مهندس أسوانى يضع فكرة مشروع للتخلص من تلوث "ترعة كيما".. الحسينى: أدرس المشكلة من 25 سنة ووصلت لحل جذرى.. ويؤكد: المشروع لا يكلف الحكومة جنيها واحدا ويوفر 3 آلاف فرصة عمل.. المحافظ رحب بالفكرة.. فيديو وصور

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 05:00 م
مهندس أسوانى يضع فكرة مشروع للتخلص من تلوث "ترعة كيما".. الحسينى: أدرس المشكلة من 25 سنة ووصلت لحل جذرى.. ويؤكد: المشروع لا يكلف الحكومة جنيها واحدا ويوفر 3 آلاف فرصة عمل.. المحافظ رحب بالفكرة.. فيديو وصور شاب أسوانى يضع حلا للتخلص من تلوث "ترعة كيما"
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يزال مصرف السيل المعروف بـ"ترعة كيما" فى أسوان، بؤرة تلوث تهدد صحة المواطنين لأنه يلقى بمياه الصرف فى نهر النيل، ورغم كل الحلول التى وضعت لهذه المشكلة، فإنها لم تستطع القضاء على هذه المشكلة بشكل نهائى.

 

"الحسينى" شاب أسوانى نشأ فى منطقة كيما المطلة على مصرف السيل، ومنذ طفولته وهو يحلم بالقضاء على هذه المشكلة، فالتحق بكلية الهندسة ثم التحق بالعمل فى السد العالى، وبدأ يفكر جدياً فى إيجاد حل جذرى للقضاء على التلوث بترعة كيما، حتى انتهى إلى فكرة مشروع يمكن تطبيقها بإمكانات استثمارية ولا تكلف الحكومة أى أعباء مالية.

ترعة-كيما
ترعة كيما

تحدث الحسينى أحمد إبراهيم، مهندس كهربائى بالسد العالى، عن فكرة مشروعه لـ"اليوم السابع" قائلاً: جاء تعاطفى الشديد لهذه المشكلة التى تهدد صحة المواطنين ليس فقط المقيمين بنطاق المصرف الذى يمتد طوله لنحو 9 كيلو متر، ولكن يمتد هذا الخطر للقرى المجاورة لمصب السيل فى النيل مثل قرى بهاريف وأبو الريش وغيرها، نظراً لأن مصرف السيل أو ترعة كيما كما يطلق عليه يحمل مئات الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحى والصناعى وتصب فى النيل.

تطوير-محطات-كيما-(1)
تطوير محطات كيما

وتابع الشاب الأسوانى: هذا المشهد أمامى من 25 سنة، ولاحظت أنه لم يتم طرح حل جذرى لهذه المشكلة ، حتى عندما كنت صغيراً فى المرحلة الإعدادية كانت هناك زيارة لرئيس وزراء ألمانيا وقتها، ووقفت مع طلاب المدرسة لتحيته واستقباله، وفى اعتقادى أنه جاء لحل مشكلة التلوث، ولكن فى النهاية اكتشفت أنه جاء لافتتاح محطة صرف وليس للقضاء على التلوث فى الترعة.

تطوير-محطات-كيما-(2)
تطوير محطات كيما

وأشار إلى أن مشاكل مصرف كيما تتمثل فى 3 محاور رئيسية هى الرائحة الناتجة من مياه الصرف والصرف الصناعى، والثانية هى البكتيريا والأمراض المركزة فى الترعة، والمشكلة الثالثة هى أن كل هذا التلوث يصب فى النيل فى النهاية، وهو ما يضر القرى الموجودة بعد مصب السيل وإصابة الأهالى بالأوبئة والفيروسات والفشل الكلوى والأمراض.

وأوضح الحسينى، أن الحل الجذرى والنهائى – من وجهة نظره - لا يكون بتغطية المصرف وحسب ، ولكن بوضع مشروع لتغطية المصرف كاملاً بطول 9 كيلو متر وذلك باستخدام العزل وليس التغطية العادية، حتى لا يتم تسريب نقطة واحدة للنيل، ويمكن توليد غاز الميثان من الصرف الصحى الموجود بالمصرف للاستفادة منه فى الطاقة الكهربائية، ومن خلال الطاقة الكهربائية سيتم تحلية المياه أو معالجتها ثلاثياً حتى تصبح صالحة للشرب والأهم أنه سيمنع وصول التلوث للنيل.

داخل-محطات-المعالجة
داخل محطات المعالجة

وعلق المهندس الشاب: تواصلنا مع محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، خلال الفترة الماضية قبل أزمة كورونا لعرض فكرة المشروع، وقدمنا المقترح الذى يمكن أن تدعمه شركتا إيطالية وسعودية، والأخيرة تعمل بالفعل فى مشروعات تحلية المياه داخل مصر فى العديد من المناطق، موضحاً أن الشركة التى ستتولى العمل يمكنها أن تستفيد بنظام حق الانتفاع خلال مدة معينة يمكن تحديدها خلال الاتفاق بين الطرفين الحكومة والشركة فى حالة الموافقة على المشروع.

صحفى-اليوم-السابع-مع-صاحب-فكرة-المشروع
صحفى اليوم السابع مع صاحب فكرة المشروع

وأكد أنه بعد تنفيذ المشروع يمكن الاستفادة من المساحة التى يتم تغطيتها وكذلك إقامة مشروعات خدمية وترفيهية بالمكان، موضحاً أن المشروع بدأ التفكير فيه من سنة 2014 والتحرك الفعلى للدراسات كان خلال سنة 2018 ، ويتحرك حالياً مجموعة من الشباب للمشاركة فى هذا المشروع الذى يستطيع أن يوفر 500 فرصة عمل دائمة و3 آلاف فرصة عمل مؤقتة، كما أن الحكومة لم تتحمل أى مصروفات، وبالتالى هناك استفادة بيئية ومجتمعية.

عامل-ينزل-فى-الصرف-لتركيب-المواسير
عامل ينزل فى الصرف لتركيب المواسير

ترجع تفاصيل الأزمة، عندما أنشئ "مصرف السيل" فى ستينيات القرن الماضى، لحماية مدينة أسوان من مخاطر السيول التى تسقط بغزارة من الجهة الشرقية فى اتجاه النيل شمالاً، ويمتد طول هذا المصرف لنحو 9 كيلو متراً من الجنوب الشرقى لمدينة أسوان لأقصى شمالها، حتى تصب مياه السيول فى هذا المصرف ومنها إلى النيل.

محطات-كيما1-و2
محطات كيما1 و2

ومع مرور الوقت وتزاحم الكتلة السكانية بشرق مدينة أسوان، بدأ مصرف السيل يأخذ دوراً آخر عندما بدأ مجموعة من المواطنين يستخدمونه كمصرف للمجارى ومياه الصرف، وبدأ مصنع كيما بأسوان فى التخلص من تصريفات المصنع بالمصرف، وأيضاً استخدمه معسكر الأمن المركزى مصرفاً للتخلص من مياه الصرف، وتجمعت هذه المخلفات من مياه الصرف وغيرها فى هذه الترعة التى تصب يومياً ما يعادل 100 ألف متر مكعب "حسب ما ورده تقرير صادر عن جهاز شئون البيئة فى أسوان".

مصب-السيل-فى-أسوان
مصب السيل فى أسوان

وبدأت محاولات ومساعى المحافظين السابقين للتخلص من الأزمة عن طريق تغطية مصرف السيل وإقامة مشروعات تنموية وحدائق ترفيهية فوق المناطق المغطاة وتعاقدت المحافظة مع هيئة الأوقاف لإقامة سوق سياحية فوق الجزء المغطى من المصرف يحمل اسم خان أسوان ويضم مواقع ترفيهية وبازارات ومحل عاديات وحدائق ومقاهى بتكلفة ‏185‏ مليون جنيه‏.‏

مياه-الصرف-التى-تصب-فى-النيل
مياه الصرف التى تصب فى النيل

ومن الجهود أيضاً اتخاذ قرار بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالبدء فى مشروع الحل العاجل، بإنشاء محطتى معالجة مياه الصرف الصحى "كيما 1 وكيما2" لرفع مياه الصرف الصحى من مصرف السيل، والاستفادة من المياه المعالجة فى إقامة غابات شجرية على مساحة 5 آلاف فدان، يستفاد من أخشابها، ولكن الإنفاق المادى على المشروع والذى تخطى الـ180 مليون جنيه، أصبح عائقاً لدى الحكومة فى دفع مزيد من الأموال لاستكمال المشروع.

كما وافق مجلس الوزراء على تطبيق منظومة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى من محطتى كيما 1 وكيما 2، وأيضاً محطة بلانة ليتوازى ذلك مع البدء فى تنفيذ برتوكول التعاون بين الهيئة القومية والهيئة العربية للتصنيع لتركيب الوحدات الخاصة بالمعالجة الثلاثية.

وفى استجابة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، للشباب المشارك فى المؤتمر الوطنى للشباب، توجه الرئيس إلى منطقة عزبة النهضة شرق مدينة أسوان وتفقد محطات المعالجة كيما1 وكيما2 ، لتحقيق مزيد من الاطمئنان على خطوات بناء المشروع ونسب التنفيذ فيه، لتستوعب بذلك جزء من كميات مياه الصرف التى تصب فى النيل، مع البدء فى تطبيق منظومة المعالجة الثلاثية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة