هل سمعت يومًا سكرات الموت، وهل شاهدت من يحتضر، وكيف يكون حاله، وما هى الكلمات التى ينطق بها، وكيف يرى الدنيا، وهل يختلف حال شخص عن آخر؟.. وصفت حالات متكررة لوفاة عدد من خطباء المنابر عن كل هذه الأسئلة لمن غادروا الحياة وهم فى حالة وعظية لإرشاد الناس إلى الله فى قصص متكررة ومثيرة خاصة على مدى العامين الماضيين.
"وفيات المنابر" التى قدمت دعاة يطرقون أبواب الجنة بنبض قلوبهم، وقد وافتهم المنية وهم يرفعون الصوت حمدا فى خطب الجمعة، فيما يوصف بالظاهرة المتنامية، حيث كان للجمعة الماضية نصيب الأسد فى وفيتين بمحافظة الفيوم، وأخرى بماليزيا لخطيبين توفيا أثناء إلقاء الخطبة، حيث رصدت 5 وفيات بالمساجد خلال الأيام الـ10 الماضية.
ففى خطبة الجمعة توفى خطيب الجمعية الشرعية أبو العزم طه المنبر بمسجد الحبيب بالوراق، أثناء إلقائه الخطبة عن عمر يناهز 64 سنة، حيث سقط من أعلى المنبر، بعد رحلة فى العمل الدينى قاربت 40 عاما، أثناء إلقائه خطبة عن التوحيد، حيث أكد مدحت عمار، أحد أصدقاء الشيخ الراحل، أن "أبو العزم" عمل فى الدعوة والعمل الخيرى حوالى 40 سنة منذ الثمانينيات، وخطب بمعظم مساجد إمبابة وآثر أن يستكمل فى المسجد الذى توفى فيه وشيع منه عصر أمس.
وأضاف مدحت عمار، أحد أصدقاء الشيخ الراحل، أن المصلين أثناء الخطبة فوجئوا بسقوط الخطيب من أعلى المنبر، مضيفا أن المسيحيين قبل المسلمين شاركوا فى أكبر جنازة شهدتها الجيزة ومنطقة إمبابة، حيث شيع إلى مثواه الأخير بمدافن 6 أكتوبر وسط جموع حاشدة جاءت من جميع أرجاء الجيزة والمناطق المجاورة، لما للراحل من شهرة كبيرة وجهد مشهود.
وأوضح أن "أبو العزم" آخر الخطباء الكبار، كما قامت قيادات الجمعية الشرعية بالحضور لتشييع الراحل محبة ووفاء بما قدمه ولخدماته الجليلة وأعماله. وخلال أدائه الخطبة وفور إنهائه المقدمة انقطع صوت الخطيب وسط حالة هرج ومرج وترديد المصلين قول لا إله إلا الله الشيخ مات، وحاول البعض إفاقته ظنا أنه فى حالة إغماء وطالب البعض بالجلوس. مضيفا: "وقام عدد من رواد مسجد الحبيب بالوراق بنشر مشاهد لجنازة أبو العزم، والتى شهدت زحاما شديدا، وخلال سير الجنازة أصيبت سيدة بحالة من الإغماء بعد صراخ هستيرى خلال تتبعها للجنازة".
من جانبها أكد مصدر بوزارة الأوقاف أن المتوفى لا يتبعها كموظف أو خطيب مكافأة، ولا يرتبط بها بأى شكل وظيفى أو إشرافى، دون أى تعليق على الحادث.
وفى واقعة هى الأولى من نوعها سجل إمام مسجد لنفسه سكرات الموت وأصوات خروج الروح فى أوضح تسجيل لهذه اللحظات العصيبة، حيث توفى الشيخ محمد محمد عبدالغني، إمام وخطيب بالأوقاف، على أحد منابر قرية أم عجرم التابعة لمركز فاقوس فى الشرقية، أثناء إلقائه خطبة الجمعة، صعد إمام الأوقاف المنبر، وألقى السلام على رواد المسجد، وحمد الله ثم نطق الشهادتين، وبعدها أوصى الناس بتقوى الله تعالى، وعندما شرع فى موضوع الخطبة عن فضل العشر الأوائل من شهر ذى الحجة، جلس على المنبر، إذ فاضت روحه إلى خالقها.
وأنهى الشاب الثلاثينى، لحظات عمره الذهبية والأخيرة بكلمات وآيات الحمد، قائلاً: "طوبى لمن عرف فضل العشر الأوائل من ذى الحجة هذه هى آخر كلمات تلفظ بها الشيخ محمد عبد الغنى وهو على منبر الجمعة قبل أن يلقى ربه فقد سقط مغشيا عليه وفارق الحياة أثناء إلقائه خطبة الجمعة الماضية، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه ثم بدأ بتوصية الناس بتقوى الله وكثرة الأعمال الصالحة فى هذه الأيام المباركة، حيث كانت وفاته وهو على المنبر رسالة قوية مفادها أن الأجل يأتى فى لحظة ويا الله على حسن الخاتمة وبعد أن ذيع عن وفاته وهو على المنبر هلل وكبر الحاضرون والسامعون عن حسن خاتمته هذا الرجل الذى عاش لله، حيث وصفه أهل قريته بأنه لم يتوان ولم يتوقف عن فعل الخيرات فى جميع المناحى واصفين إياه بالرجل الذى أرسله الله وكلفه لمعاونة الفقراء، وأنه من الذين اختصهم الله لقضاء حوائج الناس فكان يعالج بالقرآن والرقية الشرعية ويحارب الدجالين من خلال خطبة الجمعة بالتوعية الدينية المستمرة.
والشيخ محمد محمد عبد الغنى ابن قرية أم عجرم التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية ولد عام 1978 رب أسرة لزوجة وطفلين “مهند وحسناء” والعائل الوحيد لوالديه وأخويه وهو أمام وخطيب أحد مسجد أم عجرم التابع لأوقاف فاقوس.
كما توفى صلاح عيد إسماعيل موظف بمسجد النصر الكبير بالمنصورة بمحافظة الدقهلية عقب صلاة العيد بالمسجد، حيث وجهت وزارة الأوقاف، بسرعة صرف إعانة عاجلة قدرها 20 ألف جنيه من باب البر من الموارد الذاتية للوزارة، مع سرعة صرف مستحقاته المالية، وتوجه مدير المديرية على رأس وفد كبير من مديرية أوقاف الدقهلية لتقديم واجب العزاء لأسرة العامل.
كما توفى الشيخ سيد مراد دويدار، إمام وخطيب مسجد الوادى بقرية أبو كساه بأبشواى بالفيوم، أثناء أداء خطبة الجمعة والدعاء من أعلى المنبر، كما توفى فى نفس الجمعة، يعقوب بن هاشم الذى يبلغ من العمر، 68 عاما خطيب مسجد من على منبر الجمعة أثناء إلقائه الخطبة فى مسجد البخارى الواقع فى مدينة "ألور ستار" فى ولاية "قدح" الماليزية، حيث بدأ خطبته بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله وما هو إلا وقت يسير حتى خارت قواه وسقط من على المنبر وهرع إليه عدد من المصلين فى محاولة لإسعافه لحين وصول سيارة الإسعاف التى نقلته إلى المستشفى، وذهب بعض المصلين لإبلاغ زوجة الخطيب يعقوب التى ما أن وصلت إلى المستشفى إلا وقد أبلغها الأطباء أن يعقوب قد فارق الحياة.
وفيات المنابر متعددة ومتكررة، حيث شهدت جمعة 18 نوفمبر 2016 وفاة الشيخ خالد أحمد السطوحى إمام المسجد الكبير بعزبة السطوحيين بالقنايات لدى تعرضه لأزمة قلبية أثناء إلقائه خطبة الجمعة على المنبر، وقال الشيخ زكريا الخطيب وكيل الوزارة بالشرقية، لـ" اليوم السابع "، أنه كلف وفد رفيع من كبار الائمة لتقديم واجب العزاء فى الفقيد، وسرعة تقديم التسهيلات إلى أسرة الإمام الفقيد من حيث مستحقاته المالية، مضيفا لـ "اليوم السابع" أن الخطيب كان يخطب الجمعة على المنبر وسقط مغشيا عليه فى بداية الخطبة فحمله المصلون إلى أقرب طبيب والذى أخبرهم أنه توفى.
وأوضح وكيل وزارة أوقاف الشرقية، أنه تم دفن الشيخ عقب صلاة المغرب، مضيفًا أن الوزارة تتكفل برعاية أسرة الفقيد وهذا ما عهدناه لأنه من قبل ومنذ شهرين قد توفى أمام بإدارة أوقاف الإبراهيمية فكلفنى بصرف مبلغ 5 آلاف جنيه لأسرة الإمام، لافتًا أنه كلف وفدا من مديرية أوقاف الشرقية لحضور تشييع الجنازة وأنه سيقوم بتقديم واجب العزاء بالأصالة عن نفسه ونيابة عن أوقاف الشرقية ووزارة الأوقاف.
وفى 9 يوليو 2016، توفى الشيخ محمد ابراهيم عليوة، إمام وخطيب بالأوقاف، على منبر مسجد الطلاخوة بقرية إكياد التابعة لمركز فاقوس، أثناء إلقائه خطبة الجمعة فى ثالث أيام عيد الفطر المبارك.
وعلى اعتاب المنبر سالت دماء طاهرة فى قرية الروضة ببئر العبد بشمال سيناء لتنال الحظ الوفير عند الله فى الاخرة، وعلى نفس الدرجة تأتى وقائع وفاة لمواطنين ففى 5 يونيو 2015، توفى أحد المصلين أثناء أدائه صلاة الجمعة بمجمع الفردوس الإسلامى بمدينة المنصورة، وسقط فاقدا للوعى أثناء استماعه لخطبة "الجمعة"، وتم نقله على الفور إلى مستشفى مجمع الفردوس الملحقة بالمسجد وحاول الأطباء بقسم الاستقبال والعناية المركزة إسعافه لمدة نصف ساعة وباءت محاولتهم بالفشل.
وضمن وفيات المنابر عثر على الشيخ صلاح .ع 45 سنة أمام وخطيب مسجد أبو بكر الصديق بالشيخ زايد عثر على جثته متعفنة داخل شنطة سيارته، وبمناقشة زوجته لم تتهم أحد، وتكثف أجهزة الامن بقيادة العميد عبد الحميد أبو موسى مفتش قطاع أكتوبر والمقدم محمد ربيع رئيس المباحث ومعاونه الرائد أحمد أبو المجد تحرياتهم حول من قام بوضعه داخل شنطة السيارة بعدما توفى، وتوفى الشيخ صلاح عمر، إمام وخطيب مسجد الشيخ إبراهيم الشلقامى، بقرية آبا الوقف، بمركز مغاغة، على منبر المسجد أثناء خطبة الجمعة، إثر تعرضه لهبوط حاد بالدورة الدموية عن عمر يناهز 65 سنة.
توفى إمام وخطيب فى محافظة الدقهلية، أثناء توجهه لإلقاء خطبة الجمعة، إثر سقوطه من على دراجته البخارية، ووصل إلى مستشفى منية النصر المركزى جثة هامدة، حيث تلقى مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة منية النصر، ببلاغ مستشفى منية النصر المركزى، بوصول "الشربينى.أ.م"، 65 سنة، ويعمل خطيبا وإمام مسجد جثة هامدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة