سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 نوفمبر 1947.. الأمم المتحدة تقرر تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب بأغلبية 33 صوتا ضد 13.. وأمريكا والاتحاد السوفيتى فى مقدمة الموافقين

الأحد، 29 نوفمبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 نوفمبر 1947.. الأمم المتحدة تقرر تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب بأغلبية 33 صوتا ضد 13.. وأمريكا والاتحاد السوفيتى فى مقدمة الموافقين جلسه مجلس الامن
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتشد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة فى قصر «شايو» بالعاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة مشروع قرار تقسيم فلسطين يوم 29 نوفمبر، «مثل هذا اليوم» عام 1947، وسط دلائل تؤكد تواطؤ الأمم المتحدة لتمرير المشروع، وحسب «الموسوعة الفلسطينية- طبعة إلكترونية»، فإن التهديدات والإغراءات والرشاوى كانت هائلة لتمرير القرار، وتؤكد: «شعرت الوفود العربية أن عامل الزمن لا يسير لصالح القضية الفلسطينية، فركزت جهودها على سرعة التصويت على مشروع القرار، أملا فى إحباطه، وفى مساء 26 نوفمبر، كاد يحدث التصويت، ولو جرى لسقط المشروع حتما، لكن رئيس الجمعية العامة مندوب البرازيل أجل الجلسة بحجة ضيق الوقت، وكثرة طالبى الكلام، وأبدى المندوبون العرب استعدادهم لسحب طلباتهم بالكلام لتسريع التصويت، لكن رئيس «الجمعية» أصر على رفع الجلسة والساعة لم تتجاوز السادسة والنصف مساء، فى حين كان أمرا عاديا أن تستمر الجلسات إلى ساعات متأخرة من الليل، لكنه، وكما قال ممثل الفلبين: «كان ينفذ دوره لكسب الأغلبية اللازمة لإقرار التقسيم تماما، كما خطط له البيت الأبيض والحركة الصهيونية العالمية».
 
تذكر«الموسوعة» جهود الصهاينة لتغيير موقف المعارضين للتقسيم، وتنقل عن الصهيونى «دافيد هوروفيتس»: «اجتمعنا فى مكاتب الوكالة اليهودية، وتشاورنا فى الطرق والوسائل الكفيلة لتغيير مجرى الأحداث، دقت أجراس الهواتف بشكل محموم، أرسلت البرقيات إلى كل أنحاء العالم، أيقظنا أناسا من نومهم فى منتصف الليالى، وأرسلناهم فى مهام غريبة، وما من يهودى ذى نفوذ، سواء أكان صهيونيا أم غير صهيونى، رفض أن يعطينا العون فى أى وقت كان، فالجميع وضع إمكاناتهم، صغيرة كانت أم كبيرة، فى خدمة المحاولات اليائسة لترجيح كفتنا».
 
بذلت الدوائر الصهيونية جهودا لتغيير مواقف بعض الدول من يوم 26 نوفمبر إلى 29 منه، وكان التركيز على «المعسكر اللاتينى».. يؤكد «هوروفيتس» أنها نجحت بشكل مدهش، وأن الصهيونى الأرجنتينى «موشى توكس» المسؤول عن الأعمال السياسية الصهيونية فى دول أمريكا اللاتينية، استعمل كل الوسائل ، والتصق بالهاتف ليلا ونهارا يتكلم مع عواصم جمهوريات أمريكا اللاتينية، بينما أرسل وسطاءه إلى قسم من هذه القارة، وكان من بين أنشط الدعاة للقضية الصهيونية الكاردينال سبيلمان، رئيس أساقفة نيويورك للكاثوليك، وأعطى جوسى فيجورويرس، وهو رئيس جمهورية سابق لكوستاريكا، ومن أصل يهودى، دفتر شيكات على بياض لشراء الضمائر، وفى الوقت نفسه استلمت زوجات ممثلى دول أمريكا اللاتينية هدايا كثيرة، معظمها من ألماس ومعاطف الفرو الثمينة، وأعاد ممثل كوبا المعارض لفكرة التقسيم معطف فرو قدم هدية إلى زوجته.
 
وأشار الممثل الكوبى نفسه فيما بعد إلى وجود هذه الضغوط، وإلى أن صوت دولة هاييتى جرى ضمانه بوعد بإعطاء مساعدات اقتصادية أمريكية لهذه الدولة، كى تصوت لصالح التقسيم، وفعلا أعلن أن حكومته أمرته بتغيير صوته لأسباب اقتصادية، عكس تصويته فى اللجنة الخاصة. 
وقام رجل الأعمال الأمريكى روبرت بشراء صوت غواتيمالا بعلم الحكومة الأمريكية، وتلقت ليبيريا تهديدا من شركة فايرستون، إن هى لم تتحول من الامتناع عن التصويت إلى التأييد للتقسيم، وحدث ذلك مع الفلبين التى تعرض رئيس وفدها لضغوط حملته على ترك مقر الأمم المتحدة، بعدما أعطى أوامره المشددة بالتصويت ضد التقسيم، لكن رئيس جمهوريته ذاته تدخل وأمر وفده بالتصويت لصالحه، وحدث سحب مفاجئ لأوراق اعتماد ممثل سيام «تايلاند»، بسبب انقلاب وقع ضد حكومته، غير أن الأمر ما كان يستدعى ذلك، لولا إعلانه أنه سيصوت ضد التقسيم.
 
لم تجتمع الجمعية العامة يوم الخميس 27 نوفمبر 1947 بسبب «عيد الشكر»، وحين اجتمعت يوم الجمعة لم يتكلم أحد، فاقترح السفير الفرنسى التأجيل 24 ساعة لكى يعطى الوقت لمحاولات التوفيق، وما إن أطل يوم 29 نوفمبر، حتى ظهرت نتائج الجهود المشبوهة، وشعر المندوبون العرب بأن كفة الميزان رجحت ضدهم، فاقترحوا مشروعا وسطا يدعو لإنشاء دولة موحدة فى فلسطين تقوم على نظام لا مركزى، وتضمن حقوق الأقلية اليهودية، لكن مندوبى أمريكا والاتحاد السوفيتى معا عارضا حتى مناقشته، وأصرا على التصويت ففاز «مشروع التقسيم» بأغلبية 33 صوتا، ونص على تقسيم فلسطين إلى ثلاثة كيانات جديدة هى، دولة عربية وأخرى يهودية، وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم فى منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية.
 
كان الموافقون «أستراليا، بلجيكا، بولونيا، البرازيل، روسيا البيضاء، كندا، كوستاريكا، تشكوسلوفاكيا، الدانمارك، الدومينيكان، إيكوادور، فرنسا، غواتيمالا، هاييتى، أيسلندا، لييبريا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلاندا، نيكاراغوا، النرويج، بنما، بارغواى، بيرو، الفيلبين، بولندا، السويد، أوكرانيا، جنوب أفريقيا، الاتحاد السوفيتى، أمريكا، أورغواى، وفنزويلا».
 
أما الرافضون فكانوا 13 دولة «أفغانستان، كوبا، مصر، اليونان، الهند، إيران، العراق، لبنان، باكستان، السعودية، سوريا، تركيا، اليمن»، وامتنعت 10 دول عن التصويت هى «الأرجنتين، تشيلى، الصين، كولومبيا، السلفادور، الحبشة، هندوراس، المكسيك، إنجلترا، يوغسلافيا».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة