على الرغم من أن الموعد الرسمى للتصويت فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لم يأت بعد، إلا أن عدد من أدلوا بأصواتهم فى التصويت المبكر قد بلغ أكثر من ثلثى إجمالى من صوتوا فى انتخابات 2016، ليسجل بذلك أرقاما قياسية مدفوعة بزيادة كبيرة فى التصويت عبر البريد فى ظل المخاوف من فيروس كورونا، وتقول شبكة "سى إن إن" إن الملايين من الأمريكيين قد أدلوا بأصواتهم قبل يوم الانتخاب وكسروا الأرقام القياسية المتعلقة بالتصويت المبكر وبالبريد، مما رفع آمال مسئولى الانتخابات بأن هذا الإقبال الكبير سيخفف من احتمال حدوث مشكلات أو وقوع فوضى وصراعات فى مراكز الاقتراع فى الثالث من نوفمبر.
وأوضحت الشبكة أن الولايات سجلت أرقاما قياسية لإجمالى التصويت المبكر، واقترب الكثير منها، وبعض الأحيان تجاوز، إجمالى عدد الأصوات التى تم الإدلاء بها فى انتخابات 2016.
وصوت ما لا يقل عن 94 مليون شخص بالفعل فى الانتخابات الأمريكية، سواء بشكل شخصى أو عبر البريد، وفقا لمشروع الانتخابات بالولايات المتحدة. لكن مجلة نيوزويك قالت إنه قبل أقل من يوم على إجراء الانتخابات ، فإن أكثر من 31 مليون صوت بالبريد لا تزال معلقة.
وتم الإدلاء بنحو ثلثى الأصوات من خلال إعادة بطاقات الاقتراع بالبريد ( 59.961.024) بينما تم التصويت بشكل شخصى بأكثر من 34 مليون ناخب. إلا أن البيانات أظهرت أيضا أن 31.385.941 بطاقة اقتراع بالبريد لم يتم إعادتها بعد.
وتقول نيوزويك إن بعض الولايات التى تفعل ذلك حاسمة مثل بنسلفانيا وفلوريدا، ومن بين الولايات التى ترصد التسجيل الحزبى، فإن عدد الديمقراطيين الذين استخدموا التصويت بالبريد أكبر بكثير من الجمهورييين، لكن لديهم أيضا أصوات بالبريد معلقة.
ووفقا للبيانات، فإن 8.096.924 بطاقة اقتراع بالبريد ديمقراطية تظل معلقة مقارنة بـ 5.646.271 بطاقة اقتراع بالبريد.
وكتب مايكل ماكدونالد أستاذ العلوم السياسية فى جامعة فلوريدا الذى يدير المشروع يقول إن عدد بطاقات الاقتراع التى لم يتم إعادتها بالبريد ربما يكون مصدر قلق للديمقراطيين.
وقالت صحيفة يو إس إيه توداى إن الديمقراطيين هيمنوا على التصويت المبكر بالبريد، وهو ما يجعل الرئيس ترامب معتمدا على التصويت القوى بشكل شخصى يوم الانتخاب من قبل الجمهوريين لهزيمة خصمه بايدن.
ولفتت الصحيفة إلى أن استخفاف ترامب على مدار عام بالتصويت عبر البريد أدى إلى إبعاد العديد من ناخبيه عن التصويت الغيابى، بينما تبنى الديمقراطيون هذه الطريقة حيث قاموا بالإدلاء بما يقرب من ضعف بطاقات الاقتراع بالبريد التى أدلى بها الجمهوريون على المستوى الوطنى.
وعلى الرغم من قيام الجمهوريين بتقليل الفجوة من خلال التصويت الشخصى المبكر، إلا أن ترامب يتجه إلى احتمال مواجهة عجز فى التصويت على المستوى الوطنى وفى الولايات المتأرجحة فى يوم الانتخاب.
من ناحية أخرى، قالت سى إن إن إنه منذ بدء التصويت المبكر فى أواخر سبتمبر الماضى، كانت هناك مشكلات بالتأكيد فى مراكز الاقتراع منها الانتظار بساعات طويلة ومزاعم تخويف وقمع الناخبين إلى جانب حودث مثل تلك التى وقعت فى نورث كارولينا يوم السبت عندما استخدمت الشرطة رزاز الفلفل لفض مسيرة إلى أحد أماكن التصويت.
لكن بشكل عام، فإن أسوا المخاوف من انتشار المشكلات أو العنف الذى يعطل التصويت المبكر لم تحدث فى هذه الانتخابات التى وصفتها سى إن إن بأنها الأكثر إثارة للجدل فى الذاكرة الحديثة.
ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من أن التوترات بشأن المنافسة المريرة بين الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن يمكن أن تتفاقم فى يوم الانتخابات، سواء فى صناديق الاقتراع أو بعد ذلك عندما يتم فرز النتائج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة