أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كورونا الرعب يتم سنة.. متواليات الفيروس والحل الممكن حتى الآن

الأحد، 20 ديسمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 17 نوفمبر الماضى كان قد مر عام كامل على إعلان أول حالة كورونا فى ووهان بالصين، وحتى ديسمبر ظلت التصورات أنه فيروس مثل سارس أو «كورونا الشرق الأوسط» أو حتى مثل فيروس أنفلونزا الطيور والخنازير، ولم يتصور كثيرون أن يكون بهذه القوة والتوحش، واليوم وبعد عام كامل، تؤكد كل المؤشرات، وبمجرد النظر، أن الموجة الثانية من فيروس كورونا أشد من الموجة  الأولى، الإصابات فيها تجرى بمتوالية هندسية، تتضاعف «1،4،16،64.. هلمجرا»، وتتضاعف الحالات فى العالم بشكل مجنون.
 
وحتى يمكن الاطلاع على سياق تحرك الإصابات، يكفى أن نعرف أنه فى آخر مايو الماضى، كان عدد الإصابات فى العالم 5.7 مليون إصابة، وصلت فى نهاية يونيو إلى 9.5 مليون، وفى سبتمبر وصلت 30 مليونا، والآن كسرت حاجز الـ75 مليونا، وخلال أيام سوف تكسر 100 مليون ثم 200 مليون.
 وهكذا يبدو أن العالم يفقد السيطرة على انتشار الوباء، بالرغم من بعض التفاؤل الذى صنعته أخبار التوصل إلى لقاحات وتجريبها، والإعلان عن خمسة أنواع من اللقاح حتى الآن متوقع أن تكون جاهزة، ولكن حديث اللقاحات نفسه يأتى فى وقت تتزايد فيه هجمات الفيروس، وتعلن دول أوروبية عجزها عن المواجهة، وتعترف السويد مثلا أنها فشلت فى المواجهة، وكانت إحدى الدول التى تنتهج سياسة أقل قيودا وأكثر انفتاحا. 
 
أوروبا تتجه إلى إغلاق شبه تام للسيطرة على الفيروس، مع صعوبة تكرار الإغلاق السابق، الذى أدى لنتائج، لكنه لم يمنع من انتشار الفيروس بشكل واسع، وانتقاله إلى مناطق مختلفة، فيروس كوفيد- 19 ضرب الأنظمة الطبية، وجعل من الصعب تقديم باقى الخدمات الصحية للمواطنين فى الدول المتقدمة، خاصة أن المستشفيات عموما أصبحت أماكن لتمركز انتقال الفيروس، وهو ما يضاعف من أضرار المرض بشكل مباشر وغير مباشر على أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، ممن يتلقون علاجا دوريا، يحرمهم الفيروس منه ويضاعف من آلامهم واحتمالات فقدان صحتهم وحياتهم.
 
هذه هى الصورة فى العالم، التى تتجه إلى الأسوأ، وهو نفس السياق فى الدول العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، ومصر تشهد ارتفاعات فى نسب الإصابة، وعادت من جديد دوائر الإصابات لتضيق أكثر، وتحاصر الناس وتتنقل بين القاهرة والأقاليم، وسط إجراءات احترازية هناك من يلتزم بها، وهناك أيضا من يتجاهلها، بالرغم من أن الإصابات ظاهرة، والوفيات أيضا فى كل مكان، وبعد أن بقيت الإصابات فى الموجة الأولى ضمن الأقل، وهناك أقاليم ومحافظات ومدن وقرى لم تظهر فيها حالات تقريبا خلال الموجة الأولى، أو ظهرت إصابات محصورة. 
 
وخلال الموجة الأولى، كان التزام الأغلبية بالتباعد والكمامات أكبر مما هو جار الآن، هناك تهاون وتجاهل من بعض المواطنين بشكل يضاعف من الخطر، ويهدد الملتزمين بالإجراءات. فى المواصلات العامة فرضت الحكومة غرامات، ومع هذا فإن البعض يلتزم أثناء الدخول أو الركوب ثم يتجاهل الأمر بعد ذلك. 
وحتى يظهر اللقاح، لا توجد طريقة للوقاية أفضل من التباعد والاحتراز والكمامات، وحتى لو أصيب من يلتزم، فإن نسبة الإصابات تكون أقل خطرا، وهناك بالفعل علاج مع العزل المنزلى فى حالة البدء مبكرا، والتشخيص يتم بالأشعة والتحليل، وكل هذا يجعل هناك إمكانية للنجاة، بالنسبة لمن يسارع بالعلاج والعزل، حتى لا يتحول إلى بؤرة تنقل العدوى. 
 
بالطبع، فإن الفيروس خطير وليس له قواعد ثابتة، لكن الأطباء كونوا خبرة من الممارسة، وإن كانت بروتوكولات العلاج تخفف من الأعراض، فهى أيضا تساهم فى نجاة أعداد متزايدة، ومع الوقت قد تتوقف الإصابات بهذا الشكل مع تقليل التجمعات، وحتى يمكن الوصول إلى نقطة ينكسر فيها الفيروس، مثلما حدث فى الموجة الأولى، لا بد  من كسر المتواليات، فتقليل الخسائر هو الطريق الوحيد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة