عادل السنهورى

نجيب محفوظ.. الزملكاوى

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 10:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لا يريد البعض أن يصدق هذه المعلومة ولكنها حقيقة دامغة لا جدال فيها ولا يمكن انكارها.. نعم لقد كان الأديب العالمي صاحب نوبل في الأدب نجيب محفوظ والى نحتفل بمرور 108 عام ميلاده.. كان زملكاويا.
وكما قال للناقد الأدبى الكبير الراحل رجاء النقاش في كتاب " صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" واحد من أهم الكتب التي رصدت حياة الأديب العالمي، وان لم يكن أهمها على الاطلاق،" انتمائي إلى الزمالك انتماء تاريخي، بدأت علاقتي به حين كان اسمه «المختلط» ومع انتقال حسين حجازي إليه، وأذكر أنني تمنيت فعلاً أن أكون ابن حسين حجازي أسطورة الكرة المصرية، وعندما كنت أتدرب على الكتابة، كانت شخصيات أول رواياتي التي لم تنشر كلها عن لاعبي كرة القدم».
 
يقول أديب نوبل: "قد لا يصدق أحد أنني كنت في يوم من الأيام كابتن في كرة القدم. واستمر عشقي لها حوالي 10 سنوات متصلة، في أثناء دراستي بالمرحلتين الابتدائية والثانوية. ولم يأخذني منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها لربما أصبحت نجما من نجومها البارزين".
 
حديث نجيب محفوظ الممتع والشيق عن كرة القدم وهو أبو الأدباء يؤكد أن هذه اللعبة أو الساحرة المستديرة استهوت الكثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين في مصر والعالم ولم تكن في يوم من الأيام أداة لتغييب وعى الشعوب وابعادها عن الاهتمام بأمور حياتها ومشاكلها.. والدليل الآن ومنذ سنوات الثمانينات أن كرة القدم تحولت الى صناعة تدر مليارات الدولارات للدخل القومي للدول، وامتزجت في سنوات الثلاثينات وحتى الآن بالسياسة واهتم بها السياسيون لاكتساب جماهيرية وزعامة.  
 
الجانب الكروى في حياة الأديب العالمى بدأ في الفترة التي انتقلت أسرته فيها إلى العباسية، "كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الابتدائية، واصطحبني شقيقي ذات يوم إلى منزل صديق حميم له من عائلة الديواني..كان بيت هذا الصديق يطل على محطة للسكة الحديد، وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق مصري وآخر إنجليزي".
 
"وكم كانت دهشتي كبيرة عندما فاز الفريق المصري فقط كنت أعتقد حتى هذا الوقت أن الإنجليزي لا ينهزمون حتى في الرياضة. رجعت يومئذ إلى البيت وذهني كله معلق بكرة القدم وبأسماء الفريق المصري الذي هزم الإنجليز، وخاصة قائد الفريق حسين حجازي نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت".
 
"طلبت من والدي أن يشتري لي كرة، وألححت عليه حتى وافق، وبدأت أمضي وقتا طويلا في فناء المنزل ألعب الكرة بمفردي محاولا تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلي، وبسرعة شديدة استطعت أن أتقن المبادئ الأساسية للعبة".
 
"بعدها انضممت إلى فريق (التيمبل) في المدرسة الابتدائية، وهو فريق الصغار وكان يوجد فريقا آخر للكبار. كانت الدراسة الابتدائية في ذلك الوقت لا تلتزم بسن محددة للالتحاق بها، فكنت تجد أطفال في عمر الثمان والتسع سنوات وشبابا تجاوز العشرين ولهم شوارب كبيرة.وكان من بين أعضاء فريق الكبار كابتن ممدوح مختار الذي لعب في صفوف النادي الأهلي، وهو من عائلة صقر التي اشتهر منها عبد الكريم صقر ويحيى صقر".
 
"في فريق التيمبل لعبت في مركز الهجوم وتحديدا في الجناح الأيسر، ورغم أنني لا أجيد اللعب بقدمي اليسرى، وكان ذلك المركز يحد كثيرا من حركتي إلا أنني كنت هدافا للفريق. ولما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغير مركزي وأصبحت ألعب كقلب دفاع".
 
"أجدت في المركز الجديد لدرجة أن كثيرين ممن شاهدوني في ذلك الوقت تنبأوا لي بمستقبل باهر في كرة القدم وبأنني سألعب بأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطني".
 
كنت كابتن فريق (قلب الأسد) الذي كونته مع أصدقائي بالعباسية أثناء دراستي. وكان مقره شوارع العباسية، وكنا نستضيف فرقا من أحياء أخرى في مباريات ساخنة، ونذهب لنلاعبهم في أرضهم بالمثل، وعندما أخذني الأدب واستغرقتني القراءة والكتابة لم استمر في متابعة ومشاهدة الأجيال الجديدة".
 
"لم أعرف منهم سوى عبد الكريم صقر الذي أكد لي صديقي عبد المنعم شويخ أنه لاعب فذ لم تنجب الملاعب المصرية مثيلا له، وكان ذلك في سنوات تالية لاعتزال حجازي. ولم أعرف أحدا من الأجيال الجديدة
 
"من هنا كانت دهشة زملائي عندما انتقلنا إلى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام إلى فريق الكرة بالجامعة. ومنذ ذلك الحين انقطعت صلتي بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتي من ناحية المشاهدة بعد اعتزال حسين حجازي" .  واثناء عمله في وزارة الأوقاف أن قابلني شاب عرفني بنفسه على أنه ابن حسين حجازي، فصافحته بحرارة شديدة وقلت له: تعالى لما أبوسك… ده أنا صقفت لأبوك لما إيدي اتهرت".
 
ورغم هجرانه معشوقته الأولى الا انه أحيانا كان يفتح التليفزيون ليجد مباراة في كرة القدم فيأخذه الحنين القديم. فقد جرت في النهر مياه كثيرة وأصبح نجوم الكرة الأكثر ثراء من نجوم الأدب والسينما  أو على حد قول صديقه الأديب الكبير توفيق الحكيم عندما علم أن بعض لاعبي كرة القدم يحصلون على ملايين الجنيهات: «انتهى عصر القلم، وبدأ عصر القدم»،
 
لم يتابع نجيب محفوظ كرة القدم بعدها وخسرته الساحرة المستديرة وكسبه الأدب وكسبناه وكسبه العالم بأروع الروايات -36 رواية – والقصص- 223 قصة- و19 مجموعة قصصية و19 سيناريو لأفلام السينما و6 مسرحيات. لكن ظل انتماءه لفريق الزمالك تاريخيا..!
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة