تاريخ الوباء.. رحلة الفئران والبراغيث للقضاء على ثلث سكان العالم بالطاعون

السبت، 01 فبراير 2020 07:10 م
تاريخ الوباء.. رحلة الفئران والبراغيث للقضاء على ثلث سكان العالم بالطاعون صورة تعبيرية عن انتشار الطاعون
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يضع الجميع أيديهم على قلوبهم إشفاقا وخوفا من فيروس كورونا الذى بدأ فى الصين ويعلم الله وحده متى ينحصر أو أى البلاد الأخرى سيصيبها، وقد كان تاريخ الإنسان مع الأوبئة طويلا، ومن ذلك الطاعون، المعروف باسم "الموت الأسود". من أسوأ ما حدث فى القرون الماضية كان مرض الطاعون، الذى كان إن دخل مدينة جعلها خاوية على عروشها، وقد عانت منه أوروبا الأمرين ويذكر التاريخ الاجتياح الرهيب الذى وقع بين عامى 1347 و1352 وتسبب فى موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
 
الطاعون
 
تقول الكتب: "فى صيف عام 1347 اعتلت الفئران والبراغيث المصابة بالطاعون (الدملى) متن السفينة التجارية الجنوية فى "كافا" على البحر الأسود، وفى هذه السنة مرت بعض السفن خلال الدرنيل بتركيا ثم رست فى مسينا (صقلية) بعد ذلك أبحرت إلى بيزا وجنوا ومرسيليا: بعض السفن الجنوية الأخرى أبحرت مباشرة من (كافا) إلى مصبات نهر النيل فى مصر وخلال بضعة أشهر بدأ وباء من نوع غير مألوف للمعاصرين فى قتل الرجال والنساء والأطفال على جانبى البحر المتوسط".. هذه إشارة عن الطاعون الذى انتشر فى القرن الـ 14 وردت فى كتاب "الأوبئة والتاريخ: المرض والإمبريالية" لـ شلدون واتس" الذى صدرت ترجمته عن المركز القومى للترجمة.
 
الطاعون فى أوروبا
 
والكتاب يسلط الضوء على نقطتين مهمتين: الأولى ردود الفعل فى كل من المجتمعات الأوروبية والمجتمعات الشرقية القديمة؛ مثل الهند والصين ومصر فى التعامل مع الأوبئة، ونمط التحكم فى هذه الأوبئة وطرق مقاومتها، والنقطة، الثانية: هى إلقاء الضوء على العلاقة بين ظاهرة الاستعمار والإمبريالية وأدواتها الاقتصادية والقمعية، وانتشار الأوبئة.
 
ويتابع الكتاب: "مع ندرة المعلومات التى يعتمد عليها يبدو أنه خلال السنوات الخمس (1347- 1351) انتشر الموت الأسود، وتراوحت نسبة الوفيات بين ثمن إلى ثلثى عدد سكان المنطقة، زيادة على ذلك قد يكون دى إلى وفاة ثلاثة من كل عشرة من الأوربيين، تاركا ما يقرب من 24 مليون قتيل، ويظل هذا أسوأ كارثة لمرض وبائى فى أوروبا منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية، وكانت نسبة الإصابة فى الشرق الأوسط الإسلامى أيضا مرعبة للغاية، فقد مات ما بين ربع وثلث السكان تقريبا".
 
الموت
 
وتحكى الكتب القديمة عن طاعون أقدم من ذلك "طاعون أثينا عام 430 قبل الميلاد، والذى أهلك معظم أهلها، وربما كان سببه التيفوس، والطاعون الأنطونى من 165 إلى 180 بعد الميلاد، والذى خلَّف مصائب هائلة فى الإمبراطورية الرومانية، فى عصر "ماركوس أوريليوس"، وكذلك "طاعون جستنيان" عام 541 ميلادية، والذى قتل ملايين البشر، وانتشر حول البحر الأبيض المتوسط وفرنسا وألمانيا، وربما الجزر البريطانية كذلك. 
 
ويعرف طاعون جستنيان بأنه "الوباء الأول"، تبعه الموت الأسود (الوباء الثانى) بعد ما يقرب من 800 سنة، تحديدًا بين عامى 1346 و1352.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة