-وزير الشباب والرياضة: الدولة المصرية وشبابها على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات

-مفتي الجمهورية: مصر تعيش نموذجًا متكاملًا في الاتساق بين كافة طوائف الشعب

-علي حسن: اهتمام كبير من الرئيس السيسي بالحفاظ على الوحدة الوطنية وإعلاء روح المحبة بين المصريين

-الأنباء إرميا: التعايش بين أفراد المجتمع الواحد حتمي من أجل الاستقرار 

-د.سامح فوزي: نحتاج لحزمة إجراءات حتى يصبح الانترنت خاليا من التحريض والكراهية 

-القس أندرية زكي: لدينا تنوُّع وتعدُّديةٌ في المجتمعِ المصريّ

- فيبي فوزي: مجلس الشيوخ سيشهد حوارًا متنوعًا حول إعادة بناء الإنسان المصري

-د. سميرة لوقا: دور مهم لوسائل الإعلام في استحداث آليات جديدة لتقديم قضية التعايش

-د. عبد الهادي القصبي: على قادة العالم ورجال الفكر والثقافة نشر الحب والتعايش 

-مرسيل سمير: تنسيقية شباب الأحزاب مهتمة بملف الهوية والمواطنة وقبول الآخر

-أحمد فتحي: ضرورة التركيز على اهتمامات الشباب من جانب النخبة السياسية والدينية

أكد وزراء وسياسيون ورجال دين وبرلمانيون وأكاديميون أن مصر تعيش حاليًا في أزهى وأسمى العلاقات بين مسلمي مصر وأقباطها وسط وعي تام من أبناء الوطن جميعًا بأن الوحدة الوطنية هي السياج القوي الحامي لمصر وشعبها في مواجهة سائر المؤامرات التي تستهدف النيل من الوطن ووحدته عبر محاولات يائسه لنشر الفتن والعمل على تزييف الوعي ونشر الفوضى والمخططات الأثيمة لهدم الدولة .


جاء ذلك في الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط بالاشتراك مع وزارة الأوقاف في ضوء مبادرة الدكتور محمد مختار جمعة التي تحمل عنوان "معًا نتعايش باحترام متبادل" والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وشارك فيها كل من: الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والقس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وفيبي فوزي جرجس وكيل مجلس الشيوخ، والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وسميرة لوقا رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، والكاتب والأكاديمي الدكتور سامح فوزي، وكذلك مرسيل سمير وأحمد فتحي عضوا مجلس النواب وتنسيقية شباب الأحزاب.


وشدد هؤلاء على أن الدولة المصرية وشباب مصر على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات وأنه لا يمكن لأي طرف أن يخترق النسيج الوطني ودائما ما تبوء هذه المحاولات بالفشل الذريع، ودعوا إلى ضرورة العمل معا وفق مفهوم المواطنة المتكافئة، والحفاظ على الدولة والعمل على رقيها، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها، وتعاون المؤسسات المختلفة في تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة.


وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن المواطنة عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات الدولة وأن علم الدولة شعار عزتها ورفعتها والحفاظ عليه واحترامه واجب على كل وطني حر.


وقال إن قضية المواطنة تُعد أحد أهم محاور عملنا الدعوي والتثقيفي وبرامجنا التدريبية، فقد جعلنا من قضية المواطنة المتكافئة وترسيخ أسس الولاء والانتماء خطًا ثابتا وأن أكثر مؤلفاتنا تجعل من مشروعية الدولة الوطنية محورا رئيسا، مشيرا إلى أنه من أهم إصدارات وزارة الأوقاف في هذا الموضوع، مشروعية الدولة الوطنية، والكليات الست، وهويتنا الوطنية في زمن العولمة، وفقه الدولة وفقه الجماعة، وفقه بناء الدول، وبناء الشخصية الوطنية.


وأضاف أن الوزارة تعمل مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء والطرق الصوفية والكنائس من أجل جعل قضية المواطنة المتكافئة ثقافة وطنية.
وأكد أن المواطنة ليست مجرد شعارات ترفع وإنما هي عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات من علمها ونشيدها الوطني وسائر شعارتها المادية والمعنوية.
كما أكد أن قضية المواطنة المتكافئة تعد أحد أهم عوامل استقرار الدول والحفاظ على أمنها ، وأمانها ، ومن أهم سبل تقدمها ورقيها ، فإن أكثر الدول تحقيقا للمواطنة المتكافئة هي أكثر أمنا وأمانا وتقدما وازدهارا ، أما الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب الديني أو العرقي أو الطائفي فقد دخلت في دوائر مدمرة من الفوضى أكلت الأخضر واليابس ، فهدمت البنيان وخربت العامر، وأهلكت الحرث والنسل فسادا في الأرض " والله لا يحب الفساد ".


وأوضح أن مفهوم المواطنة يقتضي عدم التفرقة بين المواطنين على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو المذهب, وضرورة إعطاء المرأة حقها كاملا غير منقوص ، فهي تعني الإيمان بالتعددية الوطنية في مختلف جوانبها ، وتؤمن بالتنوع وتعده ثراء وطنيا.


كما أكد أن المواطنة تقتضي إعلاء قيم التكافل المادي والمعنوي بين أبناء الوطن جميعا ، وهو ما يحققه الفهم المستنير والتطبيق الصحيح لفقه الواجب الكفائي .
وقال وزير الأوقاف : "واجبنا أن نعمل معا على بيان مفهوم المواطنة المتكافئة ، وضرورة الحفاظ على الدولة والعمل على رقيها ، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها ، وتعاون المؤسسات في تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة" .


ومن جانبه ، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن الدولة المصرية وشباب مصر على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات ، مشددا على أنه لايمكن لأي طرف أن يخترق النسيج الوطني ودائما ما تبوء هذه المحاولات بالفشل الذريع . 


وقال "صبحي" إن وزارة الشباب والرياضة دائما تتعاون مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة المصرية ومؤسسات المجتمع المدني لخلق روح التجانس بين شباب مصر وصنع حائط صد منيع ضد محاولات اختراق النسيج الوطني وزعزعة استقرار مصر في الداخل والخارج . 


وأوضح أن الوزارة تختص بالتعامل مع شباب مصر الذين تصل نسبتهم إلى 65 % من الكتلة السكانية ، وهو عدد كبير جدا لابد من توجيهه وتنويره وذلك طبقا لرؤية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي دائما ما يشيد بالشباب والمرأة المصرية في كل المناسبات . 


وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يقدر دور الشباب في بناء الأمة وكذلك وعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتصدي لكل محاولات الفتنة وهدم المجتمع ، ولذلك أطلقنا حملة "تصدوا معنا" للشباب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد كل ما يحاك بنا سواء داخل أو خارج مصر . 
وفي هذا السياق ، أوضح وزير الشباب والرياضة أن الداخل المصري لابد وأن يكون أكثر تماسكا وهذا ما تقوم به الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الدينية المختلفة سواء الأزهر الشريف أو الكنيسة المصرية لخلق جيل صاحب شخصية متكاملة ومتزنة نفسيا وبدنيا واجتماعيا سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو الجامعة أو المسجد أو الكنيسة وحتى النادي الرياضي والاجتماعي .


وأكد "صبحي" أن وزارة الشباب والرياضة تعقد العديد من اللقاءات الحوارية مع الشباب طبقا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأنه تم إطلاق مبادرة "تصدوا معنا" ومبادرة "مصر أولا .. لا للتعصب" حيث أن الرياضة تعتبر أسرع وسيلة للتأثير والتناول والتداول الإعلامي داخل المجتمع المصري . 
وأشار إلى أن مبادرة "مصر أولا .. لا للتعصب" مستمرة لمدة عام كامل بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وستبدأ التنفيذ فعليا من مباراة القمة القادمة بين الزمالك والأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا .


ومن ناحيته ، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مصر تعيش نموذجا متكاملا في الاتساق بين كافة طوائف الشعب، مشددا على أن الندوة هي دعوة كاشفة عن واقع المجتمع المصري الذي يعيش في سلام اجتماعي وانسجام وقوة من خلال ثلاثة محاور : أولها المحور الاجتماعي والتناسق المجتمعي رغم كل المحاولات البائسة والدنيئة التي تقوم بها جماعات الغدر والتي تكسرت على صخرة قوة تماسك الشعب المصري.


وأضاف أن المحور الثاني هو المحور الإفتائي والذي يعود في الأصل إلى الإمام الليث بن سعد الذي قال قولته المشهورة عندما سئل عن بناء الكنائس " إن بناء الكنائس من عمارة الأرض" مستشهدا بنهج الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده في هذا الأمر، لافتا إلى أن دار الإفتاء المصرية تنتهج هذا المنهاج بل ومصر بالكامل تعمل على هذا النهج حيث تمثل دار الإفتاء المرجعية الحقيقية لهذا الواقع الذي نعيشه من تسامح.


وتابع مفتي الجهورية قائلا : أما المحور الثالث فيتمثل في الناحية التشريعية منذ دستور 1923 وحتى الآن وآخرها ما جاء وحدث في لجنة الخمسين التي جعلت من التعايش السلمي نبراسا لهذا التعايش المجتمعي السلمي". 


وأضاف إن إحياء الحب والتسامح والتعايش واحترام الآخر قبل أن تكون واجبا دينيا دعت إليه الديانات وأوجبته نصوصها؛ فهي قيمة عليا وضرورة إنسانية أصيلة؛ إذ لا تنشأ حضارة ولا تقوم مدنيَّة ولا يتقدم البشر إلا في ظل الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي فيما بينهم.


وأكد مفتي الجمهورية، أن التعايش مع الآخر- لا شك- ضرورة حياتية في ظل ما يعيشه العالم من أزمات مرجعها الأساس إلى فقدان هذه المبادئ، وإن التقدم والنهضة الإنسانية والتغلب على أزمات العالم المعاصر ومشاكله القائمة على فكرة الصراع الحضاري، لن يكون إلا باحترام الآخر وبالتعايش السلمي وإرساء مباديء المحبة والحوار وقبول الآخر.


ومن جانبه ، قال الكاتب الصحفي الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق، إن الندوة التي تحمل عنوان مبادرة أطلقها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف " معاً نعيش في احترام متبادل " ، تنعقد ووطننا الحبيب يشهد أزهى وأغلى وأسمى العلاقات بين مسلمي مصر وأقباطها وسط وعي تام من أبناء الوطن جميعاً بأن وحدتنا الوطنية هى السياج القوي الحامي لنا جميعاً في مواجهة سائر المؤامرات التي تستهدف النيل من الوطن ووحدته عبر محاولات يائسه لنشر الفتن والعمل على تزييف الوعي ونشر الفوضى تمهيداً لمخططهم الأثيم لهدم الدولة" .


وأكد أن شعب مصر العظيم أثبت عبر ثورته 30 يونيو 2013 مدى عشقه لتراب وطنه وحفاظه على أمنه وسلامته واستقراره وعلى العيش في مناخ من الحميمية والوئام بين أبنائه جميعاً ونجح في أن يخلّص بلاده من حكم جماعة إرهابية جعلت من الإقصاء ونشر الفتن منهاجاً لها للانقضاض على السلطة والاستمرار فيها .


وشدد على أن مسلمي مصر وأقباطها عاشوا روحا واحدة ويدا واحدة يقدسان الوحدة الوطنية ويحميان سوياً وطنهم ومقدساته الدينية على قدم سواء ولم تعرف الفرقة لهم سبيلاً على مدى أكثر من 1400 عام اللهم إلا إذا استثنينا من ذلك ما قامت به جماعة الإخوان الإرهابية من نشر لروح الفتن الطائفية عبر كتاباتهم ومجلاتهم ومنشوراتهم وآرائهم ولكن شعب مصر رفضهم وتصدى لهم ولكل تلك المؤامرات ولقنهم دروساً في مفاهيم المواطنة.


وتابع علي حسن قائلا:" ولا ننسى ما قاله قداسة الأنبا تواضروس يوم أن امتدت أيديهم لحرق الكنائس بالمنيا في أطار مخططهم لهدم الوطن إذا قال "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن" ومازلنا نردد مقوله قداسة الأنبا شنودة "أن مصر وطن يعيش فينا قبل أن يكون وطن نعيش فيه" .
وأكد أن الوعي تنامى وتزايد بين أبناء مصر جميعاً على أهمية التلاحم والترابط والتصدي معاً لمخططات الإرهاب واستهداف الدولة وباءت بالفشل كافة الدعوات التي وجهها ويوجهها أعداء مصر لنشر الفوضى والنيل من استقرار الوطن .


وشدد على أنه كان للرعاية الكبيرة التي يوليها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للحفاظ على الوحدة الوطنية ، الدور الهام في الاعلاء من روح المحبة والاحترام المتبادل إذ قام سيادته بإجراء تعديلات تشريعية واتخاذ قرارات تتعلق بحل مشكلات كانت عالقة منذ عقود طويلة تخص بناء وترميم الكنائس إلى جانب حرصه الدائم على أن يتعانق المسجد والكنيسة معاً وسط كل بناء لمدينة جديدة أو لمشروع سكني كبير إلى جانب حرصه الدائم على الإعلاء من قيم المساواة والمواطنة والسلام والوئام بين أبناء مصر جميعاً فضلاً عن وجوده الدائم متقدماً كل الصفوف لتهنئة الأشقاء الأقباط بأعيادهم الدينية.


وأكد أن شعب مصر على يقين تام بأن كل ما يجري على أرض مصر من إنجازات ومشروعات قومية وتطوير لمستويات الأداء الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها أنما تستهدف صالح المصريين جميعاً دون استثناء وهم أيضا على علم بأن أعداء مصر إنما يستهدفون المصريون جميعاً بدون استثناء وخير شاهد على ذلك استهدافهم للمساجد والكنائس وللمصليين فيها أثناء الصلاة بما يؤكد أنه لا دين وخلاق لهم .


وشدد على أن مصر ستظل قوية بأبنائها جميعاً مسلمين وأقباط يستكملان معاً مسيرة التنمية والبناء والحفاظ على وطنهم سالماً أمناً وسط احترام متبادل بينهما .
وبدوره ، أكد القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية أهمية الندوة في مناقشة قضية مهمةٍ تمسُّ صميمَ مجتمعِنَا المصريّ، مشيرا إلى أن تاريخُ المجتمعِ المصريّ يخبرنا دائمًا أنه كانَ مجتمعًا تعدديًّا، تعيشُ فيهِ فئاتٌ مختلفةٌ في مجالاتٍ شتَّى، واليوم، لدينا تنوُّع وتعدُّديةٌ في المجتمعِ المصريّ، ولكن يظلُّ الدينُ يمثِّلُ قدسيةً خاصةً للمصريينَ جميعًا، وأنه على مرِّ التاريخِ، كانَ احترامُ الدينِ يمثِّلُ خطًّا أحمرَ لا يتخطَّاهُ أحدٌ ولا يمسُّ قدسيتَه أحدٌ.


وتابع"زكي" قائلا:" إنه عندَما نَنظُرُ لِمَا يحدثُ اليومَ في أماكنَ عديدةٍ في العالمِ نَجِدُ نموذجًا للحريةِ المنفلتةِ، التي لا تُراعِي مُقدَّساتِ الآخر، ولا تحترمُ حرياتِ الآخرينَ في العبادةِ والاعتقادِ، كَمَا أنَّ ما نرَاهُ يوميًّا على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ يُظهِرُ لنا عُمقَ الاحتياجِ للتواصلِ مع الشبابِ المصريّ، بهدفِ تعميقِ ثوابتِ احترامِ الدينِ وقدسيَّةِ العقيدةِ والتعايشِ المُشتَرَكِ مع الآخرِ المُختَلِف"، مؤكدا على أهمية الدورِ الكبيرِ المُلقى على عاتقِ وسائلِ الإعلام في تنميةِ هذا الوعيِ الشبابيّ بالدينِ ومقدَّساتِه، وخصوصًا وسائل التواصلِ الاجتماعيِّ الحديثةْ.


ونوه إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحَت ذات قوةٌ وقدرةٌ غيرُ محدودةٍ على التأثيرِ في ثقافةِ الأفراد، خاصةً الشبابْ، وسلوكيَّاتِهم، وأفكارِهم وتصرُّفاتِهم، فمعظمُ مبادئِ وقَنَاعَات هؤلاء -سواءَ عبرَ التخيُّلِ أو التحدُّثِ أو التحليلِ الدقيقِ أو تبنِّي تجاربِ وخبراتِ الآخرينْ، أصبحتْ داخلَ هذهِ المواقعِ تصوراتٍ قابلةً للتعديلِ والتغييرِ من طرفِ المؤثِّرينْ، حيث أصبحَ مستخدِمو مواقع التواصلِ الاجتماعيّ اليومَ لا يكتفونَ بالعيشِ في المجتمعِ، بل يقومونَ أيضًا بإنتاجِ أشكالٍ جديدةٍ للوجودِ الاجتماعيّ.


وأضاف إن هذهِ العودةَ القويةَ للدينِ داخلَ الواقعِ الافتراضيّ لم تحدُثْ بالشكلِ التقليديّ كما تمَّ ترسيخُه داخلَ الواقعِ الحقيقيّ، وإنَّما في شكلٍ جديدٍ يتميزُ بالكثيرِ من النقدِ في بناءِ القناعةِ وفي الاعتقادْ، وأنه في هذا الإطارِ الإعلاميِّ الجديدِ، يقعُ دورٌ كبيرٌ على المؤسَّساتِ الدينيةِ، سواء الأزهرْ أو وزارةِ الأوقافِ أو دارِ الإفتاءِ أو الكنائسْ بمختلفِ مذاهبِها في مِصرْ، ويَستَدْعي هذَا الدَّورُ تنشيطَ دورِها في نشرِ ثقافةِ الاعتدالِ والتسامحِ وتقبُّلِ الآخر، ومواجهةِ ظاهرةِ التطرُّفِ الدينيّ والغلوّ المذهبيّ. 


وأكد أنه باتَ منَ الضروريّ الاعترافُ بأنَّ شبابَنا يحتاجُ إلى توعيةٍ عميقةٍ بأهميةِ الدينِ وفهمِ التراثِ الدينيِّ بشكلٍ صحيحٍ يضمنُ عدمَ تهميشِ الآخر، أو استباحةَ مقدَّساتِه، وهُنا لا يحتاجُ الشبابُ للتلقينِ بقدرِ ما يَحتاجونَ لمُعايشةِ القدوةِ والنموذجِ في الحوارِ.


وشدد "زكي" على أن الله أنعم على مصر بقيادة سياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وقيادات دينية سوف يذكرها التاريخ للدور الهام الذي يقومون به، مؤكدا ضرورة ألا يتم تحجيمُ الحوارِ بينَ الأطرافِ الشبابيةِ المختلفةِ، ولكن يجبُ أنْ يتمَّ إعادةُ توجيهِهِ نحوَ إطارٍ بنَّاءٍ يرفضُ بشكلٍ حاسمٍ أيَّ ازدراءٍ بالأديانِ، أوْ أيَّ تطاولٍ على المُقدَّساتِ الدينيَّةِ، رغم أنَّه قادرٌ على خلقِ مساحةٍ منَ الحوارِ تَعبُرُ بهذا الجيلِ الناشئِ نحوَ التعايشِ المشتركِ بينَهُم، كذلكَ يجبُ أن نقدِّمُ -كقياداتٍ دينيةٍ- نموذجًا للأجيالِ الناشئةِ حولَ كيفيةِ إجراءِ الحوارِ في إطارٍ من الاحترامِ للمقدَّساتِ الدينيَّةْ.


وبدوره ، أكد الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز القبطي الأرثوذكسي أن التعايش بين أفراد المجتمع الواحد هو حتمية من أجل استقرار المجتمع وأمنه وسلامه وتحقيق بنائه من أجل تحقيق الخير لجميع أفراده.


وأكد أن تعايش أفراد المجتمع معًا في سلام يهب المجتمع القوة لمواجهة التحديات، وتخطي المعوقات، والانتصار على الصعوبات التي تواجهنا، لكن إذا عاش كل فرد في جزيرة خاصة به بمفرده لن نحقق شيئا في مسيرة الحياة، وأيضا قدرة أفراد المجتمع على التعايش معًا يهب النجاح، وأن الأسطورة "هيلين كيلر" أدهشت العالم عندما قالت "وحدنا يمكننا أن نفعل قليلًا جدًا، ومعًا يمكننا أن نفعل كثيرًا".


وقال إن كل شخص في موقع مسئولية عندما يشجع الآخرين نجدهم يبذلون جهدا أكبر، كذلك تتنوع الرؤى فيصبح الفكر أعمق وأكثر ثراء وتتنوع المواهب فيحصل تكامل، وحين نعمل معًا يمكننا تحقيق ما نريده من انجازات في أسرع وقت ممكن، مثل مشروع قناة السويس الجديدة التي تم حفرها في عام واحد عندما تكاتفت قوى المجتمع معًا. 


وأوضح الأنبا إرميا أن السلام هو أهم سمات التعايش بين أفراد المجتمع الواحد، وأن الأديان تدعو إلى السلام والسعي من أجل تحقيقه بشكل واضح ومباشر، واستشهد بالعديد من الأيات المذكورة في القرآن الكريم والكتاب المقدس التي تدعو إلى السلام والمحبة بين جميع البشر، لافتا إلى أنه على مدار التاريخ نجد العلماء يوصون الأمراء والخلفاء والحكام بحسن معاملة غير المسلمين وتفقد أحوالهم.


ولفت إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حرص على بناء كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة ودعا قداسة البابا تواضروس الثاني ليقول كلمة أمام المسجد وكذلك قدم فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة أمام "كاتدرائية ميلاد المسيح" وهو أسس بذلك وأحدث يوما تاريخيا في أيام مصرنا الحبيبة، وهو نفسه ما تحث عليه الأديان كنموذج للتعايش بمحبة واحترام بين الجميع. 


ومن جانبه، قال الكاتب والأكاديمي الدكتور ســامـح فــوزي إن خطابات الكراهية تنتشر على الفضاء الإلكتروني في كل المجتمعات على أسس دينية أو عرقية أو اجتماعية أو ثقافية ، ونجدها في الدول المتقدمة مثلما تتفشى في الدول الأقل تقدما، فقد أصبح الشخص في الإعلام الجديد ليس فقط متلقيا أو مستهلكا للخبر والرأي، مثلما كان الحال في الإعلام التقليدي، ولكن منتجا له، يعبر على الشاشة مباشرة عن مشاعره، وأفكاره تجاه نفسه والآخرين، وهي عملية تحدث تلقائيا، وتسير بوتيرة متسارعة تستغرق نشاط الإنسان، وتستفزه دائما للتعليق عما يحدث حوله، وهو ما دفع بعض الباحثين إلى مطالبة رواد الفضاء الإلكتروني بالتفكير قبل كتابة أي شيء.


وأضاف أن خطابات رفض الآخر أو الكراهية تتشكل من خلال الصور النمطية الجاهزة التي نحملها عن الآخرين، وادعاء السمو وامتلاك الصواب، وغياب المعرفة الدقيقة، وغلبة المشاعر على التفكير السليم وغيرها.


وقال الدكتور فوزي" إننا بالتأكيد سوف نحتاج إلى حزمة من الإجراءات حتى يصبح الإنترنت خاليا من التحريض والكراهية والعنف، وهي قضية ذات بٌعد عالمي، مثلما لها سمات محلية خاصة، معتبرا أن الإشكالية ليست فقط في سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في تكوين مستخدمي ورواد الفضاء الإلكتروني، وغالبيتهم من الشباب، لأن ما يحدث في الواقع ينتقل إلى الشاشة"كومبيوتر أو هاتف محمول أو أي باد".


ونوه إلى مبادرات التنمية التي تجمع المواطنين معا لمواجهة الفقر، والنهوض بنوعية الحياة، خاصة على المستوى المحلي، مشيرا إلى أن هناك تجارب مهمة في هذا الصدد، اتسمت بقدرتها على تجميع المواطنين متنوعي الانتماءات الاجتماعية والثقافية والدينية في سياق عمل مشترك، يعود عليهم جميعا بالمنافع المشتركة، مؤكدا أن التنمية تلعب في هذه الحالة دورا في بناء رأس مال "اجتماعي" مشترك بين المواطنين جميعا، يساعدهم على مواجهة الأزمات، وبناء جسور التعايش الإيجابي. 


ومن جانبها ، قالت فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ إن المجلس سيشهد خلال الفترة المقبلة حوارا متنوعا وثريا حول إعادة بناء الإنسان المصري، معتبرة أن هذه الخطوة هي الضمان الوحيد لتحقيق قيمة التعايش وإعلاء القيم الثقافية والأخلاقية والسلوكية التي هي عماد بناء الأمة المصرية.
وأضافت أن مشروع بناء الإنسان المصري هو الاستثمار الأهم الذي تبذل فيه القيادة السياسية خالص جهدها، مستشهدة على ذلك بقيام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالدعوة لإجراء حوار حول التعايش وأهميته.


وأشارت إلى أن الدولة بالفعل لا تغفل قضية بناء الإنسان المصري رغم أعبائها الجسام في كافة قطاعات التنمية والخدمات، مؤكدة أن هناك دورا كبيرا ومؤثرا للأسرة والتعليم والإعلام ودور العبادة ورجال الدين والأحزاب السياسية في هذه القضية.


وأكدت على أن التنوع الثقافي هو مفتاح التعايش والضمانة الأكيدة على احترام الآخر ثقافيا وعرقيا ودينيا، مشددة على أن التعايش باحترام يسمح بتحقيق العديد من القفزات النوعية التي سعت القيادة السياسية لتحقيقها.


وأوضحت أن التعايش في مفهومه الواسع لا يشمل فقط التعايش بين المختلفين ثقافيا أو دينيا أو عرقيا، ولكن يشمل التعايش بين الأجيال بما يسمح بإعطاء فرصة حقيقة للشباب ودعمهم والتعايش بين الجنسين بما يضمن الاعتراف بحقوق المرأة وتمكينها.


وشددت على أن فكرة المواطنة لها عظيم الأثر في تحقيق التعايش، مؤكدة أن مصر قطعت شوطا كبيرا في ترسيخ هذا المفهوم.
ومن جانبه ، قال الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية إن قضية التعايش من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية سواء من من الناحية الدينية والسياسية والإنسانية، مشيرا إلى أن العالم شهد في الآونة الأخيرة صراعات ونزاعات وفتن دعمتها أفكار شيطانية ومطامع سياسية واقتصادية حتى أضحت نظريات التقسيم والعنف والاختلاف ونشر الصراعات صناعة لها أدواتها ويدعمها الإعلام الفاسد والتزييف والعبث وتغييب الوعي.


وأضاف أن كل هذا أثر على حياة البشر التي شهدت العديد من الحروب بدءاً من الحرب العالمية الثانية مروراً بحروب عديدة نتج عنها سفك دماء وتخلف، وما أن انتهت هذه الحروب إلا تطلعت الإنسانية إلى السلم والاحترام لكن بدأت موجة جديدة ممنهجة تسمى "الإرهاب" ضد التعايش السلمي، ليستمر قتل الأبرياء، وينتشر الفقر والبؤس لترتفع نسب الأرامل والمشردين.


وأشار إلى أنه من المؤسف أن يكون هذا الإرهاب تحت ستار الأديان التي هي بريئة من التقسيم والقتل وسفك الدماء، فقد اجتمعت الأديان جميعها على تحريم قتل النفس بدءا من الوصايا العشر إلى ما أمر به سيدنا عيسى عليه السلام وخطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم، كما يخبرنا الله تعالى أنه من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، ويؤكد وحدة الأصل الإنساني رغم التنوع فيقول تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، ويؤكد أن الاختلاف سنة فيقول "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".


وقال "القصبي" إن الإسلام دعا إلى التعايش مع الآخر عن طريق مبادئ وردت في القرآن منها قوله تعالى:"إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عم الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".


ووجه "القصبي" حديثه إلى قادة العالم ورجال الفكر والثقافة لينشروا ثقافة الحب والتعايش والسلم، داعياً إلى عدم نشر ثقافة الظلم والدمار ومذكراً بأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون ليسع الجميع، وبأن ما أنفق على التقسيم والقتل والحروب لو أنفق على التعليم والصحة ومواجهة الجوع لامتلأت الدنيا سلماً وسلاماً.


ومن ناحيتها ، أكدت الدكتورة سميرة لوقا رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، التزام الهيئة بدعم مبادرة "معًا نتعايش باحترام متبادل" من خلال شبكاتها في المحافظات وتضافر الجهود مع مختلف أجهزة الدولة، ومنها مع وزارة الأوقاف فيما يتعلق بتدريب شباب الدعاة وكذلك الكنيسة في تدريب الواعظات والواعظين.


ولفتت "لوقا" إلى أهمية دور مختلف وسائل الإعلام في استحداث آليات جديدة لتقديم قضية التعايش وعدم الاقتصار على إبراز روح التسامح بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي، مطالبة بإلقاء مزيد من الضوء على النماذج الإيجابية التي يزخر بها المجتمع.


وثمنت تضمن "رؤية مصر 2030 "الجانب الثقافي ضمن خطط التنمية، مشيرة إلى أن الثقافة هي استثمار في الوعي إذا غاب فشل أي استثمار اقتصادي آخر.
وبدورها ، قالت مرسيل سمير عضو مجلس النواب وتنسيقية شباب الأحزاب "إن التعايش هو الأساس لبناء المجتمعات المستقرة والمتقدمة كما أن التعايش نتيجة لعوامل متعددة أولها مبدأ احترام الرأي واحتواء الاختلاف والتفاعل المتبادل بين الشركاء". 


وأضافت "أننا داخل التنسيقية قمنا بعمل وثيقة شرف حريصين على الالتزام بها طوال الوقت حيث أن التنسيقية تضم أحزابا من تيارات مختلفة (26 حزبا سياسيا وعددا من شباب السياسيين) وبيننا اختلافات ولكن نقدم نموذج لاختلاف الرأي الراقي داخل التنسيقية ولدينا خط يجمعنا كلنا هو الحفاظ على وحدة وسلام الوطن ".


وطالبت بنشر ثقافة التعايش لدى الأطفال في المدارس تدريجيا حتى تترسخ هذه الثقافة لديهم منذ الصغر ، مؤكدة أن وزارة الثقافة أحد أهم الجهات الفاعلة في تعزيز ثقافة التعايش وقبول الآخر.

وقالت مرسيل سمير "إن تنسيقية شباب الأحزاب مهتمة بملف الهوية والمواطنة وقبول الآخر ولدينا لجان نوعية تقوم بأبحاث ودراسات في هذا الشأن"، مشددة على أن مصر دائما هي نموذج للتعايش القائم على الهوية المصرية.


ومن جانبه ، أكد أحمد فتحي عضو مجلس النواب وتنسيقية شباب الأحزاب، أن التنسيقية لديها رؤية واضحة لاحترام الآخر ليتم تطبيقه ليس فقط على أعضائها وإنما على نطاق واسع مع شباب الجامعات والمدارس.


وأضاف إن هدف امتلاك تنسيقية الأحزاب لأكثر من أيديولوجية هو فكرة احترام الأخر، حيث نستهدف جذب جميع شباب مصر، مؤكدا على ضرورة التركيز على اهتمامات الشباب من جانب النخبة السياسية والدينية في مصر.


وأوضح أن التنسيقية عندما استمعت لأفكار الشباب داخل الجامعات والمدارس اعتزمت إنشاء منصة لجمع اتحادات الطلاب سواء في المدارس أو الجامعات لخلق حكومة موازية، خاصة وأن اتحاد الطلبة حتى وقتنا هذا لا يعلم عدد الوزارات الموجودة في مصر، ولا يعلم أدوارها وأهدافها.
وأكد أن دور تنسيقية شباب الأحزاب هو توعية الطلاب وتدريبهم، حتى يكون الطالب مؤهل لانتخابات المحليات ومجلسي النواب والشيوخ عقب تخرجه، وذلك لن يحدث إلا من خلال تعريفهم بمفهوم السياسة.


وأشار إلى أن التنسيقية ستخلق هذه المنصة التي ستجمع كافة الأنشطة الطلابية واتحادات الطلاب وربطهم بالوزارات، مطالبا بضرورة تعريف الشباب بدور الوزارات مثل وزارة السياحة ورحلاتها الداخلية.


وأوضح أن التنسيقية لا تستهدف فقط ال200 شاب بداخلها ولكنها تستهدف النزول إلى أرض الواقع بين كافة شباب مصر، مؤكدا أن التنسيقية تستهدف ما وصفهم بالشباب أصحاب "النظرة السودوية"، وأصحاب التعصب الفكري والديني والرياضي لتوعيتهم بمشاركة الوزارات.
وأشار إلى أنه عند نزول التنسيقية إلى الجامعات والمدارس لا نسأل عن جنسية الشاب، فالمستهدف هو الشباب بمختلف جنسياتهم، فمصر منبع السلام وستظل كذلك.