وذكر التقرير أن إجمالي الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية في نيجيريا تراجع إلى 1245 حالة وفاة في عام 2019، بانخفاض بلغت نسبته 39%.. مما يجعل حصيلة الوفيات هي الأدنى في البلاد منذ عام 2011، وفقا لتقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020، وأرجع تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الانخفاض في عدد الوفيات والحوادث الإرهابية في البلاد إلى التراجع الكبير في أعمال العنف المنسوبة إلى عرقية وقبائل "الفولاني".


وذكر تقرير "معهد السلام والاقتصاد" أن عرقية "الفولاني" وهم يعيشون على نشاط الرعي قتلوا نيجيريين في عام 2018 أكثر من قتلهم منتسبين لجماعة بوكو حرام الإرهابية.


وأشار التقرير إلى أنه: "رغم الانخفاض العام في الهجمات الإرهابية، سجلت بوكو حرام، أخطر جماعة إرهابية في نيجيريا، زيادة في النشاط الإرهابي الذي يستهدف المدنيين بشكل رئيسي"، وزادت حالات الوفيات والحوادث المرتبطة بالإرهاب المنسوبة إلى جماعة بوكو حرام في نيجيريا بنسبة تراوحت بين 25 و30% على التوالي العام الماضي".
وذكر التقرير أنه "على مدار العام الماضي، زادت بوكو حرام الهجمات على الأهداف العسكرية، حيث ارتفع عدد القتلى من 26 في عام 2018 إلى 148 في عام 2019"، لكنه أشار إلى أن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها بوكو حرام انخفضت بشكل ملحوظ في عام 2019، مقابل عام 2018.


وأوضح أن: "في عام 2019، نفذت بوكو حرام 11 تفجيرا انتحاريا تسببت في مقتل 68 شخصا، وشكلت التفجيرات الانتحارية 6% من جميع الحوادث المرتبطة بالإرهاب من جانب بوكو حرام في عام 2019، مسجلة انخفاضا بلغت نسبته 89% مقارنة بذروتها في عام 2017".


وأضاف أن التفجيرات الانتحارية النسائية قد انخفضت بنسبة 96%، وأن "في عام 2019، نفذت أربع انتحاريات عمليتين وقتلت تسع نساء".


وبحسب التقرير، فقد وقع أسوأ هجوم إرهابي في نيجيريا في عام 2019 في ولاية بورنو، حيث قُتل ما لا يقل عن 70 شخصا وأصيب 10 آخرون عندما هاجم إرهابيون جنازة.


ورصد التقرير تحولا في الهجمات المتعلقة بتنظيم اداعش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث أشار إلى أن "41% من إجمالي الهجمات المرتبطة بداعش في عام 2019 وقعت في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".


في غضون ذلك، قال ديليدجي ديجيلا، الباحث في معهد الدراسات العليا للدراسات الدولية والتنموية في جنيف، إن التفاوت الطبقي والفقر المدقع يغذيان الإرهاب في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.


وأضاف "في الواقع، إن عدم قدرة الدولة على تولي مهامها السيادية يوفر بيئة مواتية لانتشار الإرهاب، وهذا هو الحال بشكل خاص في حوض بحيرة تشاد حيث تعمل بوكو حرام في المنطقة المتاخمة لنيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد".


ولفت إلى أن "مظاهر الفساد وسوء الإدارة تؤدي إلى تضخيم تأثيرات التفاوت الطبقي والفقر المدقع على انتشار الإرهاب، علاوة على استغلال بعض النخب لاختلافات الهوية من أجل أغراض سياسية، لاسيما وأن الجماعات الإرهابية تستخدم في دعايتها الربط بين الدوافع الدينية والتزامها بسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية من أجل دول إفريقية أكثر إنصافا وأفضل حكما".