علي الكشوطي يكتب: فيلم "عنها" والتحرر من قيود كذبة السينما النظيفة

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 01:30 م
علي الكشوطي يكتب: فيلم "عنها" والتحرر من قيود كذبة السينما النظيفة ندي الشاذلي في فيلم عنها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لسنوات طويلة كذب صناع السينما "كذبة وصدقوها" واقنعوا بها نجوم ونجمات السينما في مصر، فمع المد الوهابي وانتشار التدين الشكلي، غابت مشاهد الرومانسية والحب والقبلات من الأفلام المصرية مثلما غاب ارتداء المايوه، لتصبح أفلامنا المصرية التي تربي عليها الوطن العربي كله "شبهه" لما تحتويه من مشاهد قبلات أو ارتداء النجمات المايوهات، وحاول الكثير من المخرجين التخلص من قيود تلك الكذبة إلا أنه كان هناك جيلا كاملا من النجمات والنجوم ممن صدقوها .

125209741_114130023843818_1151350764893835585_o
 

 

بالأمس شارك فيلم "عنها" للمخرج إسلام العزازي بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وهو الفيلم الذي تحرر بالكامل من قيود ما يسمي بالسينما النظفية، لنشاهد مشاهد حب ورومانسية وقبلات علي الشاشة، الهدف بكل تأكيد ليس مشاهدة القبلات والمشاهد الرومانسية فمواقع الانترنت تعج بمواقع البورنو، ولكن الاحتفاء يجب أن يكون بالتحرر من تلك القيود التي عانت منها السينما المصرية، والتي أحدثت خلل في السياق الدرامي للعديد من الأعمال، والتي كان يتحايل عليها المخرج بالإشارة فقط لما يريد أن يقول.

125480486_112461934010627_8531274957885449215_o
 

 

ربما جرأة عزازي في طرح أفكاره علي الشاشة هو ما دفعه للاستعانة بممثلات جدد أو غائبين عن الشاشة، نظرا لأن الكثير من النجمات تخشي تقديم تلك المشاهد إما تصديقا لكذبة السينما النظيفة أو لتخوفهن من الانتقادات وهو بكل تأكيد ما ضرب في صميم المهنة فالممثل أو الممثلة يجسدون شخوص أخري ولا يظهرون بشخصياتهم الحقيقية بل يتلبسون شخصيات العمل وينقلونها للمشاهد بمشاعرها واحاسيسها.

الفيلم يضم الكثير من عناصر التميز ومواطن الجمال أولها تصميم المناظر لمهندس الديكور القدير أنسي أبو سيف والذي قدم مجهود واضح جدا في المشاهد وديكور المنزل لفترة الثلاثينات وتصميم الملابس والذي قدمته مني التونسي والتصوير السينمائي لعبد السلام موسي جميعهم قدموا مشاهد بديعة علي مستوي الصورة.

127810412_125917142665106_3162394407855256814_o
 

 

ربما هناك بعض الهنات للمخرج إسلام العزازي منها بعض المشكلات في الصوت فصلاح عباس واحمد مالك كل منهما لم يكن هناك وضوح لحوار كل منهما في المشاهد، إضافة إلي أن هناك بعض الكلمات التي أدخلت علي الحوار لا تتناسب مع مفردات فترة الثلاثينات أو وجود كلمات هي من مفردات تلك الفترة لكنها اقحمت علي الحوار فظهرت بوضوح وكأنه سياق الجملة ليس سياقها المضبوط.

MV5BNTdiOTYyZjQtODdjYS00ZDIzLWE4NTYtZGNhZTkzZTlkMmJlXkEyXkFqcGdeQXVyNjM5ODMxODM@._V1_
 

ربما يختلف أو يتفق المشاهد مع ما قدمه العزازي في سياق الفيلم من رموز أو إشارات أو حتي القصة رغم انسانيتها ورغم القاءه الضوء علي معاناة امرأة مع الفقد خاصة مع زوجها والذي قتل وكأنه انتزع من حياتها عنوة وهو ما تركها فريسة للذكريات تنهش فيها ولاحتياجاتها كامرأة جمعتها علاقة بزوجة مغايرة للعلاقات التقليدية، فالعوز للمشاعر وللأحاسيس بمعناه الحسي واحتياجها لما كان يقدمه من دور كزوج وعاشق قدمته الممثلة ندي الشاذلي بقدر كبير من الجودة، بينما قدم العزازي فدوي عابد في دور مميز أيضا ويحسب للمخرج إعادته للفنان صلاح عباس الذي ربما تتفق أو تختلف علي أداءه لكن مشاهده مع ندي الشاذلي هي الأجمل، ولكن ما حذف من الفيلم ربما الأفضل، ولا نستطيع أن ننسي توجيه التحية للمنتجة دينا فاروق علي دورها كمونتيره في الفيلم وانتاجها للعمل وتحمسها لتقديم عمل مغاير وجرىء.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة