الأمطار تعيد الحياة لأودية حلايب وشلاتين.. الأخضر يكسو الصحراء والخير فى كل مكان.. والمراعى توفر المأكل والمشرب للماشية.. والقبائل تنظم رحلات ترفيهية إلى قلب الصحراء.. والشباب: فرحتنا كبيرة.. صور

تدب الحياة فى قطاعات مختلفة بمحمية جبل العلبة الواقعة جنوب محافظة البحر الأحمر بمنطقة حلايب وشلاتين، وانتشر العشب وتغير لونه إلى الأخضر من جديد، وظهرت المراعى فى بداية الشتاء، وذلك بعد سقوط المطر فى عدة أودية مختلفة. وتعد حرفة رعى الإبل والأغنام فى حلايب وشلاتين الحرفة الأولى والأساسية لأهالى المنطقة، ويعتمدون عليها اعتمادا كليا حيث أنها المصدر الأول للرزق لأغلبهم.

ومع انتشار المراعى فى فصل الشتاء يتغير وجه الحياه بالمنطقة، حيث تنمو الدواب وتزدهر حركة البيع والشراء للأغنام والإبل فى الأسواق الشهيرة هناك ومن بينها سوق الجمال بالشلاتين.

وقال على حمدون، أحد أبناء مدينة الشلاتين، إن أهالى القبائل بمثلث حلايب وشلاتين ينتظرون حلول الشتاء كل عام لكى تكتسى الصحراء والأودية الجبلية بالعشب لتأكل ماشيتهم بعد فصل الصيف الصعب عليهم، والذى يحول الصحراء إلى جرداء لونها أصفر جميع ما فيها لا حياة له.

وأضاف حمدون فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأمطار تساقطت خلال الفترة القريبة الماضية بأودية صحراوية معينة، فنبت العشب واخضرت أراضى تلك الأودية عن غيرها ومنها وادى أم روسين الواقع غرب مدينة الشلاتين بحوالى 90 كيلو متر حيث أنه من أكثر الأودية التى ظهر فيها العشب فى تلك الأيام.

وتابع: نتوقع خلال أيام معدودة أن تصبح أراضى الأودية الجبلية بحلايب وشلاتين بأكملها لجنة خضراء بعدما كانت من قبل صحراء جرداء، وأن أهالى القبائل بحلايب وشلاتين يذبحون الذبائح عند سقوط المطر فرحا به وبما يتبعه من ظهور العشب لابلهم وأغنامهم.

وأوضح أن عقب سقوط الأمطار يبدأ شباب القبائل بتنظيم رحلات استكشاف لأماكن المراعى والتى سبقها نزول المطر ليبدأ الأهالى فى الرعى فيها والسكن بجوار دوابهم، مؤكدا أن الكثير يقومون بتلك الرحلات كمتعة وسط الأودية وقضاء يوما مع الجبنة والسلات المشروب والوجبة الاساسية بحلايب وشلاتين .

ولفت إلى أنه يبدأ الأهالى فى تجهيز ما يستلزمهم فى رحلة رعيهم التى تستمر لأيام فالكثير منهم يذهب بدون أسرته والأكثر من يقوم بالإقامة فى الوادى المليئ بالعشب حيث يتم التجهيز لوجبة السلات المعروفة والتى يقوم بها أهالى القبائل بحلايب وشلاتين فى احتفالاتهم وأفراحهم، وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى، كاحتفال بالعشب بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهى حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.

وتابع أن السلات من أشهر وأشهى الأكلات فى حلايب وشلاتين، وأن عملية إعداد وجبة السلات تبدأ بعد تجهيز المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب فى نقطة دائرية، وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى تصبح جمرًا.

وكشف حامدون أن بالنسبة لمشروب الجبنة الذى يعد المشروب الرسمى لقبائل حلايب وشلاتين يتم تجهيزه بدق البن والحبهان وسط جلسات الأصدقاء والشباب، حيث يتم تجهيزه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وخلالها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة المطلوبة وطحن ودق تلك المواد جيدا.