عادل السنهورى

السيدة انتصار السيسي.. أم حقيقية من مصر شبهنا كلنا

الإثنين، 30 نوفمبر 2020 11:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى منتهى البساطة والذكاء الاجتماعى والثقة والهدوء الإنسانى، عبرت السيدة انتصار السيسى فى حوارها الممتع والشيق يوم الخميس الماضى ، مع الإعلامية المتميزة صاحبة السعادة إسعاد يونس، عن فترة زمنية مبهرة ومشرقة فى تاريخ مصر وعن طبقة اجتماعية مصرية أصيلة فى البناء الاجتماعى الطبقى فى مصر عاشت عنفوان شبابها ومجدها منذ بداية السبعينيات وحتى منتصف السبعينيات تقريبا بسماتها الاجتماعية المتفردة وخصائصا الأخلاقية ومنظومة قيمها وعاداتها وتقاليدها الراسخة.

فهى سيدة مصرية بسيطة تشبه فى بساطتها ملايين السيدات والأمهات فى ريف وصعيد مصر وحواريها ودروبها وازقتها العتيقة والأصيلة فى تشابه فريد لعاداتها وتقاليدها وأخلاقها وسماتها الاجتماعية، تعيدنا السيدة انتصار السيسى فى حوارها البديع إلى زمن امتد لفترة ليست بالقصيرة كانت مصر فيه "شبه واحد" تتناول نفس الطعام وتسمع نفس المقرئين للقرآن وتطرب لذات المطربين الذين عبروا عن الذائقة الدينية والفنية لجموع المصريين أو تحديدا لجماعة الطبقة الوسطى فى مرحلة العنفوان بعد ثورة يوليو 52 .

السيدة انتصار حرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى سيدة من مصر الحقيقية.. ابنة الطبقة الوسطى التى عاشت فى شارع الجيش، وأسرة الرئيس كانت تقيم حى الجمالية، ونحن كنا نعيش فى شارع الجيش.. وكلنا من الأحياء الشعبية ، حيث الأصول والمحبة والجيرة.. أكثر الطبقات فى المجتمع المصرى التى استفادت من تحولات ما بعد يوليو ومن ضمن الطبقات أيضا التى عانت من التحولات الاقتصادية والسياسية فى السبعينيات والثمانينيات.

جذبنى فى الحوار وأنا أشاهده هذا التفرد والإدهاش الجميل من جانب السيدة انتصار فى رسم صورة اجتماعية حقيقية بسيطة بساطة النيل فى سريانه والأهرامات فى شموخها دون رتوش أو تجميل لطبيعة الأسرة المصرية الصغيرة فى منزلها ومنزل السيد الرئيس، والأسرة المصرية الكبيرة (مصر) فى تميزها بشدة الانتماء الوطنى والتمسك بحلم المشروع القومى والارتقاء بالأخلاق والذوق العام والحفاظ على حزمة القيم والعادات والتقاليد للمجتمع.. فهى تفضل سماع السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة، وفايزة أحمد (السورية الأصل) التى لها غلاوة خاصة.. وأغانى أم كلثوم جميعها عظيمة، ودائماً ما كانت الأسرة الكبيرة تلتف حول أغانيها.. فهل هناك من كان لا يهوى ويعشق ويقدم على ذلك فى مصر فى ذلك الزمن بتفاصيله وذوقه وأخلاقياته وابداعاته المصرية.

فى الدين مثل الفن تستمع السيدة انتصار السيسي، إلى عمالقة دولة التلاوة فى مصر والعالم العربي، الشيخ مصطفى إسماعيل والحصرى والطبلاوى والمنشاوي. و"أحب الحصرى فى الآذان".

قدمت السيدة انتصار السيسى بعمق الباحث الاجتماعى وحصافة المتخصص العلمى وبوعى المثقف الذكى خارطة اجتماعية دقيقة لمصر التى مازلنا نعشقها ونهواها ويشدنا الحنين إليها.. مصر التى حددتها ملامح الشبه الواحد من الجمالية وشارع الجيش الى أسوان والإسكندرية فى كل شيء فى أصول التربية والتعليم والاحترام والحب والزواج والرقى بالذوق.

الصور النادرة التى عرضتها فى الحوار اكتملت بها الصورة العامة، فقد اختزلت تلك الصورة لأسرة السيدة انتصار وأسرة الرئيس عبد الفتاح السيسى سمات المجتمع المصرى وخصائص وأخلاق وصفات أبناء الطبقة الوسطى فى تلك المرحلة فى مصر فى لحظة زمنية مبهرة ومزهرة.

هذا الحوار فى بساطته وبساطة وهدوء صاحبته، ناقشت ما جاء فيه من معانى اجتماعية وأخلاق وقيم وعادات وتقاليد، دراسات اجتماعية وأبحاث ورسائل علمية كثيرة. مصر التى عاشتها هذه السيدة والتى يسعى ويعمل رئيسها البطل جاهدا لعودتها من جديد. بهية وعفية ومشرقة ومزهرة بحضارتها وتراثها وثقافتها وتسامحها وبماضيها وحاضرها ومستقبلها.

حوار السيدة انتصار السيسى يعكس صورة واقعية لسيدة من مصر تشبهنا جميعا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة