سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 نوفمبر 1972..هيكل للسادات: «اتصلت فى غيابى لتعرف هل عينت «أحمد عبدالله رزة» فى الأهرام بستين جنيها»؟.. والرئيس يرد: «أنت بتتكلم وكأنه لا يهمك شىء»

الخميس، 05 نوفمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 نوفمبر 1972..هيكل للسادات: «اتصلت فى غيابى لتعرف هل عينت «أحمد عبدالله رزة» فى الأهرام بستين جنيها»؟.. والرئيس يرد: «أنت بتتكلم وكأنه لا يهمك شىء» السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواصل الحوار العاصف بين الرئيس السادات والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل يوم 4 نوفمبر 1972..جرى اللقاء فى بيت الرئيس المطل على نهر النيل، وكان الأول بينهما بعد عودة هيكل من رحلة إلى لندن استمرت أسبوعا، وفور انتهائه توجه هيكل إلى مكتبه فى الأهرام وكان رئيس تحريره، واستدعى شخصا يثق فيه ممن أسسوا مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وأملاه محضرا للقاء، حسب تأكيد  الكاتب الصحفى عبدالله السناوى فى كتابه «أحاديث برقاش– هيكل بلا حواجز»..»راجع، ذات يوم 4 نوفمبر 2020». 
 
يكشف «السناوى» مقدمات وكواليس قصة هذا اللقاء، وتؤكد أن العلاقة بين السادات وهيكل كانت فى طريقها إلى الانتهاء، وحسب محضر اللقاء الذى ينشره السناوى، فإن الحوار أثير فيه ثلاث نقاط عاصفة..الأولى حول ما وصل إلى السادات عما قاله هيكل فى أحد اللقاءات بأن «السياسة تسير الآن بلا عقل»، والثانية حول ما كتبه فى مقاله الأسبوعى «بصراحة» فى الأهرام بتاريخ 27 أكتوبر 1972 بعنوان «الخطوط فوق البحر الأحمر» وأثار غضب السعودية، وكذلك سؤال السادات عن حقيقة تعيين «أحمد عبدالله رزة» زعيم الحركة الطلابية عام 1972 فى مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام.   
 
قال السادات: حين تقول إن السياسة الآن تعمل بغير عقل أليس معناه أننى بلا عقل؟..ثم إنك تتهمنى أننى لا أعمل لحل أزمة الشرق الأوسط؟..أجاب هيكل: هذا غير صحيح..كنت أنتقد أشياء كثيرة أيام جمال عبدالناصر ولكنه لم يعتبر ذلك موجها له شخصيا..أنت تعلم حين اكتشف عبدالناصر تزوير انتخابات مجلس الأمة ثار بشدة، وظل شهرا كاملا لا يتحدث ولا يتصل بسامى شرف (مدير مكتب عبدالناصر) وشعراوى جمعة (وزير الداخلية)، وكان سيتخذ ضدهما إجراءات حاسمة ثم أجلها لأنه كان من ضرورات المرحلة أن يدفع بعناصر التغيير، ويزيد منها دون أن يهز الواقع الذى كان مهتزا بشدة بعد الهزيمة، ثم إنك تعرف علاقتى بسامى وشعراوى، وكيف عانيت منهما وما وصلا إليه من تدبير لى عند الرئيس، فليس كل ما ينتقد فى عهد عبدالناصر كان يأخذه على أنه كلام عليه بل إنه كان ضد كثير جدا مما يحدث وكان يحاول تغييره.
 
أضاف هيكل: مع عبدالناصر كانت علاقتنا واضحة، وكنت أقول له رأيى وكنت أعرف رأيه، وكان يناقشنى ويقنعنى، فكانت نقاط الاختلاف فى الرأى بيننا واضحة لى وكانت دوافعها معروفة لى ومفهومة.
 
انتقل هيكل فى رده إلى نقطة أخرى قائلا: «ثم إن هناك شيئا أريد أن أقوله لك: إننى لا أريد شيئا..لست أطمع فى رئاسة أو منصب، وإنك فى غيابى اتصلت بأحد مساعدى فى الأهرام (الدكتور عبدالملك عودة) وكلمته فى التليفون بنفسك لتعرف إذا كنت قد عينت أحمد عبدالله رزة بستين جنيها فى الأهرام أم لا؟..سبق لسيد زكى من المباحث أن اتصل بهذا المساعد لنفس السؤال، وحين جاء المساعد ليسألنى فقلت له ألست تعرف أننا لم نعينه قال، نعم، فقلت له إذن قل لسيد زكى، لقد زاد الدس ضدى جدا فى المرحلة الأخيرة وقد ضقت ذرعا به..كان الدس موجودا أيام عبدالناصر ولكنه كان يعرف المواقف الأساسية للبشر ويتعامل على أساسها.
 
قال السادات:إن اختلافاتك فى الرأى أدت أخيرا إلى غضب السعودية، غضبوا جدا من مقالك حول استراتيجية عربية فى البحر الأحمر، وقالوا لى فى مذكرتهم إننا إذا أجبنا عليهم بأن هيكل لا يمثل الرأى الرسمى فهم لن يقبلوا..أجاب هيكل: لقد أرحتهم بقرارى أن أترك الأهرام..قال السادات: أنت يعنى بتتكلم وكأن لايهمك شىء، لماذا تدفعنى؟..أجاب هيكل: لأننى لا أريد شيئا، ولأننى أستطيع أن أعيش فيما أظن أننى أعرف كيف أقرأ، وفضلا عن ذلك أعرف كيف أكتب..الفريق صادق (وزير الحربية) كان رجلا فى دبابة فلما أقلته ( 26 أكتوبر 1972) لم يعد يعمل، والمسؤول فى الاتحاد الاشتراكى لو أقلته أيضا فسيجلس بدون عمل، أما أنا فأعرف أن أقرأ، وأعرف أن أكتب، ويوم ما هاخرج سأستمر صحفيا.
 
سأل السادات: وعملك فى الأهرام ألست مهتما به؟..أجاب هيكل: لن تستطيع أن تُقدر أبدا إلى أى مدى هو عزيز على، وعزيزة على تلك الروابط الإنسانية التى تربطنى بمن يعملون معى، ولكن الأهرام منذ فترة يكاد يختنق لا رأى جديدا ولا فكرة جديدة، ولا شىء يساوى لأننا لا نستطيع أن ننشر.
 
يؤكد «السناوى»: «هكذا تحدثت الوثيقة المثيرة دون حذف أو تعديل فى أى حرف منها لأهميتها البالغة فى كشف كل الحقائق عن مقدمات الخروج(هيكل) من «الأهرام»، وكان فى الأول من فبراير 1974».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة