هل طلب جبير بن مطعم من "وحشى" قتل سيدنا حمزة؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 19 ديسمبر 2020 05:00 م
هل طلب جبير بن مطعم من "وحشى" قتل سيدنا حمزة؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب ــ أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان حمزة بن عبد المطلب، عم النبى محمد عليه الصلاة والسلام، شجاعا يحسب له الأعداء حسابا كبيرا، وهو ما ظهر فى معركة أحد، وقد انتشر أن هند بنت عتبة هى من طلبت من "وحشى" أن يقتل سيدنا حمزة، لكن كتب التراث تشير أيضا إلى "جبير ابن مطعم" فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟.

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "مقتل حمزة رضى الله عنه"

قال ابن إسحاق: وقاتل حمزة بن عبد المطلب حتى قتل أرطأة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء، وكذلك قتل عثمان بن أبى طلحة وهو حامل اللواء، وهو يقول:

إن على أهل اللواء حقا * أن يخضبوا الصعدة أو تندقا
فحمل عليه حمزة فقتله، ثم مر به سباع بن عبد العزى الغبشانى، وكان يكنى بأبى نيار، فقال حمزة: هلم إلى يا ابن مقطعة البظور، وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمرو بن وهب الثقفى، وكانت ختَّانة بمكة، فلما التقيا ضربه حمزة فقتله فقال وحش، غلام جبير بن مطعم:
والله إنى لأنظر لحمزة يهد الناس بسيفه، ما يليق شيئا يمر به مثل الجمل الأورق، إذ قد تقدمنى إليه سباع فقال حمزة: هلم يا ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فكأنما أخطأ رأسه، وهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت فى ثنته حتى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوي، فغلب فوقع وأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم يكن لى بشيء حاجة غيره.
 
قال ابن إسحاق: وحدثنى عبد الله بن الفضل بن عياش بن ربيعة بن الحارث، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدى بن الخيار أحد بنى نوفل بن عبد مناف، فى زمان معاوية، فأدربنا مع الناس، فلما مررنا بحمص، وكان وحشى مولى جبير قد سكنها، وأقام بها، فلما قدمناها قال عبيد الله بن عدي: هل لك فى أن نأتى وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟
قال: قلت له: إن شئت، فخرجنا نسأل عنه بحمص، فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه إنكما ستجدانه بفناء داره، وهو رجل قد غلبت عليه الخمر، فإن تجداه صاحيا تجدان رجلا عربيا، وتجدان عنده بعض ما تريدان، وتصيبان عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه، وإن تجداه وبه بعض ما به فانصرفا عنه ودعاه.
 
قال: فخرجنا نمشى حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة له، وإذا شيخ كبير مثل البغاث، وإذا هو صاح لا بأس به، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه، فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدى فقال: ابن لعدى بن الخيار أنت؟
قال: نعم.
قال: أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التى أرضعتك بذى طوى، فإنى ناولتكها وهى على بعيرها فأخذتك بعرضيك، فلمعت لى قدماك حتى رفعتك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على فعرفتهما.
قال: فجلسنا إليه، فقلنا: جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته؟
فقال: أما إنى سأحدثكما كما حدثت رسول الله ﷺ حين سألنى عن ذلك: كنت غلاما لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدى قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد، قال لى جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمى فأنت عتيق.
قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلَّ ما أخطئ بها شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة، وأتبصره حتى رأيته فى عرض الناس كأنه الجمل الأورق، يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء، فوالله إنى لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة، أو بحجر ليدنو مني، إذ تقدمنى إليه سباع بن عبد العزى.
 
فلما رآه حمزة قال: هلم إلى يا ابن مقطعة البظور، قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه، قال: وهززت حربتى حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه فوقعت فى ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوى فغلب وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر وقعدت فيه، ولم يكن لى بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق.
 
فلما قدمت مكة عتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله ﷺ مكة، هربت إلى الطائف فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله ﷺ ليسلموا تعَّيت على المذاهب فقلت: ألحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد، فوالله إنى لفى ذلك من همى إذ قال لى رجل: ويحك إنه والله لا يقتل أحدا من الناس دخل فى دينه وشهد شهادة الحق.
 
قال: فلما قال لى ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله ﷺ المدينة، فلم يرعه إلا بى قائما على رأسه أشهد شهادة الحق، فلما رآنى قال لي: «أوحشى أنت؟» قلت: نعم يا رسول الله، قال: «اقعد فحدثنى كيف قتلت حمزة» قال فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثى قال: «ويحك غيب عنى وجهك فلا أرينك".
قال: فكنت أتنكب برسول الله ﷺ حيث كان لئلا يرانى حتى قبضه الله عز وجل.
فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم وأخذت حربتى التى قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس ورأيت مسيلمة قائما وبيده السيف وما أعرفه، فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فيه.
وشد عليه الأنصارى بالسيف، فربك أعلم أينا قتله فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله ﷺ، وقتلت شر الناس.
قلت: الأنصارى هو أبو دجانة سماك بن حرشة، كما سيأتى فى مقتل أهل اليمامة.
وقال الواقدى فى الردة: هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى.
وقال سيف بن عمرو.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة