صراع إقليم تيجراى الإثيوبى يهدد بتفجير حرب أهلية.. آبى أحمد يستبدل مسؤولى الجيش والخارجية.. والأمم المتحدة تحذر من نزوح تسعة ملايين شخص وبابا الفاتيكان يدعو للسلام.. ورئيس الإقليم: حكومة أديس أبابا فقدت سلطتها

الأحد، 08 نوفمبر 2020 09:48 م
صراع إقليم تيجراى الإثيوبى يهدد بتفجير حرب أهلية.. آبى أحمد يستبدل مسؤولى الجيش والخارجية.. والأمم المتحدة تحذر من نزوح تسعة ملايين شخص وبابا الفاتيكان يدعو للسلام.. ورئيس الإقليم: حكومة أديس أبابا فقدت سلطتها تصاعد المواجهات العسكرية فى إقليم تيجراى بإثيوبيا
رويترز - وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت حدة الصراع فى إقليم تيجراى الإثيوبى، والحكومة الاتحادية، برئاسة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، خاصة بعد قرار إقالة قائد الجيش، ورئيس المخابرات، ووزير الخارجية، في حين واصل الجيش هجوما بدأ قبل خمسة أيام على إقليم تيجراي بتوجيه ضربات جوية جديدة.
 
ولم يذكر مكتب أبي أسبابا لتغيير هؤلاء المسؤولين فى وقت يواصل فيه رئيس الوزراء الحملة العسكرية على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، وهي فصيل عرقي قوي ظل يقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود إلى أن تولى أبى السلطة عام 2018.
وزير خارجية إثيوبيا المقال
 
وكتب أبي على تويتر اليوم، الأحد، أنه على الإثيوبيين ضمان عدم تعرض أبناء تيجراي لمعاملة جائرة "بسبب هويتهم"، ووصف قادة الإقليم بأنهم "عصبة جشعة".
 
 
وقصفت الطائرات الإثيوبية تيجراي يوم الجمعة، الماضى، وتعهد أبي بمواصلة الضربات الجوية في الصراع الآخذ في التصاعد.
 
تغييرات في القيادة العليا.
 

وذكر مكتب أبي في بيان أنه جرى تعيين نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين وزيرا للخارجية، كما جرت ترقية نائب قائد الجيش بيرهانو جولا ليصبح رئيس الأركان، وعين أبي أيضا تيميسجين تيرونيه، الذي كان رئيسا لمنطقة أمهرة، رئيسا جديدا للمخابرات، وتقاتل قوات منطقة أمهرة إلى جانب القوات الاتحادية فى تيجراى.

وكان آبي أحمد قال أمس السبت، إن حملته العسكرية تهدف إلى "وضع لحد للحصانة السائدة منذ وقت طويل" في إشارة إلى هيمنة أبناء تيجراي على السياسة في البلاد قبل توليه السلطة.
 

قلق من حرب أهلية 

وتخشى دول المنطقة من أن يؤدى القتال إلى اندلاع حرب أهلية في ثاني أكبر دول القارة سكانا ويزعزع الاستقرار بمنطقة القرن الأفريقى، و استقرار البلد الذى يقطنه 110 ملايين نسمة.

 

وهيمن أبناء تيجراي على الحياة السياسية في إثيوبيا إلى أن عمد أبى إلى معاودة تنظيم الائتلاف الحاكم وجعله حزبا واحدا رفضت الجبهة الانضمام إليه، وتفاقم التوتر بعدما أجرى إقليم تيجراى انتخابات في سبتمبر ، خلافا لرغبة الحكومة الاتحادية التي وصفت الاقتراع بأنه غير قانوني، وأطلق أبي الأربعاء الماضى عمليات عسكرية في تيجراي، ردا على ما قال إنه هجوم على قوات اتحادية.

مواجهات ومظاهرات سابقة

اتهامات للجبهة الشعبية

وفي خطاب تلفزيوني اليوم، الأحد، اتهم أبي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، بالتجهيز لحرب مع القوات الاتحادية منذ عام 2018، وقال إن الجبهة استخدمت أموالا مخصصة للتنمية لشراء أسلحة وتدريب ميليشيات، ولم يقدم رئيس الوزراء أدلة على اتهاماته ولم يتسن الحصول على تعليق بعد من مسؤولين في الجبهة.

كارثة إنسانية

قالت الأمم المتحدة في تقرير لها، إن هناك تسعة ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في إقليم تيجراي في إثيوبيا محذرة من أن القتال يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن حوالي 600 ألف شخص في تيجراي يعتمدون على المساعدات الغذائية في حين يحصل مليون آخرون على أشكال أخرى من الدعم وجميعها توقفت.

وجاء في التقرير أن اشتباكات بين القوات الاتحادية وقوات تيجراي اندلعت في ثمانية مواقع بالمنطق، وأن ستة مسلحين قُتلوا، وأصيب أكثر من 60 في اشتباكات قرب الحدود بين إقليمي تيجراي وأمهرة، وإن الجانبين تكبدا خسائر. 

 
فيما عبّر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء القتال في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا حيث تشتبك قوات الحكومة الاتحادية مع فصيل عرقي قوي قاد الائتلاف الحاكم لعقود، وقال جوتيريش في رسالة على تويتر، "استقرار إثيوبيا مهم لمنطقة القرن الأفريقي بأسرها، أدعو إلى خفض فوري للتصعيد وحل النزاع سلميا". 
 
وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا لعشرات السنين إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018، وتتصدى الآن لجهوده الرامية لإزاحة قبضتها عن السلطة. 

البابا يناشد الأطراف للسلام

وعبر البابا فرنسيس في عظته الأسبوعية بالفاتيكان، اليوم، الأحد، عن قلقه حيال الصراع، وقال "أتابع بقلق الأنباء الواردة من إثيوبيا. وفي حين أطالب بتنحية الرغبة في صراع مسلح جانبا، أدعو الجميع للصلاة والاحترام الأخوي وإلى الحوار وتسوية النزاع سلميا".

 
ونقلت رويترز عن مصدر عسكري ومصدران دبلوماسيان، إن طائرة عسكرية إثيوبية قصفت اليوم الأحد، موقعا للصواريخ والمدفعية مجاورا لمطار ميكيلي عاصمة تيجراي، ولم يتبين على الفور ما جرى تدميره في القصف، وأضافت المصادر أن الطائرة أقلعت من قاعدة عسكرية في مدينة بحر دار في منطقة أمهرة المجاورة.

الجيش يسيطر على قرى قريبة من الحدود

 

وقال القائد الجديد للجيش لصحيفة رسمية، اليوم، الأحد، إن الجيش يسيطر على عدة بلدات قريبة من الحدود بما فيها دانشا وشير، لكنه لم يتحدث عن الوقت الذي سيطر فيه الجيش على تلك المناطق.
 
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن أبي تحدث أمس السبت مع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش الذي "عرض مساعيه الحميدة" في إطار السعي إلى حل سلمي للأزمة، وأضاف المتحدث أن جوتيريش تحدث أيضا مع موسى فقي محمد رئيس الاتحاد الأفريقي، وكذلك عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني بصفته رئيس الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد).
 
لكن دبلوماسين ومسؤولي أمن بالمنطقة قالوا لرويترز، إن أبي لا ينصت إلى طلبات الوساطة، ولم يصدر بيانا بخصوص مكالمته مع جوتيري، وبدلا من ذلك، دعا أبي المجتمع الدولي خلال خطابه الذي بثه التلفزيون اليوم الأحد إلى "إدراك التجاوزات المستمرة" التي ترتكبها "زمرة" الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

رئيس إقليم تيجراي

فيما قال رئيس إقليم تيجراي الإثيوبي دبرصيون جبراميكائيل اليوم الأحد إنه سيكون من الجيد محاولة وقف القتال مع القوات الاتحادية والتفاوض، وأضاف ، إن الإقليم سيواصل الدفاع عن نفسه إلى أن توافق السلطات الاتحادية على التفاوض، مشيرا إلى أن الحكومة المركزية فقدت سلطتها هناك وما زالت تقصف بعض الأهداف بالطائرات.

وفاز أبي العام الماضي بجائزة نوبل للسلام تكريما له على تحقيق السلام مع دولة إريتريا المجاورة بعد عداء استمر عشرات السنين وشمل حربا استمرت من عام 1998 إلى عام 2000 ، وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.
 
 
 
ويشكو أبناء تيجراي من تعرضهم للاضطهاد في ظل حكم أبي الذي ينتمي لعرق الأورومو والذي أمر باعتقال العشرات من كبار المسؤولين السابقين بالجيش والسياسة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إطار حملة على الفساد، وجعل أبي الائتلاف الحاكم حزبا واحدا العام الماضي لكن الجبهة رفضت الانضمام له.
 
رئيس وزراء إثيوبيا السابق
 
وتقع أكبر قيادة في الجيش الاتحادي ومعظم أسلحته الثقيلة في تيجراي، ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيجراي وانضمامهم لقوات الإقليم.
 
وقال الخبراء إن هناك مؤشرات على أن هذا يحدث بالفعل، ويقول الخبراء إن قوام قوات تيجراي يصل إلى 250 ألف رجل ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.
 
 
 
 
وقالت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين في بيان نشره معهد الولايات المتحدة للسلام، "من شأن انقسام إثيوبيا أن يكون أكبر انهيار لدولة في التاريخ الحديث"، وجاء في البيان ، أن تصاعد القتال سيقضي أيضا على الأمل المتبقي في الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها أبي أحمد.
 
وقال دبلوماسيون وعمال إغاثة لرويترز إن القتال ينتشر في الجزء الشمالي الغربى من البلاد على حدود تيجراى مع منطقة أمهرة التى تدعم الحكومة الاتحادية وقرب الحدود مع السودان وإريتريا.

البرلمان والحكومة 

وفي إجراء آخر لنزع الشرعية عن حكومة إقليم تيجراي التي تم انتخابها في سبتمبر في تحد للحكومة الاتحادية، صوت البرلمان الإثيوبي أمس السبت لصالح تشكيل حكومة تحل محل حكومة الإقليم، وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية (فانا) إن برلمان إثيوبيا وافق على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة تيجراى.

 

السودان يغلق جزءا من حدوده مع إثيوبيا

 

ونقلت وكالة السودان للأنباء أمس، السبت إن السودان أغلق جزءا من حدوده مع إثيوبيا في أعقاب تصاعد العنف في المنطقة، مؤكدة أن حكومة ولاية القضارف قررت إغلاق حدودها مع إقليمى أمهرة وتيجراي وحتى إشعار آخر، وأضافت "علي المواطنين بالشريط الحدودي توخي الحذر من تداعيات التوترات داخل الجارة إثيوبيا".
 
وتابعت "المناطق المتاخمة مع الإقليمين تشهد هذه الأيام نشاطا مكثفا لعمليات حصاد المحاصيل الزراعية وأي توترات أمنية بالمنطقة يمكن أن تلحق ضررا بليغا بالمزارعين والإنتاج".
 
وذكرت هيئة الطيران المدني في بيان ، أن إثيوبيا أغلقت المجال الجوي فوق تيجراي من يوم الخميس، كما أوقفت مسارات كافة الرحلات الدولية والبرلمان إثيوبيا وافق على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة تيجراي.
 
وقال أبي مساء أمس في كلمة نقلها التلفزيون إن على المدنيين في المنطقة الشمالية تجنب "الأضرار الجانبية" وذلك بتفادي التجمع في أماكن مفتوحة لأن الضربات ستستمر، في تحد لمناشدات دولية للجانبين بضبط النفس.
 
وقطعت الحكومة اتصالات الهاتف والإنترنت في المنطقة حسبما قالت جماعة (أكسيس ناو) المعنية بالحقوق الرقمية، الأمر الذي يجعل من المستحيل التحقق من الروايات الرسمية، واتهمت الحكومة الجبهة بقطع الاتصالات.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة