محمود محيى

البعد العربى فى الهوية المصرية

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 07:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدر مصر  أن تتحمل مسئوليتها تجاه أشقائها العرب باعتبارها الشقيقة الكبرى لهم جميعاً، فالشعب المصري جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، فارتباط أم الدنيا شعبا وحكومة بكافة الدول العربية هو ارتباط تاريخي وحضاري وثقافي، هو ارتباط أخوة لا يفرق بينهم أي شيء.
 
مصر منذ القدم ترتبط بمحيطها العربي ارتباط الماضى والحاضر والمستقبل، فالمصير واحد والمستقبل واحد، ولذلك تفاعل مصر مع العرب شديدًا عبر كل العصور، حيث اضطلعت مصر دائماً بدور مهم في كافة المجالات مع أشقائها العرب سواء اقتصادي أو أو سياسي أو عسكري أو ثقافي وغيرهم من المجالات.
 
وتعمل مصر دائما على دعم الأمن القومي العربي بمعناه الشامل وأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية انطلاقًا من الادراك المصري بأن الأمن القومي لكل دولة عربية على حدة لن يتحقق إلا في إطار الأمن القومي العربي، والعمل على تعزيز التضامن بين الدول العربية وتسوية المنازعات القائمة بينها ودياً.
 
الدعم المصري غير المحدود للأشقاء العرب لا يكفيه مجلدات لرصده، فدائما مصر حاضرة في كافة الأزمات التي تواجه أي دولة عربية وتعمل على حلها بأي طريقة ، وهذا ما حدث تجاه  الشقيقة الكويت خلال غزو العراق لها في بداية التسعينيات من القرن الماضي ، حيث لعبت مصر دورا عظيماً لتحرير الكويت وعودة أراضيها لشعبها مرة أخرى عقب العدوان الذي تعرضت لها من جانب شقيقة عربية أخرى، كما أن الدعم المصري الدائم للقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية مستمر وطالما قدمت مصر تضحيات كبرى للأخوة الفلسطنيين منذ حرب 1948 وحتى اليوم.
 
ويتواصل الدور المصري في دعم أمن واستقرار الأشقاء العرب بلا حدود، فمصر تعمل منذ سنوات على عودة الاستقرار لسوريا الحبيبة والعمل على سلامة ووحدة أراضيها بعد الأزمات التي دخلت فيها البلاد هناك منذ عام 2011، بالإضافة للدور المحوري المصري لحل الأزمة الليبية وإعادة الفرقاء الليبيين لطاولة الحوار والتوصل لحل شامل يعزز الهدف الأسمى وهو عودة ليبيا إلى مكانتها الطبيعية ووحدة ترابها، بالإضافة لدور مصر لحل الأزمة الإنسانية في اليمن.
 
ولم تتأخر مصر أبدا في مساعدة أشقائها العرب في وقت الحاجة وهو ما يحدث دائما مع الشقيقة العزيزة دولة السودان وكان أخرها المساعدات الكبيرة التي قدمتها مصر بعد كارثة الفيضانات الأخيرة، وكذلك المساعدات التي تقدمها مصر لكافة الأشقاء العرب في حال تعرضهم لكوارث طبيعية أو غيرها وهو ما حدث مع الشقيقة لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت الصيف الماضي.
 
مواقف كثيرة لا تحصى للشقيقة الكبرى مصر تجاه أشقائها العرب لا نزايد ولا نمن على أحد فهذا قدر مصر تجاه أهلها وعزوتها من الشعوب العربية، وستبقى مصر حاضرة حتى نهاية التاريخ تدافع عنهم وتعمل على حمايتهم وتقديم المساعدات لكل من يلجأ إليها.
 
الجدير ذكره في هذا المقال، أن البعد العربي أكتسب في الهوية المصرية زخماً إضافياً عقب ثورة 23 يوليو 1952 وهذا ما ترسخ فى أول دستور لمصر بعد الثورة في عام 1956 حيث نص في المادة الأولى منه أن " مصر دولة عربية مستقلة ذات سيادة ، وهي جمهورية ديمقراطية ، والشعب المصري جزء من الأمة العربية".، وقد ترسخ هذا البعد العربي في كل الدساتير المصرية التي جاءت بعد دستور 52 وذلك في دستور  1958 و 1971  وأخيرا دستور 2014، في مادته الأولي بأن الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة