سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 ديسمبر 1978.. «هيكل» يحاور «الخمينى» بمنفاه فى فرنسا ويتوسط لدى الجزائر لاستقباله.. والرئيس السادات يغضب

الإثنين، 21 ديسمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 ديسمبر 1978.. «هيكل» يحاور «الخمينى» بمنفاه فى فرنسا ويتوسط لدى الجزائر لاستقباله.. والرئيس السادات يغضب هيكل والخمينى
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طار الزعيم الروحى الإيرانى «آية الله الخمينى» إلى منفاه فى فرنسا يوم 6 أكتوبر 1978، وتوجه مباشرة إلى بيت صغير بضاحية «نوفل لوشاتو» غرب باريس، ومنه قاد ثورته ضد حكم شاه إيران محمد رضا بهلوى، حتى عودته النهائية إلى طهران فى فبراير 1979، وفى هذا المكان التقى بالكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل يوم 21 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1978، وفقا لهيكل فى كتابه «مدافع آية الله، قصة إيران والثورة».
 
وكان «هيكل» وقتئذ صحفيا حرا بعد أن أقاله الرئيس السادات من رئاسة تحرير «الأهرام» فى فبراير 1974، وكان ممنوعا من الصحافة المصرية، وكان ينشر فى جريدة «الوطن» الكويتية وجرائد عربية أخرى، وفيها نشر هذا اللقاء مع «الخمينى».
 
ويكشف هيكل فى كتابه «مدافع آية الله» عن معلومة مهمة وغير شائعة حول علاقته بمجريات الأحداث فى إيران وقتئذ.. يقول نصا: «لم تمنح السلطات الفرنسية الخمينى سوى تصريح إقامة لمدة ستة شهور، وعندما كنت فى باريس فى ديسمبر ناقش بعض معاونيه، مشكلة المكان الذى ينبغى أن يتوجه إليه حينما تنقضى فترة الستة شهور، فاتصلت بصديق لى فى الجزائر لكى يطلب من مجلس قيادة الثورة منح حق اللجوء السياسى لآية الله، ولا شك أن ذلك كان سيتم لو أن مجريات الأحداث جعلته لازما»، والمعروف أن «الخمينى» عاد إلى إيران قبل انتهاء الستة شهور.
 
ويصف هيكل الأجواء التى أتم فيها اللقاء، قائلا، إن الفيلا التى كان يقيم فيها «الخمينى» يوجد خارجها مكانا لوقوف السيارات، أقيم فيه سرادقان، واحد لعقد المجلس اليومى للمريدين، حيث كان يخطب فيهم بعد صلاة العشاء، والثانى يقدم فيه الطعام للمحيطين به.. ويضيف: «وجدت بعد يوم وصولى إلى هناك أناسا جاءوا من مختلف بلاد العالم، طلبة من السوربون، من «هارفارد» و«بيل» و«بركلى» وجامعات أمريكية أخرى، وآخرون كثيرون من عائلات شهيرة فى المجتمع الإيرانى».
 
وقابل هيكل على الباب «آية الله حسين منتظرى»، أهم رجل دين بعد الخمينى.. يتذكر: «أخذنى لأقابل الخمينى، وسألنى الخمينى بعد أن تحدثنا بعض الوقت، عما إذا كنت أود أن أصلى العشاء، وعندما عبرت عن رغبتى فى ذلك أخبر حفيده حسين أن يصحبنى إلى السرادق، وبعد الصلاة بدأ فى مخاطبة مؤيديه.. فى البداية قام حسين بالترجمة إلى العربية من أجلى، لكن بعض الجالسين بالقرب منا رجونا التزام الهدوء، ففضلت أن أراقب أثر كلماته على سامعيه أكثر من التعرف على معانيها على وجه الدقة، وكان المشهد غريبا للغاية، فها هو ذا الإمام بلحيته الطويلة الرمادية وعمامته الشيعية السوداء الموحية بالحزن، وكأنه شخص بعث لتوه من القرن السابع، ومع هذا كان كل هؤلاء الناس ممثلو النخبة الفكرية والاجتماعية فى إيران ينصتون إليه فى صمت مطلق، مستغرقين فى اهتمام شديد لكل كلمة تتفوه بها شفاه». 
 
ويؤكد هيكل: «أعترف أن ما رأيته استهوانى وقتها، شعرت أننى أمام تجربة فريدة فى التاريخ الحديث».. ويكشف أنه بعد عودته إلى القاهرة، وجد الرئيس السادات غاضبا عندما عرف بهذه المقابلة، حسبما يذكر لعادل حمودة فى كتابه «هيكل، الحرب والحب»، مضيفا: «سأل واحدًا من معارفنا المشتركين «المهندس سيد مرعى» عن الصفة التى قابلت بها خمينى، وكان رده أنى قابلته بصفتى الصحفية، فعلق: هل نسى أننى أحلته على التقاعد؟.. يذكر: «حين بلغتنى الملاحظة رجوت صاحبنا المشترك أن ينقل للرئيس، أنه ربما أحالنى إلى التقاعد من منصب، ولكنه لم يحلنى إلى التقاعد من مهنة، ونقل إلىّ أنه لم يقتنع».
 
وكان الشاه فى أسوان بعد مغادرته طهران هربا من الثورة، وكان السؤال الذى يشغل باله مع السادات هو: هل يعود خمينى إلى طهران؟..وما هى نواياه؟.. هل يمكن معرفة هذه النوايا عن طريق هيكل الذى كان آخر من قابله؟.. قال السادات للشاه: إنه وضع تقليدى يحتم على كل مصرى يقابل شخصًا له أهمية فى الخارج أن يكتب تقريرًا عما جرى بينهما فور عودته إلى القاهرة.
 
ويكشف هيكل، أنه فوجئ بالدكتور مصطفى خليل «رئيس الوزراء» يتصل به من أسوان ليقول له: إن كل مصادر الأخبار هناك فى المدينة الجنوبية السمراء، وأن مقعدين حجزا له ولزوجته على طائرة الرئاسة التى تسافر كل يوم من القاهرة إلى أسوان وتعود مساء، ولعلها فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها بينه وبين السادات.
 
ويؤكد هيكل، أن المطلوب منه كان أن يكتب ورقة أو ورقتين عن نوايا خمينى، لكنه رد: «لم أتعود كتابة ورقة لأحد».. واعتذر عن السفر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة