لم تعد الزراعة فى وقتنا الحالى مقتصرة على الأدوات الزراعية القديمة كما كان من قبل، فقد أصبحت الزراعة الذكية والدقيقة تغزو العالم حاليا، وذلك بسبب التقدم العلمى وتطور مصادر الطاقة الجديدة، حيث يرى البعض أن استخدام تكنولوجيا الزراعة لم يسهم فقط بالتأثير بشكل ايجابى على المجال الزراعى بل ان له دور فى المضى قدما بعجلة التنمية الحضرية وتطور الثورة الصناعية، اذ أدت إمكانية الحصول على ناتج جيد من المحاصيل بأيدى عاملة قليلة إلى توفير هذه الأيدى وتوجيهها إلى قطاعات أخرى كالصناعة.
وكشف الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، على هامش جولته بمحافظة الدقهلية اليوم عن تجربة بحثية تجريها الوزارة قائلا "خلال 6 شهور يستطيع الفلاح رى أرضه وهو فى منزله بالموبايل"، وهو ما أثار دهشة البعض متسائلين عن كيفية تطبيق تلك التجربة على أرض الواقع؟
وأوضح عبد العاطي فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع " أن الوزارة تبذل مجهودات حثيثة فى مجال دمج وتأصيل التكنولوجيا الحديثة ضمن منظومة العمل في أجهزة و قطاعات الوزارة المختلفة بهدف ضمان سرعة جمع المعلومات والبيانات بأعلى دقة وأقصى سرعة وتوفيرها لمتخذ القرار بهدف الحفاظ علي الموارد المائية و ترشيد استخدامها وضمان الاستغلال الأمثل للموارد المائية.
وأضاف عبد العاطي أنه يتم تنفيذ منظومة للمراقبة، وأعمال تطوير البرمجيات بواسطة مهندسي الادارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات بوزارة الموارد المائية والري لما لها من خبرات في مجال نُظم الرصد والمراقبة والاتصالات وفى ظل امتلاك الوزارة للبنية التحتية لمنظومات المراقبة من أجهزة ومعدات وشبكات اتصالات ومراكز مراقبة، هذا بالإضافة للكوادر البشرية المدربة على أعمال إنشاء وتشغيل وصيانة مثل تلك الأنظمة.
وأوضحت الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والرى أنه لتطبيق ذلك فى أرض مزارع لابد أن يكون هذا المزارع مؤمنا بفكرة التطوير، ولديه ري حديث لأنه سيكون من السهل تطبيق التحكم في تشغيل معدات الري من المنزل عن طريق الموبايل، وبالفعل فإن هذا الأمر مطبق فى بعض الآبار الجوفية بالوادى الجديد.
وأوضحت إيمان سيد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الوزارة تنفذ تجربة حاليا من خلال المركز القومى لبحوث المياه وقطاع الرصد والاتصالات وذلك في محطة الزنكلون البحثية بالشرقية، بوضع مجسات لقياس نسبة الرطوبة في التربة لمعرفة مدى احتياج النبات للري من عدمه ومتابعة هذه الإشارات عن طريق القمر الصناعى حيث يتم إرسال رسالة على الموبيل لإبلاغ الفلاح بإمكانية الرى أو الانتظار على حسب النسبة الموجودة داخل الأرض.
وقالت: ما زالنا نتحدث عن تجربة بحثية ستخرج جميع التفاصيل الخاصة بها بعد 6 أشهر، مشيرة إلى أنه في حالة تعميمها تحتاج وضع المجسات في أرض المزارع وتوصيلها بشريحة موبايل لإرسال البيانات المزارع لمعرفة احتياج الأرض للمياه.
وكشفت أنه تم تنفيذ منظومة رصد وتحكم للآبار السطحية والعميقة لمراقبة تشغيل الآبار أوتوماتيكيًا عن بُعد ومتابعتها من غرفة تشغيل مركزية وذلك لمراقبة السحب الآمن من الآبار وحساب معدلات الإستهلاك لكل بئر على حده وتجنب السحب الجائر المخالف للمعدلات المطلوبة، وهذا ما تم تطبيقه في عدد من الآبار الجوفية بمحافظة الوادى الجديد.
يشار إلى أنه تم انشاء نظام انذار مبكر للمناطق الحرجة مثل مواقع محطات مياه الشرب بحيث توفر البيانات قبل حدوث المشكلة بوقت كاف حيث يقوم الجهاز بإرسال رسالة تحذيريه أوتوماتيكية لاتخاذ الاجراءات والتدابير المناسبة للتعامل مع المشكلة، ويتم بين الحين والاخر استخدام النماذج الرياضية لأعمال معايرة من لأجهزة الرصد حديثة لقياس معدلات الأمطار بالمحافظات المعنية، للتأكد من مدي دقتها لقياس البيانات المعنية بحقيقة الأمطار التي تسقط علي انحاء الجمهورية، ومعدلات سقوطها، وذلك بهدف مقارنتها بنتائج النماذج الرياضية الموجودة وتحديثها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة