جريمة عابرة للقارات.. فتاة تكتشف اختطافها فور الولادة من مستشفى رومانية وبيعها لعائلة أمريكية..أطباء خدعوا والديها بوفاتها المزيفة.. وبيل باربو تلتقى أسرتها الحقيقية بعد 26 عاما عن طريق مؤسسة خيرية على الإنترنت

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 06:00 م
جريمة عابرة للقارات.. فتاة تكتشف اختطافها فور الولادة من مستشفى رومانية وبيعها لعائلة أمريكية..أطباء خدعوا والديها بوفاتها المزيفة.. وبيل باربو تلتقى أسرتها الحقيقية بعد 26 عاما عن طريق مؤسسة خيرية على الإنترنت بيل باربو
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتداول قصص خطف الأطفال وبيعهم عبر منافذ الإعلام المختلفة وكذا وسائل التواصل الاجتماعى، وهى عمليات تجرى فى إطار تجارة غير مشروعة تخالف القوانين والأخلاقيات بشكل عام، ورغم أن أغلب تلك الجرائم للاتجار بالبشر تتم ببيع الأطفال لعائلات فى ذات البلد، لكن من بين القصص المؤثرة ضمن حالات اختطاف وبيع الأطفال لعائلات أخرى، اكتشفت بيل باربو، البالغة من العمر 26 عامًا، من ولاية يوتا الأمريكية، أنها اختطفت من رومانيا عندما كانت طفلة صغيرة وتم بيعها لعائلة أمريكية.

 

وحرصت الفتاة الأمريكية - إيطالية الأصل - على مشاركة قصتها المفجعة التى اكتشفت تفاصيلها من أكثر من عام، بهدف زيادة الوعى حول الاتجار بمساعدة منظمة Underground Railroad الخيرية، وقالت "عندما دخلت فناء الفندق فى روما، على بعد 5000 ميل من المنزل فى الولايات المتحدة، شعرت بالرعب.. ماذا لو كان كل هذا خطأ؟.. ثم، إن هناك عائلتى الحقيقية التى تم اختطافها منذ ولادتى".

1

 

وأضافت "نشأت فى أمريكا، لم أبدو مثل والدى الأشقر.. لكن عندما كنت فى الثامنة من عمرى وأوضحوا أنهم تبنونى وأنا طفلة صغير، كان الأمر بمثابة صدمة كبيرة"، وقالوا إن (لقبى كان باربو، وأننى ولدت فى رومانيا لأبوين لا يريداننى).. وحينها أصبحت مرتبكة وخجولة، وأبقيت الأمر سرًا عن الجميع، لكن الأذى لم يختف أبدًا"، وتابعت "انهارت علاقتى بوالدى بالتبنى عندما التحقت بجامعة بريجهام يونج، فى أيداهو، لدراسة الصحة العامة فى عام 2013، وأصبحنا منفصلين تمامًا منذ ذلك الحين.. لكننى لم أتوقف أبدًا عن التساؤل من أين أتيت؟".

 

وتابعت بيل باربو "بعد ذلك، فى يوليو 2019، صادفت مجموعة على "فيس بوك" تساعد الرومانيين المتبنين فى العثور على عائلاتهم.. ونشرت عمرى، ولقبى، وذهلت عندما تلقيت بعض الردود على الفور تقريبًا"، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "The sun" البريطانية.

2

 

وأوضحت الفتاة المختطفة منذ صغرها، "تعرفت سارة - المرأة التى تدير المجموعة - على اسم عائلتى النادر، وبعد 48 ساعة فقط، وصلت إلى أخى مويس، البالغ من العمر 20 عامًا، على وسائل التواصل الاجتماعى.. وترجمت سارة الرسائل بيننا وسرعان ما علمت أن لدى شقيقين آخرين، هما سيمونا، البالغة من العمر 33 عامًا، وفلوريان، البالغ من العمر 29 عامًا".

 

وقالت "ثم علمت أن والدتى البيولوجية مارجارى، وأبى زامبيلا، يعيشان الآن بالقرب من روما.. وكانت هذه معلومات كثيرة التى توصلت لها بسرعة كبيرة، لذا جعلت رأسى يدور.. وبعد ثلاثة أسابيع من التحدث مع العائلة عبر سارة، تلقيت أخيرًا مكالمة هاتفية مع عائلتى.. وعندما تحدث لأمى على الخط، عبر مترجم، بدأت فى البكاء، وسرعان ما أصبح الجميع يبكى".

EpMEO7xXMAANimJ

 

واستطردت "ظلت أمى تقول إنها آسفة، وأنهم حاولوا العثور علىّ، وأنها كانت تُصلى كل يوم"، وأضافت بيل باربو "كانت عائلتى فقيرة للغاية عندما كانت أمى حاملاً بى.. وكانوا يعيشون فى الخيام، أما عملهم فكان صناعة الطوب مقابل المال، وهو عمل شاق للغاية".

 

وعن كيفية اختطافها، قالت: "عندما ولدت فى أكتوبر 1994، أخبرهم الأطباء أننى مريضة، على الرغم من عدم تحديد ما هو المرض، وبقيت فى المستشفى وعادوا هم إلى المنزل.. وبعد أيام قليلة عندما عادوا للمستشفى، قيل لهم إننى مت.. وحينها انهار والداى".

EpMEPvQXUAAvjxm

 

وأشارت بيل باربو، إلى أنه أثناء مغادرة أسرتها للمستشفى، ركضت ممرضة وراءهم لإخبارهم بالحقيقة - بأننى قد أُخذت وبعت - وأضافت "حينها استخدم والداى آخر مبلغ من المال كان بحوزتهم لتأجير سيارة وتوجهوا إلى كل دار للأيتام فى محاولة للعثور عليّ.. لكن الأموال نفدت، وبعد عام لم يعد لديهم مكان يلجأون إليه"، ولفتت "أثناء معالجة الأثار النفسية لما حدث، كنت بالكاد أستطيع التنفس، وكان ألم والدى لا يمكن تصوره.. وعندما أخبرت أصدقائى، صُدموا تمامًا، لأننى كنت دائمًا هادئة جدًا بشأن حياتى الخاصة".

 

وفيما يتعلق بتتبعها لخطى هذه التجارة المحرمة، قالت "ذهبت لمعرفة المزيد عن الاتجار من مؤسسة خيرية والذين أخبرونى أن الأطفال حديثى الولادة يساوون عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية لعصابات الاتجار بالبشر، الذين يزورون شهادات الميلاد ويبيعون الأطفال لوكالات التبنى ليأخذهم الآباء بالتبنى"، وأضافت "قامت المؤسسة الخيرية بترتيب اختبارات الحمض النووى لنا، والتى أثبتت أننا عائلة واحدة، وفى نوفمبر من العام الماضى سافرت إلى روما، حيث كان والداى يعيشان منذ 19 عامًا، ويعملان كعمال".

5

ووصفت بيل باربو، اللحظة المؤثرة عندما دخلت إلى الفناء ووقعت بين ذراعى والدتها، حيث قالت: "كان أكثر شعور بالبهجة.. كنت أعلم أننى فى المنزل.. وأخبرتنى أمى أنها لم تفقد أبدًا أملها فى رؤيتى مرة أخرى.. وفى ذلك المساء، بكيت لساعات، وقضيت أربعة أيام أعانق والدى وأمسك بيد أمى.. وكان حبهم لى قوياً للغاية، وشعرت برابطة معهم، كما كان الوداع صعبًا"، وأشارت إلى أنها بسبب فيروس كورونا، والأموال المحدودة، لم تتمكن من القيام برحلة أخرى إلى إيطاليا حتى الآن، مضيفة "لكننى أريد فعل ذلك فى أقرب وقت ممكن".

 

واختتمت حديثها، "قد لا أعرف بالضبط ما حدث لى كطفلة رضيعة، لكنى أركز على الأشياء التى يمكننى القيام بها.. وأنا الآن أعمل مع منظمات بما فى ذلك منظمة Underground Railroad، وأتحدث عن تجربتى.. وأقول لكل من يسمع قصتى أنه يمكنك مساعدة الناجين من الاتجار بالبشر من خلال التبرع للجمعيات الخيرية ومن خلال تصديق قصصهم".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة