القاهرة ـ واشنطن.. علاقات استراتيجية لا يحكمها "تعاقب الإدارات".. المصالح التاريخية بدأت بكامب ديفيد.. ملفات السلام والأمن أهم المحاور.. وثورة 30 يونيو أعادت بناء مؤسسات مصرية مؤهلة للريادة إقليمياً ودولياً

السبت، 07 نوفمبر 2020 10:37 م
القاهرة ـ واشنطن.. علاقات استراتيجية لا يحكمها "تعاقب الإدارات".. المصالح التاريخية بدأت بكامب ديفيد.. ملفات السلام والأمن أهم المحاور.. وثورة 30 يونيو أعادت بناء مؤسسات مصرية مؤهلة للريادة إقليمياً ودولياً
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الترقب شهدها المجتمع الدولى بعد امتداد الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، لما يزيد على أربعة أيام فى فرز الأصوات ، قبل أن يتم الإعلان عن فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعنى عودة الحزب الديمقراطي للإدارة الأمريكية، وما قد يتبعه ذلك من تحولات جذرية فى العلاقات بين واشنطن ومختلف الدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية. 
 
 
ومع امتداد عمليات فرز الأصوات، حاولت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على كل من قطر وتركيا الزعم بوجود احتمالات إقدام الرئيس الأمريكي الجديد على تبني مواقف معادية من الدولة المصرية، وهو ما يغفل بطبيعة الحال، أن ثورة 30 يونيو الشعبية، وعزل حكم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، المدعوم من الدوحة وأنقرة، تم بالأساس فى ظل وجود إدارة من الحزب الديمقراطي، بقيادة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. 
 
 
ويظل الثابت الذي ينكره الإعلام المعادي للدولة المصرية، أن ما يجمع بين واشنطن والقاهرة ملفات استراتيجية كبرى ومصالح يصعب تبدلها باختلاف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وبمقدمة تلك الملفات يأتي ملف السلام فى الشرق الأوسط والاتفاقيات الأخيرة التي جمعت إسرائيل بالعديد من الدول الخليجية والسودان، بخلاف ملف مكافحة الإرهاب والأزمة الليبية وملف اللاجئين وغير ذلك.
 
 
وتعد العلاقات المصرية الأمريكية شديدة الخصوصية منذ عقود وخاصة من توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979م والتى رسخت لعلاقات استراتجية قوية بين القاهرة وواشنطن تقوم بالأساس على المصلحة المشتركة للبلدين، ومرت العلاقات الثنائية بفترات صعود وهبوط إلا أن الجانب الأمريكي يرى دوما أن مصر شريك استراتيجي قوى يمكن الوثوق به.
 
وتمكنت الدولة المصرية من تجاوز تحديات كبيرة وعقبات صعبة عقب ثورة 30 يونيو التى قادها الشعب المصرى لإسقاط نظام جماعة الإخوان الإرهابية التى أضعفت دور المؤسسات المصرية وخاصة ملف العلاقات الخارجية سواء من الدول الإقليمية أو الدولية.
 
 
ونجحت مصر عقب نجاح ثورة 30 يونيو فى تعزيز التنسيق والتشاور مع دول القارة الإفريقية بلعب دور رائد فى القارة السمراء، وحرص القيادة السياسية على القيام بزيارات إلى دول القارة السمراء وفى مقدمتها دول حوض النيل، وهو ما نال استحسان وإشادة الشركاء فى القارة الأفريقية بسبب السياسة المصرية الجديدة التى تسعى للعودة للقارة السمراء ومساعدتها فى القضايا المشتركة التى تشغل بال الأفارقة.
 
الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، تعد هذه الملفات هى القضايا الشائكة التى تعانى منها دول القارة الأفريقية مجتمعة، ولعبت مصر دورا هاما فى توحيد الرؤى المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتدشين مركز إقليمى لمكافحة الإرهاب ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، وذلك لتعزيز قدرات دول القارة الأفريقية فى محاربة التطرف وتنسيق المواقف المشتركة بين دول الساحل والصحراء بصفة خاصة.
 
 
فيما نجحت مصر فى تعزيز العلاقات المشتركة مع الجانب الروسى عقب ثورة 30 يونيو، وذلك عقب سنوات من التهميش لدور موسكو فى المنطقة وهى الاستراتيجية التى دفعت بالعلاقات إلى حالة من الجمود، إلا أن السياسة المتوازنة التى تعاملت بها مصر فى التعاون مع روسيا وأمريكا عززت الثقل المصرى اقليميا ودوليا.
 
 
وتتمتع مصر بعلاقات متميزة مع دول الاتحاد الأوروبى وخاصة مع ألمانيا وفرنسا ونجحت الدبلوماسية المصرية عقب ثورة 30 يونيو فى تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول القارة العجوز التى تعد الشريك الأول لمصر فى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك مع تلك الدول فى الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية وبحث أزمات اللاجئين الفارين من ويلات الحروب التى عصفت بليبيا وسوريا والعراق واليمن.
 
 
وأعلن الاتحاد الأوروبى فى عدة مناسبات دعمه للدولة المصرية وسياستها الاصلاحية التى تقوم بها الحكومة المصرية، ودعم الاقتصاد الوطنى وفتح مجالات آخرى للتعاون المشترك بين مصر ودول القارة العجوز وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وعدد من الدول التى تلعب دورا بارزا فى الاتحاد الاوروبى وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة