الرئيسية

تحقيقات وملفات

حال القراءة فى مصر 2020.. الثقافة غائبة عن تريند "جوجل".. تراجع نسبة المبيعات فى المكتبات 50%.. 325 ألف تحميل بموقع الوزارة.. مكتبة مصر تعير 263 ألف عنوان و"مصر الجديدة" 556 فقط.. و38 ألف زائر لمكتبة الإسكندرية

الخميس، 31 ديسمبر 2020 05:39 م

حركة بيع الكتب - أرشيفية

كتب محمد عبد الرحمن

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال العام الحالى 2020، ومع بداية أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، توقع البعض اتجاه عدد كبير من الناس إلى القراءة المنزلية، ومشاهدة الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية من المنزل، لكن هل كانت هذه التوقعات صحيحة أم الحقيقة جاءت مغايرة تماما؟

في الواقع الأرقام جاءت متباينة حول نسب القراءة وحكم الإقبال على قراءة الكتب خلال العام الحالى، وفى ظل عدم امتلاك بيانات إحصائية عن أرقام المبيعات الخاصة بدور النشر الخاصة، وتحديدا مع حجم التراجع الذى شهدته حركة البيع خلال العام، لا نملك سوى البيانات الإحصائية والمؤشرات التي خرجت عن المؤسسات الرسمية، لنتبين حجم القراءة، ووضع الثقافة في مصر خلال عام مضى.

"اليوم السابع" قامت بجولة مستندة على البيانات الرسمية للجهات الحكومية والأهلية، وحصلت على إحصائيات من عدد من تلك المراكز والمؤسسات، لتقييم كيف كانت مؤشرات القراء فى مصر خلال عام 2020، خاصة مع التوقعات الكبيرة بزيادة نسبة القراءة خاصة أيام العزل المنزلى.

مؤشرات البحث على جوجل

بمتابعة نتائج البحث الأكثر تداولا على محرك البحث العالمى "جوجل" نجد أن الاهتمام بالبحث الثقافى كان غائبا عن اهتمامات المصريين خلال العام، ففى قائمة عمليات البحث الأكثر رواجا خلال العام الحالى، لم يظهر سوى "المكتبة الرقمية" وهى مكتبة إلكترونية لجمع المواد رقميا كانت ضمن إنجازات الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، واحتلت المرتبة السادسة فى محركات البحث، ثم مسلسل "ما وراء الطبيعة" المأخوذ عن السلسلة التى تحمل نفس الاسم للكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، وجاء فى المرتبة العاشرة والأخيرة، أما فى حالة البحث عن الكتاب الأكثر بحثا على جوجل فجاءت النتيجة كتاب "عظائم الدهور" لابن على الدبيزى، والغريب أنه لا يوجد شخص بهذا الاسم أبدا فى التاريخ، وأن كل ما يقال بأنه هو مؤرخ عربى شهير، لديه العديد من المؤلفات أو الكتب، عار عن الصحة.

عمليات البحث الاكثر رواجا

حركة البيع فى المكتبات

فى ختام العام الحالى قام اتحاد الناشرين المصريين، بعمل استبيان خاص بمنافذ بيع الكتب، لمعرفة وضع حركة البيع، والوصول إلى نسب خاصة بالمبيعات وحجم الإقبال على شراء الكتب، وبالتالى معرفة نسبة القراءة من واقع المبيعات، وبمقارنتها بالأعوام الماضية داخل السوق المصرى، خاصة في ظل مواجهة انتشار جائحة كورونا، شارك فيه 51 مكتبة، وبحسب الاتحاد فأن أكثر من نصف العينة (32) مكتبة أكدوا أن توزيع وبيع الكتاب الورقي تأثر بنسب تتراوح بين 50- 75% من المبيعات، وأشارت بقية العينة إلى أن نسبة الانخفاض في المبيعات والتوزيع للكتب تراوح بين أقل من 10 إلى 50% لدى 18 مكتبة.

موقع وزارة الثقافة

من ضمن الخطوات التى اتخذتها وزارة الثقافة لمواجهة جائحة فيروس كورونا، والحد من انتشار الجائحة، وتشجيع المواطنين على البقاء فى المنزل، خلال فترة العزل، إطلاقها منصبة إلكترونية لتحميل إصدارات الوزارة إلكترونيا "مجانا" بصيغة ""pdf، لكن بالنظر إلى بيان وزارة الثقافة الإحصائى عن نسبة زيارات وتحميلات الكتب من على الموقع الرسمي للاطلاع والتحميل بالمجان، بلغ عدد قراء الكتب 325 ألف و756 قارئ فقط.

مبيعات الهيئات الحكومية في معارض الكتب

لا نملك عددا معلنا بعدد النسخ التى باعتها الهيئات الحكومية الناشرة مثل هيئة الكتاب وقصور الثقافة، أو حجم المبيعات والإقبال على شراء الكتب خلال عام 2020، لكن بالنظر إلى بيانات الهيئات سالفة الذكر الرسمية عن حجم المبيعات فى معارض الكتب المحلية، وفى معرضين كبيرين مثل معرض القاهرة الرسمى للكتاب ومعرض الإسكندرية، ويشهدان دائما حضورا كبيرا من الجمهور، وتكون أرقام المبيعات فيهم دليلا قويا على حال المبيعات خلال العام، نرى أن الواقع ليس مبشرا كثيرا وأن نسب القراءة فى مصر ضئيلة.

فخلال الدورة 51 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب، أنها حققت مبيعات بإجمالى 2 مليون و800 ألف جنيه، وقد وصل عدد النسخ المباعة (190231) نسخة، فيما حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة مبيعات بغلت 79083 كتابا بإجمالى 614105 جنيهات.

هذه الأرقام الماضية تبدو جيدة تماما، إلا إذ تم مقارنتها بعدد زوار المعرض هذا العام والذى بلغ عدد زائريه أكثر من 3,800 مليون زائر طيلة أيام المعرض؟

أما في معرض الإسكندرية للكتاب والذ أقامته الهيئة مطلع أكتوبر الماضى، فقد حققت هيئة الكتاب نسبة مبيعات كبيرة قاربت 20 ألف إصدار، فيما حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة مبيعات بلغت 11306 كتاب بإجمالى 99242 جنيه.

والأرقام سالفة الذكر تأتى مع الوضع فى الاعتبار، متوسط حضور الجمهور للمعرض نحو 35 ألف زائر خلال أيام، بحسب تصريحات مسئولى هيئة الكتاب الرسمية.

حال القراءات فى المكتبات المصرية العامة

بالنظر إلى حال انتشار عدد من المكتبات العامة فى مصر، والتى تقوم بخدمة استعارة الكتاب والإطلاع عليه، حاولنا رصد إحصاء عن بعض تلك المكتبات للوصول إلى نسب تبدو واقعية عن حال القراءة فى مصر، وحجم اهتمام المصريين بالكتاب والثقافة، ومن هذه المكتبات:

مكتبات مصر العامة

وفقا لبيان إحصائى صادر عن مكتبات مصر العامة بفروعها التسعة عشرة، حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، قامت مكتبات مصر خلال 2020 بإعارة 263050 ألف كتاب، فيما بلغ عدد الإطلاعات الداخلية 69327 ألف كتاب، وجاء إجمالي عدد زائرى المكتبة 1285147 ألف زائر، كذلك كشف بيان عن قيام المكتبة 1663 برنامج تدريبى، بإجمالى مشاركين 54857 ألف.

وبشكل عام جاء عدد إجمالي عدد الأنشطة بمبانى مكتبات مصر العامة 11734 ألف، بإجمالى عدد مشاركين 331293 ألف، ووصل إجمالي عدد المشتركين النشطين 15577 ألف، ووصل إجمالي.

مكتبات مصر الجديدة والمستقبل

بالنظر إلى البيان الإحصائى الخاص بحصاد مجموعة جمعية مصر الجديدة الثقافية، والمراكز التابعة لها وهى "مكتبة مصر الجديدة العامة، مكتبة المستقبل العامة بجسر السويس، متحف الطفل"، نرى أنه تم استعارة 556 كتاب فقط طوال العام فى كافة فروع المعرفة البشرية المختلفة وخاصة الإصدارات الأدبية لكبار الكتاب، فى الوقت الذى تردد فيه على تلك المراكز سالفة الذكر حوالى 30 ألف زائر للاستفادة من كافة الأنشطة الثقافية والدورات التدريبية والحفلات الفنية.

مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية، لا تفعل خدمة استعارة الكتب، ولكن المكتبة توفر خدمة الإطلاع على الكتب الموجودة فيها للزوار من الباحثين والجمهور، كذلك فأن الموقع الرسمى للمكتبة يوفر خدمة الإطلاع إلكترونيا، حيث إن المكتبة لديها أكثر من 2 مليون إصدار في كافة التخصصات، وأهم الإصدارات متاحة عبر موقعها الرسمى على الإنترنت، قد بلغ عدد الكتب نحو 200 ألف كتاب على موقع "دار" يستفيد منها الباحثون والمهتمون بالثقافة، لكن المؤسف أن الموقع لا يوضح أى إحصاء عن عدد تحميلات الكتب المتوفرة عليه.

لكننا للتقرب أكثر حول نسب القراءة حصلنا على إحصاء المكتبة حول عدد الزيارات خلال العام فى الفترة من 1 يناير 2020 إلى 28/12/2020، حيث بلغ عدد الزائرين المصريين 28074، فيما بلغ عدد الزائرين الأجانب 10107، أما الزوار العرب 690، بإجمالى عدد زائرين بلغ 38871.

بالتأكيد الأرقام سالفة الذكر لمكتبة الإسكندرية لا توضح حجم الإطلاعات، خاصة وأن عدد الزيارات تشمل المستفيدين من كافة الأنشطة والفعاليات التى تقدمها المكتبة وليس القراءة فقط.

واقع القراءة فى مصر

فى النهاية بالنظر إلى كافة الأرقام السابقة، وهى صادرة عن جهاتها المعلنة عبر بيانات أو إحصاءات حصل "اليوم السابع" على نسخ منها، نرى أن هناك تراجعا كبيرا فى حجم الإقبال على القراءة فى الوطن العربى، ولعل ذلك يتفق مع مؤشرات القراءة في العالم العربي، الصادرة عن عدد من المؤسسات المعنية مثل منظمة اليونسكو، ومنظمة الفكر العربى، والذى على رغم من كونه يرى أن هناك "إقبالاً ملحوظًا من المواطن العربي على القراءة"، حيث يضع مصر فى مقدمة الدول العربية المتقدمة فى مؤشرات القراءة مع لبنان والمغرب والإمارات والأردن، إلا أن بوجه عام فإن المعدل العربي لساعات القراءة سنويًا 35.24 ساعة سنويًا، وتأتى مصر فى المقدمة كأعلى معدل بـ63.85 ساعة، بواقع المصريون 40 دقيقة يوميا، وهى أرقام هزيلة للغاية.