سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 7 ديسمبر 1991.. الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة يبدأ حملته الصحفية ضد فيلم «ناجى العلى» وبطله نور الشريف

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 7 ديسمبر 1991.. الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة يبدأ حملته الصحفية ضد فيلم «ناجى العلى» وبطله نور الشريف الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرر الكاتب سعد الدين وهبة، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أن يفتتح دورة المهرجان يوم 2 ديسمبر 1991، بعرض فيلم «ناجى العلى» بطولة نور الشريف، فبدأت فى الكواليس تحركات سياسية سرية على أعلى مستوى لمنعه لكنها فشلت، وبعد أيام بدأ الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة، رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم»، معركة شرسة ضد الفيلم يعتبرها الناقد السينمائى سمير فريد فى كتابه «تاريخ الرقابة على السينما فى مصر»: «من أكبر معارك الدفاع عن حرية التعبير فى السينما العربية فى العقد الأخير من القرن العشرين».
 
تناول الفيلم سيرة رسام الكاريكاتير الفلسطينى الشهير ناجى العلى صاحب شخصية «حنظلة»، الذى أغتيل فى لندن يوم 29 أغسطس 1987 وعمره خمسون عاما «مواليد 1937»، وأثار اغتياله الغامض ضجة هائلة، وفيما اتهم البعض إسرائيل، اتهم آخرون ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وقتئذ، لأن «العلى» تجاوز الخطوط بكاريكاتير، يذكر فيه أن الكاتبة المصرية الدكتورة رشيدة مهران هى صاحبة الأمر والنهى فى المنظمة لقربها من «عرفات».
 
جاء الفيلم بعد ما يزيد عن 4 سنوات من جريمة الاغتيال.. يكشف «الشريف» أسباب إقدامه عليه.. يقول فى مقال نادر له بعنوان «ناجى العلى فيلم للوطن والحرية» فى جريدة «البيان، الإمارات، 28 مايو 1999»: «حماسى لناجى العلى كان ينبع من التعلق بالقضية الفلسطينية بعيدا عن التحيز والضغوطات، إنه يحمل وجهة نظر المواطن العربى الفلسطينى، أعتقد أنه النموذج الرائع لغياب الحرية، لأنه لا يمسك مدفعا ولم يؤلف حزبا بل قلما وريشة وحبرا وأوراقا فقط لا غير، إنه فرد يقف فى الساحة وحده، بل إنه ضعيف البنية، ولو كانت هناك مساحة من الحرية لأصبح «ناجى» هو المرشد فى رحلة الصواب، لأنه يعكس نبض المواطن الفقير، مواطن المخيمات»..يضيف: «ظللت عامين أو أكثر أتابع الموضوع، وأجمع المعلومات وأقابل أصدقاء ناجى من الكويت ولندن والدول العربية، سجلت لهم كما من الحوارات لا يمكن وصفه».
 
بهذه الروح، أقدم «الشريف» على مشروعه، تمثيلا وشريكا فى إنتاجه مع مجلة «فن» اللبنانية المملوكة للكاتب الصحفى اللبنانى وليد الحسينى، وكتبه بشير الديك، وأخرجه عاطف الطيب، وفور الإعلان عن أنه سيكون فيلم افتتاح مهرجان القاهرة فى ديسمبر 1991 تسارعت الخطى لمنعه، يذكر الناقد مجدى الطيب وقائعها، فى مقاله «شاهد عيان على اتهام «الشريف» بالخيانة العظمى، جريدة «القاهرة، 18 أغسطس 2015».  
 
يكشف «الطيب» أنه فور إعلان «وهبة» لقراره الجرىء وصل ياسر عرفات إلى مصر خصيصا لمقابلة الرئيس مبارك، وتحريضه ضد الفيلم بحجة أنه يسىء إلى شخصه «عرفات»، ويتهمه بالوقوف وراء جريمة اغتيال العلى.. يضيف «الطيب»: «يومها استدعى مبارك الدكتور أسامة الباز مدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية لسؤاله عن حقيقة الأمر، وفى خطوة استباقية وجه «وهبة» الدعوة إلى «الباز» لمشاهدة الفيلم فى عرض خاص، وفى مساء السبت 30 نوفمبر 1992، أى قبل يومين من افتتاح المهرجان، دخل «الباز» القاعة، ومرت الدقائق كالدهر قبل أن يقف معلنا موافقته دون تحفظ على عرض الفيلم».
بعد أيام دقت الحملة الصحفية ضد الفيلم جرس البداية فى مصر يوم 7 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1991، بمقال قصير نشره إبراهيم سعدة فى أخبار اليوم بعنوان «رخا أم ناجى العلى؟» قال فيه: «المهرجان مصرى، الأفلام مصرية، النجوم مصريون، والمهرجان يحمل اسم القاهرة، ويقام سنويا فى العاصمة المصرية، على الرغم من هذه «المصريات» كلها وغيرها، فوجئنا بأن فيلم الافتتاح كان فيلم «ناجى العلى» غير المصرى».
 
يضيف: «إذا كان الهدف من هذا الفيلم تقديم السيرة الذاتية لرسام كاريكاتير، فكان لا بد أن يكون هذا الرسام هو فناننا العملاق «رخا» وليس ناجى العلى الذى لا يعرفه أحد فى مصر، إن فى حياة وسيرة الفنان الراحل رخا الكثير من المواقف الوطنية، والكثير من الدراما، والكثير من التضحيات التى أقلها شجاعة رخا فى نقد الذات الملكية، ونقد حكومات ما قبل الثورة مما عرضه للقبض عليه أكثر من مرة، والحكم عليه بالسجن سنوات وسنوات.. همسة فى أذن فناننا نور الشريف، لقد حققت كل ما تحلم به من شهرة وثروة، وإذا كنت تهوى القضايا السياسية وتدمن تقمص الشخصيات الوطنية التاريخية، فأمامك المئات من أبطالنا المصريين على مدى العهود والقرون الماضية، فلتأخذ منها ما شئت لتقديمه فى أفلامك، اللهم إلا إذا كنت تتخوف من أن منتجى هذه الأفلام المصرية لن يغدقوا عليك كما أغدق عليك منتجو الأفلام غير المصرية التى قمت ببطولتها».
 
كان ذلك افتتاحا للحملة الشرسة ضد الفيلم، وبلغت حد اتهام نور الشريف والطيب والديك بالخيانة، فماذا جرى فيها؟ 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة