سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 ديسمبر 1952.. عرض فيلم «مصطفى كامل» بعد منعه فى العهد الملكى.. و«عبدالناصر» يشاهده ويخاف على الزعيم الوطنى من الموت

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 ديسمبر 1952.. عرض فيلم «مصطفى كامل» بعد منعه فى العهد الملكى.. و«عبدالناصر» يشاهده ويخاف على الزعيم الوطنى من الموت مصطفى كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التفت جمال عبدالناصر إلى عبدالحكيم عامر، قائلا: «هل تعرف يا حكيم أن هذا العمل الفنى الثانى الذى أراه لفتحى رضوان، رأيت له من قبل فيلم «مصطفى كامل»، فرد عبدالحكيم»: «أنا شاهدته معك».
 
كان الاثنان فى صحبة فتحى رضوان وزير الإرشاد القومى عائدين من مشاهدتهم مسرحية «دموع إبليس» فى «دار الأوبرا» تأليف «رضوان»، وكانوا فى سيارة عبدالناصر، وفى الطريق دار حوار رفيع عن الفن والثقافة والمسرح وغناء أم كلثوم فى حفلاتها التى تمتد حتى ساعات الصباح الأولى، وكان رضوان ممن يعارضون ذلك، لكن عبدالناصر قال له: «لا سبيل إلى إغضاب أم كلثوم».
 
يذكر «رضوان» وقائع هذا الحوار فى كتابه «عبدالناصر»، ويتذكر أن عبدالناصر سأله: «لماذا انتهت المسرحية بوفاة البطل ونقل جثمانه، وهو منظر فوق كآبته، فإنه مرتبك ولا يبدو جميلا، كنت أفضل أن تختم المسرحية بطعن البطل وبكاء إبليس، فهو متفق مع عنوان المسرحية، وما بعده لا معنى له».. رد رضوان: «الغريب أن ما تقترحه هو نفس المسرحية الأصلية، ولكن المخرج رأى تعديل الحوادث، ولم أرد أن أعارضه».. قال عبدالناصر: «أنا أعتقد أن العمل المسرحى ملك المؤلف، لا ملك المخرج ولا يجوز له أن يخرج بالنص عن أصله، ولكن له أن يفسره كما هو».
 
انتقل حوار الثلاثة إلى فيلم «مصطفى كامل» الذى تم عرضه يوم 14 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1952، إخراج وإنتاج أحمد بدرخان، وبطولة، أنور أحمد، أمينة رزق، ماجدة، محمود المليجى، زينب صدقى، عبدالعزيز خليل، وكتب السيناريو ثلاثة هم: يوسف جوهر، أنور أحمد، أحمد بدرخان.
 
أنعش عبدالناصر ذاكرة عامر بقوله، إنه شاهد الفيلم، وأن المسرحية هى العمل الثانى الذى يشاهده لرضوان، فرد عامر: «أنا شاهدته معك».. يقول رضوان: «ذكرتهما بأنهما رأياه فى حفلة خاصة بسينما ريفولى احتفالا بالعقيد الشيشيكلى».
 
كان «أديب الشيشيكلى» رئيسا لسوريا من 11 يوليو 1953، وحضر إلى القاهرة، والتقى قادة ثورة يوليو، وشاهد الفيلم مع عبدالناصر وعامر، حسبما يذكر رضوان، وترك أثره فى عبدالناصر إلى درجة أنه قال لعامر ورضوان وهم فى السيارة: «ليلتها، أنا كنت طوال الفيلم خائفا على مصطفى، ومشفقا من وفاته، مع إنى أعرف أنه مات منذ أكثر من خمسين سنة، هذا هو سحر العمل الفنى الجيد».
 
يتذكر «رضوان» أن عبدالناصر التفت إليه قائلا: «اعمل فيلم آخر عن فريد»- يقصد المجاهد الوطنى محمد فريد - فأكملت له: «وعن عبدالله النديم»، فتردد قليلا ثم قال: «انتم عملتم سلسلة ناجحة عنه فى الإذاعة، أنا فاكر أدائها». 
 
أنجز «بدرخان» الفيلم فى العهد الملكى لكن الرقابة منعته.. تذكر «أمل عريان فؤاد» فى كتابها «سلطة السينما.. سلطة الرقابة»، رحلة الفيلم بدءا من تعثر «بدرخان» فى البحث عن منتج بسبب المخاوف من منعه لأنه سيكون ضد الاحتلال البريطانى، فاضطر إلى تكوين شركة إنتاج «أفلام المصرى» لإنتاجه، وبعد الانتهاء من التصوير رفضت «إدارة المطبوعات» عرضه دون إبداء الأسباب.
 
يذكر الناقد سمير فريد، فى كتابه «تاريخ الرقابة على السينما فى مصر» نقلا عن مجلة «الفن» يناير 1951، ملخصا لاجتماع فى وزارة الداخلية بين السينمائيين ومدير «إدارة المطبوعات» الدكتور عبدالباسط الحجاجى، وأثير خلاله مشكلة الفيلم، وسأل حسين صدقى دكتور الحجاجى، عن سبب منعه، فرد: «وافقنا عليه»، وقال صدقى: «وافقتم بعد حذف قصة قضية دنشواى»، وقال يوسف بك وهبى: إذا حذفت سيرة قضية دنشواى من سياق القصة أصبحت لا قيمة لها، فرد مدير المطبوعات: «نريد أن نبتعد عن الاحتكاك بالأجانب قدر المستطاع».  
 
تذكر «عريان»، أنه بعد حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 تغيرت  الوزارة، وتولى الدكتور إبراهيم عبده إدارة المطبوعات، ومع ذلك ظل الفيلم ممنوعا بحجة منعه بأوامر عليا، ونظم «بدرخان» عرضا خاصا موسعا فى نهاية إبريل 1952 لسياسيين ومفكرين وأدباء وصحفيين منهم، حافظ باشا رمضان رئيس الحزب الوطنى، وصلاح الدين باشا وزير الخارجية فى حكومة الوفد، وعبدالرحمن الرافعى، ويوسف وهبى، وأم كلثوم، وفكرى أباظة، ومحمد عبدالوهاب، وأعقب ذلك حملة صحفية تدافع عن الفيلم قادها إحسان عبدالقدوس، وصلاح ذهنى، وجورج واصف، لكن الوضع بقى كما هو.
 
بعد قيام ثورة 23 يوليو، تقدم بدرخان إلى الرقابة بطلب لإعادة النظر فى قرار المنع، فندب مجلس قيادة الثورة، البكباشى أنور السادات لمشاهدة الفيلم، فأثنى عليه، وصدرت الأوامر بالإفراج عنه.. وفى مقدمته كتب «بدرخان»: «تعلن أفلام المصرى أن الظروف حالت فى العهد الماضى دون تسجيل اسم واضع قصة هذا الفيلم، ويسرنا أن نعلن فى عهد التحرير أن فكرة القصة من وضع الأستاذ فتحى رضوان».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة