انطلقت صباح اليوم السبت، جلسة البرلمان العربي الثانية لدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث برئاسة عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، وبحضور الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وتعقد هذه الجلسة في الذكرى الثامنة لتأسيس البرلمان العربي بصفته الدائمة، بعد سبع سنوات أخرى بصفته المؤقتة بدءا من عام 2005
جانب من مؤتمر البرلمان العربي بالجامعة العربية
وقال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب إن الأمة العربية تتطلع لأن يكون البرلمان العربى جامعا للحوار "العربى – العربى" ، ومدافعا عن الحقوق العربية المشروعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فضلا عن مواجهة التدخلات الخارجية فى شؤون الدول العربية، ومجابهة الإرهاب.
وأوضح الدكتور عبد العال، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربى، أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التى تشهدها العالم العربى وتفاقمت حدتها بفعل جائحة كورونا، تطلب منا تكوين شراكات عربية-عربية لتعزيز العلاقات بين الدول العربية.
وأكد الدكتور عبد العال أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ستظل داعمة ومساندة للبرلمان العربى، مشددا على أن البرلمان المصرى لن يتوان فى تقديم أى دعم بهدف تعزيز وتطوير دور البرلمان العربى، على كافة المستويات بما يلبى تطلعات الشعوب العربية.
من جهته أعرب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ عن أمله في أن الدبلوماسية البرلمانية العربية التي يتبناها البرلمان العربي، ستؤتى ثمارها المرجوة جنبا إلى جنب دون تقاطع ولا تعارض مع الدبلوماسيات الرسمية للدول العربية، التي نأمل جميعا توافقها وتوحدها تحت مظلة الجامعة العربية.
وأضاف رئيس مجلس الشيوخ خلال كلمته : "ايمانا منا بأهمية الدبلوماسية البرلمانية في تحقيق جانب مهم من آمال وتطلعات الشعب العربي، فسوف أوقع بروتوكول التعاون بين مجلس الشيوخ المصرى والبرلمان العربي".
جلسة البرلمان العربى
وتابع: "هذا البروتوكول يرتكز على القيم والمبادئ المشتركة المستندة على مبادئ الشورى والديمقراطية، والحرية، والاخاء، والمساواة، والعدالة، وكفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ويهدف إلى ما سبق ان اشرت اليه من أهداف نبيلة بما يحقق مصالح الشعب المصري وباقى اخوانه من الشعب العربي، وذلك من خلال التعاون المشترك وفق الآليات التي استحدثها البروتوكول للاستفادة القصوى من خبرات الطرفين في مجال التدريب البرلماني والمشاركة في المؤتمرات والندوات البرلمانية التي ينظمها كل طرف والاستعانة بخبرائه وتبنى البحوث المشتركة، وغير ذلك من آليات حددها".
واختتم كلمته قائلا: "اتمنى للبرلمان العربي التوفيق في رسالته السامية وأن تنطلقوا به الى آفاق أبرح فى المحافل البرلمانية الخارجية، متحررين من الانهاك في المطالب المحلية او التجاذبات الآنية، ساعين مشكورين إلى أن تحققوا لأمتكم آفاق مستقبلية ، ابعد مدى واعظم فائدة".
من جهته قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ما تمر به المنطقة العربية في هذه الآونة من تغيراتٍ عميقة ومتسارعة، يستدعي يقظةً في المتابعة والمراقبة، وسرعةً في الفعل والأداء، وقوةً في الموقف والرأي، ذلك أن فترات التغير والتحول تكون عادةً هي الأصعب والأكثر خطورة في حياة الأمم والشعوب.
أبو الغيط
وأوضح أبو الغيط، خلال كلمته، إن الأجندة العربية حافلة بالقضايا والموضوعات، أغلبها مُلح وخطير من الاقتصاد إلى السياسة ومن العلاقات الخارجية إلى القضايا الاجتماعية وكلها قضايا تشغل المواطن العربي في كافة دولنا العربية.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجهها المنطقة غير مسبوقة خاصة على الصعيدين الأمني والاستراتيجي. فما زال هناك جيرانٌ لنا في الإقليم يتبنون سياساتٍ وينخرطون في ممارساتٍ تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعاً. ويتعين أن تكون استجابتنا لهذه التحديات القادمة من جوارنا المباشر جماعيةً وشاملةً، لافتا إلى أن هذا ما يُعزز موقفنا العربي، ويدعم أمننَا منفردين ومجتمعين.
ولفت أبو الغيط، أن البرلمان العربى، تبنى مواقف قوية وواضحة، تعكس هذه النظرة الشاملة لأمننِا العربي، وتُعبر عن شواغل الشعوبِ بالذات حيال التدخلات غير الحميدة في الشئون الداخلية لدولِنا.
وشدد على أنه ومع كل تلك الأحداث والمستجدات. تبقى القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على رأس التحديات. قائلا:"ولن نصمت عن هذا إطلاقاً".
وثمن أبو الغيط دور البرلمان العربي وأداءه المميز، منذ إنشائه، في هذا الموضوع الرئيسي للعرب. خاصة إزاء مستجدات الفترة الأخيرة مثل رفض المساس بالوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس ورفض القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها وغيرها.
وأوضح أن القضية الفلسطينية واجهت في فترة الإدارة الأمريكية الحالية والمغادرة مساعي محمومة للقضاء على حل الدولتين من دون تقديم بديل عادل وقابل للاستدامة. ولم تسع في الحقيقة إلا إلي استمرار الاحتلال بصورته البغيضة والعنصرية. ونأمل أن تشهد الفترة القادمة تحركاً جاداً على صعيد إحياء العملية التفاوضية وصولاً إلى تسوية سلمية تُنهي الاحتلال وتؤسس لسلام حقيقي مُستدام وشامل في المنطقة بأسرها.
ووقع البرلمان العربى بروتوكول تعاون مع مجلس الشيوخ المصرى وجامعة القاهرة لتعزيز التعاون فى مجال الدبلوماسية البرلمانية العربية لتوفير الدعم لمركز الدبلوماسية العربية الذى أطلقه البرلمان العربى
جلسة البرلمان العربى
ويناقش البرلمان العربي، خلال أعمال الجلسة، تفعيل دور الدبلوماسية العربية في الدفاع عن مصالح الشعوب العربية، ومناقشة تطورات ومستجدات الأوضاع العربية الراهنة، وتعزيز دور البرلمان العربي في دعم ونصرة القضايا العربية.
كما سيتم مناقشة إجراءات إنشاء لجنة مشتركة لمكافحة الإرهاب بالبرلمان العربي، لتعزيز دور البرلمان في مواجهة هذه الظاهرة وتنسيق الجهود البرلمانية العربية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وكرم رئيس البرلمان العربي، علي بن عبد الرحمن العسومي، المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وذلك خلال جلسة البرلمان العربي التي عقدت اليوم بمقر الجامعة العربية.
كما وقع الجانبان بروتكول تعاون بين مجلس الشيوخ والبرلمان العربي لتوفير الدعم لمركز الدبلوماسية العربية التابع للبرلمان العربي الذي تم إطلاقه اليوم.
كما وقع رئيس البرلمان العربي بروتكول تعاون بين مركز الدبلوماسية العربية وجامعة القاهرة، ووقع عن الجامعة الدكتور عبد الرحمن ذكري النائب الأول لرئيس الجامعة العربية.
صورة تذكارية
وأعرب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ عن سعادته لحضور تأسيس مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية.
وقال "قد لبيت الدعوة الكريمة للحضور لتوقيع بروتوكول التعاون مع مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية ... لما لمسته في قراءتي لمشروعه... من أنه يمنهج لممارسة الدبلوماسية البرلمانية العربية في اطار مؤسسي مكتوب .... له قواعده الحاكمة لممارستها".
وأكد أن توقيع مجلس الشيوخ بروتكول تعاون مع البرلمان العربي، يأتي من منطلق الإيمان بأهمية الدبلوماسية البرلمانية في تحقيق جانب مهم من آمال وتطلعات الشعب العربي، فسوف أوقع بروتوكول التعاون بين مجلس الشيوخ المصرى والبرلمان العربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة