السمنة من مشاكل العصر الخطيرة التي تؤدى إلى الإصابة بمشاكل مرضية مزمنة مثل امراض القلب والسكر، كما أنها تجعل أصحابها في مرمى نيران فيروس كورونا ، حيث أكدت الدراسات الحديثة أن مرضى السمنه هم من ضمن الفئات الخطر عند الإصابه بالفيروس، ولم تتوقف مضاعفات السمنة على ذلك بل اكتشف علماء في جامعة أكسفورد أن السمنة يمكن أن تزيد من فرص إصابة الشخص بأمراض الكلى، ووفقا لموقع جامعة أكسفورد الرسمي؟، وجدت هذه الدراسة الجديدة أن الدهون في جميع أنحاء الجسم تزيد من المخاطر ، وليس فقط الدهون حول الوسط (دهون البطن) ، وتشير إلى أن التحكم في الوزن يمكن أن يكون طريقة جديدة لإدارة مخاطر أمراض الكلى، ونُشر هذا البحث اليوم في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى.
وجدت دراسات سابقة أن السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى ولكن لم يكن واضحًا ما إذا كانت السمنة تسببت بشكل مباشر في أمراض الكلى أو ما إذا كانت هناك عوامل أخرى متسببة ، مثل زيادة الملح في النظام الغذائي للأشخاص.
في هذا البحث الأخير، درس الفريق ما يقرب من 300 ألف عينة من الحمض النووي من البنك الحيوي في المملكة المتحدة قاموا بالبحث في أكثر من 1000 اختلاف جيني معروف بأنه يهيئ الناس لمؤشر أعلى لكتلة الجسم (BMI) أو المزيد من ترسب الدهون في البطن (الدهون حول الوسط) الأشخاص الذين يعانون من هذه الاختلافات الجينية هم أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة لأنهم يرثون هذه الجينات.
يوضح البروفيسور ويل هيرينجتون ، من وحدة أبحاث صحة السكان في مجلس البحوث الطبية بجامعة أكسفورد ، والذي شارك في قيادة البحث" في هذه الدراسة ، أنه وجد أن هذه المتغيرات الجينية مرتبطة باستمرار بأمراض الكلى حيث إن كل زيادة 5 كجم / م 2 في مؤشر كتلة الجسم تسبب في زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة بنسبة 50٪ ، وإن استخدام نهج وراثي يعني أننا يمكن أن نكون أكثر صرامة من النهج التقليدي واستبعاد العوامل الأخرى.
وجد الفريق أن مخاطر الإصابة بأمراض الكلى لم تتغير بناءً على موقع الدهون فقد زادت بنفس المقدار بغض النظر عما إذا كانت الدهون قد ترسخت بشكل مركزي حول الأعضاء أو عبر الجسم بشكل عام مثل حول الساقين والذراعين.
وأضاف البروفيسور هيرينجتون: في بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة ، مثل أمراض القلب ، تكون الدهون المتراكمة حول أعضاء البطن (دهون البطن) أسوأ من الدهون التي تتراكم حول الأرداف لكن نتائج الدراسة الجديدة أظهرت بوضوح أنه بغض النظر عن مكان ترسبها في الجسم ، فإن الدهون تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى.
لفهم سبب حدوث ذلك ، اختبر الباحثون ما إذا كانت المتغيرات الجينية التي تهيئ بعض الأشخاص للسمنة مرتبطة أيضًا بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم وكلاهما يؤدي إلى أمراض الكلى.
وجد الفريق أنه بالنسبة لمعظم حالات أمراض الكلى المرتبطة بالسمنة ، كان السكري وضغط الدم هم الأسباب الدافعة عندما كانت الدهون تتراكم حول الأعضاء المركزية ، كان سبب مرض الكلى هو مرض السكري فقط من ناحية أخرى ، عندما تترسب الدهون بشكل عام في جميع أنحاء الجسم ، ساهم كل من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم في الإصابة بأمراض الكلى.
وأكد البروفيسور هيرينجتون: "هذه أخبار جيدة ، لأننا نعرف الكثير بالفعل عن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ، ولدينا علاجات لهما إذا تمكنا من منع مرض السكري والتحكم في ضغط الدم لدى أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ، فقد نتمكن من منع العديد من حالات أمراض الكلى من التطور في المقام الأول في النهاية ، تمنحنا هذه النتائج حافزًا أكبر لإدارة وزننا.
مشيرا على أن هناك فئة جديدة من الأدوية تسمى "جليفلوزين" تقلل من قدرة الكلى على الاحتفاظ بالسكر والملح ، مما يعني أن الجسم أكثر قدرة على التخلص من السكر الزائد والملح يساعد هذا مرضى السكري على التحكم في وزنهم وضغط الدم ، وتكشف التجارب الحديثة أنها فعالة بشكل خاص في علاج مرض الكلى السكري وأمراض الكلى الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة