هل كانت 2020 الأسوأ على الإطلاق؟.. تقرير لـbbc يجيب: الطاعون والجدرى يتفوقان على كورونا بالوفيات.. تفجير مرفأ بيروت لم يكن الأكثر تدميرا.. وفقدان الوظائف خلال فترة الكساد العظيم أكبر من خسائر العام الجارى

السبت، 26 ديسمبر 2020 12:00 م
هل كانت 2020 الأسوأ على الإطلاق؟.. تقرير لـbbc يجيب: الطاعون والجدرى يتفوقان على كورونا بالوفيات.. تفجير مرفأ بيروت لم يكن الأكثر تدميرا.. وفقدان الوظائف خلال فترة الكساد العظيم أكبر من خسائر العام الجارى فيروس كورونا
كتبت مريم بدر الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لا شك فيه أن سنة 2020 كانت صعبة على الجميع بمختلف دول العالم، حيث كانت سنة بالكوارث والكآبة ، بحيث بدأ البعض في وصف هذه السنة التي شهدت انتشار وباء كبير مثل فيروس كورونا الذى حصد حياة أكثر من مليون شخص بالعالم حتى الأن، بأنها "أسوأ سنة على الإطلاق". ولكن نظرة سريعة إلى التاريخ تبين لنا أن العالم مر بسنوات أسوأ بكثير، ولذا ربما علينا أن نكون شاكرين لما نحن فيه، ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقرير للرد علي السؤال المحير هل كانت سنة 2020 الأسوء علي الإطلاق بالنسبة للعالم.

كورونا
كورونا

 

وأصيب بمرض كوفيد-19، أكثر من 77 مليون شخص، وفتك المرض بأكثر من 1,6 مليون حول العالم حسب الأرقام التي أعدتها جامعة جونز هوبكينز، ولكنه لم يكن أسوأ ما شهده العالم من أوبئة، بل كانت هناك عبر التاريخ أوبئة أخطر وأشد فتكا، حيث تفوق الطاعون الأسود و الجدرى عليه.

انتشار وباء الجديري
انتشار وباء الجديري

 

فـ"الموت الأسود" - الطاعون - الذي كان أخطر وأسوأ التفشيات العديدة لمرض الطاعون الدمّلي - تسبب في موت 25 مليون إنسان في أوروبا ونحو 200 مليونا حول العالم بعد أن بدأ بالانتشار في سنة 1346، ونقلت الرحلات "الاستكشافية" الإسبانية والبرتغالية مرض الجدري إلى القارتين الأمريكيتين اعتبارا من سنة 1520، مما تسبب في هلاك 60 إلى 90 في المئة من سكان القارتين الأصليين.

انتشار وباء الطاعون
انتشار وباء الطاعون

 

وانتشر مرض الإنفلونزا الإسبانية إلى كل أرجاء العالم في 1918 عقب عودة الجنود المشاركين في الحرب العالمية الأولى إلى بلدانهم، وتسبب في موت 50 مليون من البشر تقريبا. ويعادل هذا الرقم 3 إلى 5 في المئة من سكان الكرة الأرضية آنذاك، وتسبب مرض نقص المناعة المكتسب/الآيدز في موت أكثر من 32 مليون إنسان، منذ بدء انتشاره في ثمانينيات القرن الماضي، تسبب

و بالنسبة للوضع الإقتصادي، فكان الوضع بالعالم سئ للغاية، وأثر سلبا على مصادر أرزاق الناس في كافة أرجاء العالم، ولكن مستويات البطالة التي تسبب بها الوباء لم تصل إلى تلك المستويات التي شهدها العالم خلال فترة الكساد العظيم بين سنتي 1929 و1933

فترة الكساد العظيم
فترة الكساد العظيم

 

وكانت سنة 1933 سنة سيئة بشكل استثنائي. ففي ألمانيا، التي فقد ثلث سكانها وظائفهم وقتها، ساهمت الظروف الاقتصادية البائسة في وصول هتلر إلى الحكم.

هتلر
هتلر

 

ومما لا شك فيه أن الكثيرين حول العالم اضطروا في هذه السنة إلى قضاء معظم أوقاتهم في دورهم، وحرموا من رؤية أحبائهم وأصدقائهم، ولكن في سنة 536، لم يتمكن معظم سكان العالم حتى من رؤية السماء، فقد غطى ضباب غريب الشكل أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا، وأدى إلى غرق هذه المناطق في ظلام دامس ليلا ونهارا استمر لأكثر من 18 شهرا، حسب المؤرخ والآثاري في جامعة هارفارد مايكل مكورميك، وحسب اعتقاده، فإن تلك الفترة كانت "واحدة من أسوأ الفترات إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق" التي عاشها البشر في مناطق شاسعة.

ويعتبر الكثير أن حادث مرفأ بيروت الذي أودى الانفجار بحياة 190 شخصا تقريبا، علاوة على إصابة أكثر من 6 آلاف آخرين بجروح، هو الأسوا منذ عقود، ولكن يكشف التاريخ وجود الأسوء والأكثر تدميرا، وفي شهر ديسمبر من عام 1984، قتل الآلاف في مدينة بوبال الهندية نتيجة تسرب من مصنع للمواد الكيمياوية وذلك في واحدة من أخطر الكوارث الصناعية في التاريخ المعاصر

 

مرفا بيروت
مرفا بيروت

 

فيما تقول الحكومة الهندية إن نحو 3500 إنسان قضوا في غضون بضعة أيام، بينما مات أكثر من 15 ألفا منذ ذلك الحين نتيجة إصابتهم بأمراض رئوية قاتلة، واستمرت تأثيرات الغمام المميت الذي غلّف مدينة بوبال لعدة عقود، وما زال كثيرون من سكان المدينة يعيشون مع نتائجه إلى يومنا هذا.

 

سحابة الموت في بوبال الهندية
سحابة الموت في بوبال الهندية

 

وحادث آخر كان من أكثر النقاط السوداء فى العام، وهو حرائق الغابات فى أستراليا، حيث نفق أو هرب 3 مليارات حيوان تقريبا نتيجة الحرائق، علاوة على تسببها في مقتل 33 شخصا على الأقل، في دمار واسع النطاق للحيوانات التي تتميز بها هذه القارة. فقد نفقت أعداد كبيرة من الثدييات والسحالي والطيور والضفادع في الحرائق أو بسبب ضياع بيئتها الطبيعية.

 

حرائق غابات استراليا
حرائق غابات استراليا

 

ولكن، وفي شهر سبتمبر 1923، تسببت هزات أرضية في اندلاع العديد من الحرائق واسعة النطاق أدت إلى مقتل أكثر من 140 ألف إنسان في اليابان (إنسان وليس دببة كوالا).

لذلك وبكثير من الأوجه، تعد سنة 2020 سنة عسيرة جدا، ولكن يجب التركيز على عدد من  الإيجابيات، فقد كانت سنة 2020 السنة التي شهدت أيضا، حيث كشف تقرير للأمم المتحدة أن التمثيل النسوي في البرلمانات العالمية ارتفع إلى أكثر من الضعف في 2020، إذ بلغ 25 في المئة من كل المقاعد البرلمانية.

كما كانت هي السنة التي دخلت فيها كامالا هاريس التاريخ بوصفها أول امرأة، بل أول امرأة سمراء، وأول امرأة من أصول هندية، وأول ابنة لمهاجرين، تنتخب نائبة للرئيس الأمريكي.

 

 

وفي هذه السنة، شارك الناس حول العالم في مظاهرات حاشدة عبروا فيها عن سخطهم على التمييز العرقي، مما أوقد الأمل في التغيير في المستقبل، ومن الأمور التي لا يختلف عليها اثنان، أن البشر يغسلون أيديهم أكثر بكثير من ذي قبل.

كما جلبت سنة 2020 بشائر طيبة للبيئة، إذ تعهدت العديد من الشركات بخفض الانبعاثات الكربونية. وفي حقيقة الأمر، فإن الوعود والتعهدات التي تقدمت بها الحكومات المحلية والشركات تضاعفت في 2020، حسب ما تقول الأمم المتحدة. ومن الشركات التي تعهدت بذلك شركات فيسبوك وفورد ومرسيدس بنز.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة