهيمية، يفيد بلاغا من " شيماء محمد مصطفي" 30 سنة ربة منزل مقيمة قرية الحلوات، تتهم فيه والدها بالإستيلاء علي أثاث الزوجية الخاص بها من منزل الزوجية، وذلك نتيجة خلاف حدث بينها وبين زوجها، وبعدها عادت لزوجها لرغبته في المعيشة والستر لكن والدها رفض إعطائها عفش الزوجية وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 2604 إداري مركز شرطة الإبراهيمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة