واستندت دورية أمريكية -في تقرير لها- إلى تقارير بثتها الإذاعة الدنماركية ونشرتها منصات إخبارية مستقلة في كوبنهاجن عن وجود هذا التعاون السري بين الاستخبارات الأمريكية والدنماركية.


ورجحت المصادر الدنماركية أن انكشاف المعلومات الخاصة بهذا البرنامج السري للتعاون بين الاستخبارات الأمريكية والدنماركية قد يكون هو السبب الحقيقي لعزل مدير الاستخبارات الوطنية الدنماركية لارس فيندسين من منصبه مطلع الأسبوع الجاري، أما الحكومة الدنماركية التي وجدت نفسها في حرج بالغ أمام جيرانها الأوروبيين فلم يصدر عنها أي تعليق عن هذا التسريب نفيا أو تأكيدا وطبيعة علاقات التعاون الاستخباراتي الحقيقية بين الولايات المتحدة والدنمارك. 


ويرجح خبراء أمنيون أن التعاون بين الدنمارك والولايات المتحدة قد يكون منحصرا في المقام الأول في زاوية عمليات التجسس الإلكتروني على الاتصالات والتي تعرف بعمليات الاعتراض الرقمي للاتصالات، ويقولون إن الطرف الأمريكي الأول في هذا التعاون هو وكالة الأمن القومي الأمريكية / NSA / المعنية بهذا النوع من التنصت على الاتصالات الدولية حيث يوجد اتفاق يعود تاريخه إلى العام 2008 بين الدنمارك والولايات المتحدة للتعاون في هذا الصدد تقوم بموجبه الاستخبارات الدنماركية بمراقبة الاتصالات المارة عبر حزم كوابل الآلياف البصرية الدولية المارة عبر الأراضي الدنماركية.


وبحسب المصادر الدنماركية فإن جزيرة " Amager " الدنماركية الواقعة جنوب شرق العاصمة كوبنهاجن يوجد بها مركز لمعالجة البيانات الاتصالية بدأ نشاطه في عام 2008 وربما يكون قد تم بناؤه بموجب اتفاق التعاون المشار إليه بين الولايات المتحدة والدنمارك ولهذا الغرض خصيصا. 


وفي عام 2015 تكشفت معلومات لمجلس الإشراف الوطني على أجهزة المخابرات في الدنمارك / TET / عن قيام المركز الواقع في جزيرة Amager بتقديم تسهيل لوكالة الأمن القومي الأمريكية للتجسس على أهداف محددة يشتبه في كونها خلايا إرهابية نائمة داخل الأراضي الدنماركية لكن ما تبين لاحقا هو امتداد ذلك التعاون إلى اتصالات ومكالمات هاتفية لأهداف في فرنسا وألمانيا والسويد والنرويج وهولندا وذلك في الفترة من 2012 و حتى 2015 وأن ذلك يتم تحت بند مكافحة الإرهاب وتعقب المشتبهين والخلايات الكامنة في عمق بلدان الاتحاد الأوروبي.