المسيرة الخضراء.. نجحت فى توحيد الصف المغربى أم ساعدت على انفصال الصحراء؟

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 09:00 م
المسيرة الخضراء.. نجحت فى توحيد الصف المغربى أم ساعدت على انفصال الصحراء؟ المسيرة الخضراء - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ45 على انطلاق المسيرة الخضراء، وهى مسيرة سلمية انطلقت فى مثل هذا اليوم الخميس 6 نوفمبر من عام 1975، نحو الأراضى الصحراوية المغربية بهدف استرجاعها وإنهاء الاستعمار الإسبانى بها، شارك فيها 350 ألف مغربى ومغربية، تعتبر حدثا تاريخيا مهما فى تاريخ المغرب المعاصر، لكن على الرغم من النية الواضحة للمسيرة بعودة الصحراء إلى قلب الوطن الأم المملكة المغربية، إلا أن الاضطرابات التى ظهرت فى أعقابها أدت إلى إعلان تلك المنطقة انفصالها وإعلان الاستقلال.
 
وبحسب عدد من التقارير، كان شيوخ قبائل الصحراء المغربية، يقدمون قديما البيعة لسلطان المغرب، ويعلنون الولاء له، وقد عرفت لك المنطقة تاريخيا باسم "المخزن"، وارتبط قبائلها بروابط جغرافية وتجارية هامة مع أرض المغرب، إلا أن الاستعمار الأسبانى قد ساعد فى زيادة التوتر بين القبائل والحكومة المغربية بعد استقلال المغرب، فأصبحت هناك دعوات للانفصال.
 
وفى عام 1973، بدأ الملك الحسن الثانى بالتواصل مع زعماء القبائل فى الصحراء الغربية، وإعلان دعمه لحراك مقاومة الاحتلال الإسباني، والتنسيق مع الأطراف الموريتانية والمغربية، وبالفعل، نجح هذا التوجه فى زيادة رصيد شعبية الملك لدى الشعب المغربي، الذى اعتبر أرض الصحراء جزءا من المغرب.
 
لم تقف حكومة الاستعمار الإسبانى مستسلمة أمام التحرك المغربى، وأعلنت فى أغسطس من عام 1974، نيتها إجراء استفتاء يعطى سكان المنطقة حق تقرير مصيرهم، سواء بالانفصال أو أن يظلوا تحت الحكم المغربى، وحددت موعد يوليو من العام التالى (1975) لإجراء الاستفتاء.
 
وهنا تقدم المغرب بطلب الحصول على رأى قانونى استشاري، ووافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 13 ديسمبر عام 1974، وعندما جاء قرار المحكمة مغايرا للطموح المغربى، خرج الحسن الثانى داعيا للمسيرة الخضراء، وحدد فيها عدد المتطوعين من العامة ليكون 306,500. أما الباقين، وعددهم 43,500، فهم من المسؤولين والموظفين الحكوميين.
 
كما أن الرقم الإجمالى، 350 ألفا، لم يكن عشوائيا، وإنما يمثل عدد المواليد سنويا فى المغرب، نجح المغرب فى ضم الصحراء الغربية بعد هذه المسيرة، التى اعتُبرت أكبر مسيرة على الإطلاق فى أفريقيا، كما كانت انتصارا للملك الحسن الثاني، إذ اعتُبرت توحيدا لصفوف القوى الوطنية. ونجح النظام بعدها فى لجم المعارضة.
 
لكن مقابل هذا الانتصار، اندلعت فى فبراير 1976 مواجهات لم تهدأ حتى اليوم، مع إعلان جبهة البوليساريو إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" فى منطقة الصحراء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة